مشكلتي إني خاطب بنت محترمة وكويسة؛ بس الشيطان دايماً يوسوس لي إنها وحشة وتعرف حد تاني.. جبت فاتورة التليفون آخر شهر لقيت رقمين غريبين سألتها عنهما، فقالت لي ما اعرفش، اتصلت قال لي ما حدش اتصل عليه.. ما اعرفش حد وأنا محتار مش عارف أعمل إيه، كده شك رغم إنها كويسة وباعاملها أحسن معاملة monona77
صديقنا: من حق كل إنسان أن يأمن على نفسه بالشكل الذي يريحه في موضوع الارتباط، وأن يتخذ في ذلك كل الوسائل الممكنة حتى يسلّم نفسه ويضع حياته وسمعته بين يدي إنسان لا يعرف عنه شيئاً، ولذلك اتفق الناس عرفاً على شيئين وهما: السؤال قبل الخطبة وأثناءها؛ حتى تكشف -قدر المستطاع- ما خفي عنك في لحظات لقائك بخطيبتك وبعائلتها، وكذلك ما أخفوه عنك من عيوب جوهرية خجلوا من إظهارها أو تعمّدوا سترها، ولا أقصد بذلك الموضوعات العامة التي يتجمل بها الناس أمام بعضهم من حسن المظهر وكرم الضيافة الذي يشمل أطايب الطعام وفاخره، ورقة الحديث وتخير الألفاظ من الفتاة وأهلها؛ فذلك شيء طبيعي لا يختلف عليه عامة الناس وهو التجمل العام. لكني أقصد تلك العيوب الجوهرية التي يخفيها الناس ويكون سترها من الغش والتدليس؛ مثل السجل الجنائي للأسرة؛ إذا كان أحدهم له سوابق أو جرائم أو معروف عنه هذا الشيء، وكذلك ملف الفتاة السابق الخاص بارتباطها من زواج وعقد وخطبة، وكذلك المستوى المعيشي والاجتماعي والثقافي. وهذا ما يجب عليهم أن يصارحوك به، وأن تتأكد منه عن طريق سؤالك وملاحظاتك، وعليك أنت أن تصارحهم بمثله. ومن الأشياء التي يقع عاتقها عليك وحدك في البحث والتمحيص؛ السؤال عن أخلاق الفتاة عامة، ومتابعة سلوكها إما بالمباشرة والملاحظة أو الاستنتاج والتأكد والسؤال. لكنك على الجانب الآخر تضع لنفسك حداً تصل به إلى الطمأنينة؛ فأنت تختبر الناس والفتاة حتى تطمئن، والأصل أنهم فوق مستوى الشبهات ابتداءً؛ لأنك أقدمت على الخطوبة بسبب ما دفعك إلى ذلك وما رأيته فيهم من أخلاق ومظاهر جيدة، وما الاختبار والسؤال إلا لتقطع الشك باليقين الجيد، ويكون مانعاً قاطعاً كل شبهة شك تراودك. صديقي.. هذا هو الأصل الذي نعمل عليه جميعاً عندما نكون مكانك؛ لكن ما يحدث منك هو مبالغة مقيتة تفتح بها النار على نفسك وعلى من حولك، ولا أجد لها مبرراً إلا واحداً من ثلاثة أمور: - إما أنك بالفعل ترى منها ما يسوؤك لكن (السكّينة سارقاك)؛ فتريد أن تكون على أدنى حد من الأمان في علاقتك بها. وفي هذه الحالة أنصحك بالابتعاد عنها فوراً؛ لأنها -بصدق- لن تكون هي الإنسانة التي تعيش معها بأمان؛ وحتى إن كانت حافظة لبيتك وعهدك وأنت تراودك الشكوك حولها؛ فاعلم أن هذا هو طريق النهاية التعيسة التي لن يرسم شكلها سوى المستقبل. وإما أنك صاحب علاقات غير سوية مع غيرها في السابق أو لاتزال؛ وهنا أنصحك أنت بالابتعاد عن علاقاتك تلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث له "عِفُّوا تعفّ نساؤكم"، وقال "يا ابن آدم اعمل ما شئت كما تدين تدان"؛ وعفة المرأة وإن كانت من داخلها؛ فإن الله في المقابل يهب الطيبين للطيبات والحافظين أمانته للحافظات؛ فإن كنت من هؤلاء المتلاعبين فثق أن الله سيردّ لك ما فعلته في محارمه يوماً في أهلك بأي صورة. وإما أنك شكاك بشكل مَرَضي؛ وهنا عليك أن تحاول التعامل مع نفسك أولاً حول هذه الأمور بأن تضع الثوابت وتستنتج النتائج؛ فإن كانت تحفظ الأمانة في كذا وكذا؛ أفلا تحفظ عرضها وعرضك ونفسها، وإذا كنت رأيت منها كذا وكذا من الأخلاق الحميدة؛ أفلا يكون هذا مانعاً لها من الانسياق في الرذائل. صديقي... هذه هي الاحتمالات والنتائج وضعتها بين يديك، وبيدك أنت فقط حل ذلك مع نفسك في كل الأحوال؛ وإلا فعليك أن تتراجع عن خطوة الارتباط تلك؛ لأنها هي البداية لطريق النهاية. وفقك الله وهداك لما فيه الخير.