أنا متزوجة منذ ثلاثة شهور بالتحديد، وقد رزقني الله بزوج صالح يحبني كثيراً، وأحمد الله على ذلك. حياتنا الزوجية كانت مستقرّة؛ ولكن لم يطل ذلك؛ فبدأت مشاكلنا.. لمجرد معرفته أنني حامل شعر أنه لم يستمتع بي، وحاولت كثيراً إقناعه بأن ذلك لن يؤثر علينا؛ ولكنه لم يقتنع، وكان يفضّل أن أحمل بعد مدة لا تقل عن عام حتى يكون قد استمتع إلى حد ما. لا أعلم إذا كان سبب ذلك أن شهوته عالية أم هناك سبب آخر.. إنه يبرر الشهوة العالية بأنه صان نفسه من الحرام في فترة شبابه، ولم يلجأ لإشباع رغبته إلا في الحلال. وعلاقتنا الزوجية قبل الحمل كانت بصفة يومية، وأحيانا عدة مرات.. وعند تأكدي من الحمل أخبرنا الطبيب أن تقل العلاقة الزوجية لتكون تقريباً مرة واحدة في الأسبوع؛ ولكن زوجي لم يقتنع بذلك أبداً، وما يرضيه هو أن يمارس ذلك يومياً، ولم يلتزم بكلام الطبيب. وأنا لا أرغب في تعذيب زوجي، وفي نفس الوقت أرغب في حماية طفلي قبل حماية نفسي.. لا أعلم كيف أتصرف.. فعادةً الطفل يكون سبب سعادة الزوجين؛ ولكن في حالتي الطفل هو سبب مشاكلي مع زوجي؛ خاصة أن هذا الموضوع وصل إلى درجة الغضب الشديد. emy
لازال الطفل بينكما سر سعادة جديدة يا صديقتي؛ ولكن الوضع يحتاج منك ومنه فهماً أكثر؛ فأنت تحتاجين أن تعرفي أن مشاعر الأبوة لدى الرجل لا تتفجر إلا بعد أن يرى طفله بين يديه؛ بل وبعض الرجال لا يشعرن بأبنائهم إلا بعد أن يتحدثوا إليهم ويستطيعون أن يتواصلوا معهم بشكل ما من خلال بعض الكلمات أو النظرات والتصرفات! أما الأمومة فهي تتفجر داخل الأنثى بمجرد أن تعرف أن هناك طفلاً في أحشائها؛ بل ومنذ أن كانت تلعب بعروستها وهي فتاة صغيرة. فهذا الفارق في المشاعر يجعلك تتفهمين موقفه، ولا تتصوري أنه ينظر لطفلكما على أنه مساحة حرمان جديدة له. فكل ما أطلبه منك هو ألا تعتبري أنت أن ما يحدُث أزمة بينكما؛ ولكنه اختبار لكما لكيفية إدارة العلاقة بينكما وتخطي مشكلة من مشكلات الحياة الزوجية، وكلما اعتبرتها أنها مجرد تحدٍ تتعاملين معه؛ كلما سَهُل عليك التصرف والبدء في التنفيذ، وأقترح عليك تلك الأمور: - اجعلي العلاقة العامة بينكما علاقة جيدة لطيفة؛ فلتزيدي الود والحنان والاهتمام به؛ حتى لا ترسخ لديه فكرة أن المولود جاء ليأخذك منه ويأخذ حبك واهتمامك، وتقديمك للطفل عليه؛ فهذه النقطة غاية في الأهمية؛ فقد تتصرفين بشكل طبيعي بالاهتمام بحملك دون أن تشعري أنه يغار؛ فانتبهي. - حاولي بلطف شديد ولباقة أن تجعليه يتفهم معك مراحل الحمل والتغيّر الذي يحدث في جسم المرأة ورحمها ومراحل نمو الطفل؛ فالإنسان حقاً عدوّ ما يجهله؛ فمعرفته مثلاً: بأن هرمون الحمل يؤثر على المزاج وعلى طبيعة الجسم والتغيّر الذي يحدث لقوة عضلة الرحم، سيفرق معه كثيراً.. واجعلي هذا الأمر كنوع من المعرفة والفهم، ولا توصلي له تلك الأمور بطريقة "افهم بقى". - هناك أوضاع للجماع بين الزوج والزوجة تكون خاصة بفترة الحمل؛ فأهم ما نحتاجه في فترة الحمل -خاصة الأولى- هو عدم الضغط على بطن الأم حتى لا يكون هناك ضغط على الرحم الذي يحمل الجنين؛ فيمكنك أن تقترحي عليه أوضاعاً أخرى تُمتعه وتكون من باب التغيير، وعليكما التدريب عليها حتى تتمكنا من تخطي مرحلة الحذر، بالإضافة للمرة العادية التي أشار لها الطبيب خلال الأسبوع، وغالباً ما تنتهي تلك الفترة مع نهاية أولى فترات الحمل أو كما حددها الطبيب. - وكما اقترحت عليك أن تعطيه الاهتمام وحلاً بديلاً للجماع العادي مع تعريفه بماهية الحمل وتأثيره.. أنصحك كذلك بألا تدلّليه للدرجة التي تجعله غير مسئول؛ فغداً ستلدين إن شاء الله، وسيكون هناك فترة نفاس طويلة نسبياً، وسيكون هناك طفل يحتاج لرعاية وسهر ومشقة؛ فلتؤهليه لتلك المراحل المقبلة ووطّدي علاقتك العامة به ليبدأ معك مشوار تحمّل المسئولية والمشاركة بوعي ولطف وهدوء. فطفلك لم يأتِ منك وحدك؛ ولكنه كان مشاركاً بمنّة الله سبحانه وتعالى في وجوده؛ فعليكما أن تتحملا مسئوليتكما المشتركة لرعايته وتربيته، وسيتوقف على ذلك طريقتك اللبقة وأسلوبك الذي سيمنحه الاهتمام، وفهم طريقة تفكيره مع إشراكه في تلك المسئولية بما يستطيع.