تحدّث رجب طيب أردوغان -رئيس وزراء تركيا- في خطاب له أمام مجلس النواب التركي عن أزمة تعرّض قافلة أسطول الحرية للهجوم من قِبل القوات الإسرائيلية في المياه الدولية، واصفاً ذاك التصرّف بأنه عمل دنيء وغير مقبول. وافتتح "أردوغان" حديثه بالتأكيد على أنه وكل قيادات الدولة كانوا يتابعون مسيرة القافلة التي أسماها ب"سفن الرحمة" منذ إبحارها تجاه غزة، وبذل كل ما بوسعه لتأمين الحماية لها وإقناع إسرائيل بعدم التعرّض لها بالأذى، مشيراً في هذا السياق إلى المكالمات التي دارت بين وزير دفاعه التركي ونظيره الإسرائيلي، ولكن كان ما كان. وأشار "أردوغان" إلى الإجراءات التي اتخذتها تركيا كرد فعل على واقعة أسطول الحرية بأنه أمر باستدعاء السفير التركي في إسرائيل، وتم إلغاء مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل، وكذلك ألغيت المباريات الرياضية بين منتخبي البلدين، وتم الدعوة لاجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية. وفيما يتعلّق بالجرحى الأتراك على متن هذه القافلة فقد أكّد "أردوغان" أن إسرائيل عرضت على تركيا أن تتولّى هي علاجهم، ولكن ذاك الأخير رفض هذا الطلب.. قائلاً إن تركيا قادرة على علاج جرحاها، مشيراً إلى توجّه طائرتين عسكريتين من أجل جلب الجرحى والمصابين إلى إسطنبول. ووصف "أردوغان" ما فعلته الحكومة الإسرائيلية بالعمل الدنيء وغير المقبول، متسائلاً: إذا كان لا يجوز التعرّض للنساء والشيوخ ورجال الدين والأطفال والعزل في وقت الحرب فكيف تفعل إسرائيل ذلك وفي وقت السلم؟!! واضعة بذلك الإنسانية تحت قدميها، بل إنها خرجت بهذا التصرّف من نطاق الإنسانية. وصعّد "أردوغان" من نبرته الهجومية على إسرائيل خلال الخطاب بالتأكيد على أن إسرائيل قد أصابت بما فعلته السلام العالمي بالجرح، وأنه يجب معاقبتها على ما اقترفته، وأن الإدارة الإسرائيلية الحالية لا تهتم بالقوانين الدولية بقدر ما تهتم بارتكاب العنف وسكب الدماء. وقال "أردوغان": إن الاعتداء على سفن "الرحمة المدنية" على بعد 72 ميلاً من المياه الدولية، ووضع اليد على الركاب هو إرهاب دولة، وأن الادّعاء بأن الركاب المدنيين بادروا بإطلاق النيران على الجنود الإسرائيليين كذب بيّن، وأضاف مخاطباً الحكومة الإسرائيلية: "لقد سئمنا أكاذيبكم، وقد اخترتم بما فعلتموه التشهير بأنفسكم". وأكّد "أردوغان" أن تركيا لن تدير ظهرها لغزة، وستواصل دعمها ومساعدتها. ومخاطباً الشعب الإسرائيلي قال "أردوغان": "أخاطب الشعب الإسرائيلي.. لقد وقفنا ضد معاداة السامية، وساهمنا في تحقيق أمن الشعب الإسرائيلي، وقد حان الوقت لكم أن تقولوا للحكومة: "قفوا"؛ فتصرّفات حكوماتكم تهدد أمنكم وتضع دولتكم في موقف القراصنة والإرهاب". وأضاف "أردوغان" أن إسرائيل تقوم بتفجير السلام بالمنطقة، وتزرع الحقد والكراهية في المنطقة، وأنها لا يمكن أن تحقق أمنها، وهي تكسب كراهية العالم، مهدداً إياهم بأنه لا يمكن لأي دولة أن تختبر صبر تركيا التي كما أن صداقتها قوية فعداوتها أقوى. وقال "أردوغان" لمن يصفهم بالمساندين لإسرائيل إن السكوت على ارتكاب إسرائيل لهذه المجازر يعتبر اشتراكاً في الفعل ذاته، وإنه مهما وقفوا مع الباطل ستظل تركيا تقف مع الحق. وعن موقف الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي فقد ناشدهم "أردوغان" أن يفتحوا تحقيقاً فيما حدث، ولا يتهاونوا مع تصرّفات إسرائيل، ويقولوا لها كفى، وأن ما فعلته إسرائيل ليس مشكلة دولتين بل هي مشكلة العالم أجمع. واختتم "أردوغان" حديثه بالتأكيد على أن تركيا مستمرة في طريقها نحو التنمية والتقدّم في مسيرتها الديمقراطية مهما أراد الآخرون غير ذلك. وفي النهاية قام "أردوغان" بعرض سريع لأهم ما دار في جولته بأمريكا اللاتينية في شيلي والبرازيل والأرجنتين.