أعلنت تركيا اليوم الأربعاء أنها مستعدة لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها إذا رفع كيان الاحتلال الحصار الظالم على قطاع غزة. وقال أحمد داود أوغلو- وزير الخارجية التركي-: لقد "حان الوقت لأن يحل الهدوء محل الغضب"، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين المحاصرين في غزة. وأضاف أوغلو- في أنقرة بعد زيارة للولايات المتحدة لمناقشة الأزمة الدبلوماسية في مؤتمر صحفي-: أن مستقبل العلاقات التركية- الإسرائيلية يعتمد على موقف إسرائيل. وكانت تركيا استدعت سفيرها لدى إسرائيل في أعقاب المجزرة الصهيونية ضد سفن أسطول الحرية. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن أمس الثلاثاء، أنّ بلاده لن تتخلَّى عن قطاع غزة وستظلّ تدعمه بكل قوة، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل وضعت كافة معانِي الإنسانية "تحت الأقدام" بهجومها على أسطول الحرية لكسر الحصار. وخلال الكلمة التي ألقاها أمام البرلمان تعليقًا على الهجوم قال أردوغان: إننا لن ندير ظهورنا عن قطاع غزة ولن نغمض عيوننا، وعلى إسرائيل رفع الحصار عن القطاع". وأضاف: "ما قامت به إسرائيل تجاه أسطول الحرية ضربة سوداء في تاريخ الإنسانية، وعمل دنِيء وغير مقبول"، مشيرًا إلى أنّ تحرك قافلة الحرية كان قانونيًا والاعتداء عليها يستهدف فلسفة الأممالمتحدة. وشدّد رئيس الوزراء التركي على أنّ "الحرب والسلم لهما قوانين خاصة، حيث لا يتم مهاجمة الأطفال أو النساء أو الشيوخ، أو مهاجمة المدنيين، وأولئك الذين يرفعون الأعلام البيضاء والعاملين في المجال الصحي، فكيف نصف أولئك الإسرائيليين الذين يهاجمون هؤلاء في السلم وليس الحرب، إنّهم يضعون الإنسانية تحت الأقدام". وأكّد على أن "عملية الإبادة الدموية التي ارتكبتها إسرائيل بحق متضامنِي أسطول الحرية تستحق كافة الانتقادات، حيث انتهكت القوانين الدولية واستهدفت السلام العالمي". وحذّر أردوغان إسرائيل من اختبار صبر وإرادة تركيا قائلًا: "يجب أن يفهم الجميع أننا أقوياء في عدائنا كما أننا أقوياء في صداقتنا"، مضيفًا: "سوف نردّ على إسرائيل ونطلب من المجتمع الدولي محاسبتها". وأشار إلى أنّ بلاده ألغت حتى الآن 3 مناورات عسكرية، واستدعت السفير التركي من إسرائيل وألغت مباراة كرة قدم، وأوضح أنّ بلاده تستخدم كافة الإمكانيات الدبلوماسية لحشد رأي عام عالمي ضد وحشية إسرائيل. كما لفت أردوغان إلى رفض بلاده العرض الإسرائيلي بمعالجة جرحى تركيا، قائلًا: "نمتلك الإرادة والقوة، وأرسلنا طائرات لِجَلْب القتلى والجرحى ضحايا المجزرة الإسرائيلية". وقُتِل 19 شخصًا ممن كانوا على متن "أسطول الحرية"، في حين أصيب ما يزيد على60 آخرين بجروح مختلفة، وذلك حينما اقتحمت قوات حربية صهيونية في ساعة مبكرة من فجر الاثنين سفن الأسطول، مطلقة الرصاص الحي؛ الأمر الذي أوقع قتلى وجرحى في صفوف المتضامنين، لا سيما أن من بينهم كبار في السن.