سنة أولى قصة.. باب جديد ينضم إلى ورشة "بص وطل" للقصة القصيرة سننشر فيه بالتتابع القصص التي تعدّ المحاولات الأولى للكتّاب في كتابة القصة البسيطة. تلك الكتابات التي لا تنتمي لفن القصة القصيرة بقدر ما تعد محاولات بدائية للكتابة.. سننشرها مع تعليق د. سيد البحراوي حتى تتعرّف على تلك المحاولات وتضع يدك على أخطائها..
وننتظر منك أن تُشارك أصحاب تلك المحاولات بالتعليق على قصصهم بإضافة ملاحظات إضافية حتى تتحقق الاستفادة الكاملة لك ولصاحب أو صاحبة القصّة.. في انتظاركم... "أنا ذكي" مش عارف ليه حاسس اني عايز أكتب مع أني عارف ومتأكد اني ماليش في موضوع الكتابة والأدب ده لكن أهو بحايل نفسي, وهتعرفوا بعدين ان دي مشكلتي الاساسية. اه نسيت اعرفكم بنفسي الاسم : احمد, اعتقد مش مهم الباقي هو احمد كفاية السن : ممكن تقولوا 24 وشوية ولا اقلك مشيها 25 المهنة : ما هي دي المشكلة امال انت فاكر اني هكتب على ايه, بس انا بقى مشكلتي مش ان مفيش شغل بالعكس انا مشكلتي ان في شغل كتير أوي بس انا اللي مش بشتغل. - طبعاً انت بتقول ايه اللي جاب الأخ ده هنا وزهقت دلوقتي ومش قادر تكمل الموضوع. - طيب يا سيدي تعالى على نفسك شوية واستحملني خمس دقايق بس. - انا بقى ياسيدي اتولدت في بلد ريفي ومن صغري وانا الناس كلها بتقولي حاجة واحدة "انت ذكي جدا" - يا عم ماتمشيش الموضوع مش غرور والله - طبعاً الكلمة دي بقى هيا سبب مشكلتي. - طبعاً بتقول "دلوقتي وانا مالي انا ناقص مشاكل" , عارف ان المشكلة في اني اعتمدت على موضوع ذكائي ده زيادة شوية, المذاكرة ونفضتلها - طبعاً ازاي واحد بذكائي يذاكر - لغاية ما حصلت الكارثة اللي غيرت حياتي كلها "انت يا صبحي تجيب اقل من مجموع هندسة ازاي" طبعاً كنت عامل زي التايه بين الكليات لحد ما جاني جواب التنسيق بكلية تجارة جامعة القاهرة طبعاً كان ردي ساعتها "ايه تجارة دي ازاي واحد في ذكائي يدخل تجارة" وحولت كلية علوم. - دلوقتي انت بتقول طيب ما المشكلة اتحلت وكلية علوم كويسة برده بس الكلام ده لو انا فضلت في علوم. - الترم الأول في علوم جبت جيد جدا تخيل ان الترم التاني اشيل 4 مواد وكل ده بسبب الشطرنج - طبعاً مش لعبة الذكاء - المهم قالولي تعيد السنة قلتلهم مستحيل واحد بذكائي يبقى عايد للسنة انا هحول قالولي فين؟ تاني؟. - "هيئة المعهد القومي للتدريب على الطيران المدني" - معلش الاسم طويل شوية - ده مكاني الجديد قدمت هناك ولحسن الحظ - أو لسوء الحظ - قبلوني هناك بعد كام اختبار صوري كده المهم اني فوجئت بأن رقم الدفعه بتاعتي 13 قلت في عقل بالي ياواد ولا يفرق معاك والتشاؤم حرام وكده, طبعاً زي العادة شلت 6 مواد. - الكوميديا ان الاستاذ معالي وزير الطيران قفل المعهد ووقف قبول دفعات جديدة فبالتالي مش هينفع اعيد في نفس المعهد؟. - "كلية التجارة جامعة القاهرة" - اكيد طبعاً انت بتضحك وبتقول ما كان من الأول على العموم أهو اللي حصل بقى - وده طبعاً كان ردي على كل الناس - والحمد لله أخيراً عديت من عقدة سنة أولى بس طبعاً مش معقولة هنجح سنة تانية من أول مرة كده, وسنة تالتة هي كمان كان ليها نصيب معايا في الإعادة. - المهم اني اخيراً وصلت لسنة رابعة بعد حرب مع التعليم وهنا قابلت مشكلتين كبيرتين - يووووه مشاكل تاني - نمسكهم واحدة واحدة: - اقلك على سر انا ماليش في علاقات الجنس التاني ده خالص وطبعاً لما وصلت للسن ده قلت لأهلي فرمان من الفرمانات اللي بصدرها كل شوية وطبعاً بيوافقوا عليها على طول - مش ذكي وكده - . - " انا هخطب " تتوقع ردهم كان ايه؟ .... - وافقوا - زي ما بيوافقوا على طول - المشكلة بقى في هخطب مين طبعاً انا كان أهم حاجة عندي العقل والذكاء - مش ذكي! - فاخترت واحدة كل مميزاتها انها ذكية بس - وركز على كلمة بس دي - أخيراً أهلي اعترضوا على اختياري - ودي كانت بداية لسلسة اعتراضات كبيرة. - وفي يوم وانا مروح لاقيتهم سهرانين ودي مش طبيعتهم قالولي لاقينا عروسة طبعاً وافقت وقلت أهو أي حاجة احسن من مفيش. - بس تعرف ان يمكن دي احسن حاجة حصلتلي في حياتي. - أكيد بتسأل نفسك وبتقول "طيب ما المشاكل كلها خلصت وأخيراً قابلت واحدة وحبيتها فين المشكلة؟" - معلش عارف اني طولت عليك بس انت الظاهر انك نسيت اني لسة في سنة رابعة ومفيش جواز الا بالشهادة!!! - اكيد برده نسيت ان في مشكلة تانية المشكلة تتلخص اني يا سيدي زي كل الشباب الذكي - ده اذا كان في اذكياء زيي - مش هينفع اقعد من غير شغل, فكرت اشتغل في أيه؟ قلت هشتغل في الدعايه والإعلان... - اخدت دورات كتير واتعلمت حاجات كتير لغاية ما فوجئت بأن الموضوع ده بالذات محتاج عقلية ابداعية وابتكارية يعني الموضوع مش موضوع ذكاء والمشكلة اني مش عايز اعترف بكده واني ماليش في الموضوع ده خالص. - بس مش عارف ليه كل الناس اتغيرت عن زمان في معاملتها ليا وبطلوا يقولولي " انت ذكي" 3abkrino التعليق: الكاتب يمتلك القدرة على القص سرداً وحواراً، وخفة دم جميلة والعامية تساعده على ذلك، لا بأس. لكن النص أقرب إلى قطعة من الحوار الداخلي، تركز على تتابع الأحداث، دون تعمق في داخل الشخصية، وتنتهي بلا نهاية، أي أن النص لا يزال يحتاج إلى المزيد.. فربما تصبح رواية أو رواية قصيرة. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة