أنا شاب عندي 16 سنة، أمي دايماً منكّدة عليّ علشان أنا باقول لها إن هي غلط، والمشكلة إن الأمر اللي هي بتقوله لازم يتنفّذ بطريقة أو بأخرى. وبالتالي المشكلة إن هي ما اتعوّدتش إن حد يقول لها لأ، حتى أبويا بتمشّي كلامها عليه؛ بس علشان ما يزعّلهاش؛ لأن هي مريضة.. بس المشكلة إنه ما بيبانش عليها خالص، مش عارف ليه. وأنا هاتكلم بصراحة.. أنا ما بحبهاش، مش علشان القسوة.. لا؛ بس هي فعلاً دمّرتني، مش أنا لوحدي، أنا وإخواتي الخمسة.. وهي عموماً دلوقتي في الكويت؛ لأن أبويا بيعمل عمليات في القلب وتغيير الشرايين، وهي على فكرة مسافرة؛ لأن فيه واحدة كانت عندنا في العيلة جوزها كان تعبان جداً في الكويت وما سَافْرتش له ومات هناك؛ مع إن هي كان باستطاعتها إن هي تسافر له في أي لحظة؛ بس هي ما سافرتش والناس في العيلة ما وراهمش غير إن هم يتكلّموا في الموضوع ده وإنتم فاهمين بقى؛ فأمي مسافرة علشان ما يتقالش عليها زي اللي اتقال على مرات الراجل اللي مات. ممكن كمان أم تطلّق بناتها علشان بنت من بناتها الاتنين اللي متجوّزين أخّين وعايشين في بيت واحد، وما رضيتش تتعبها وتجيب ابنها اللي المفروض إن هو يعمل عملية اللوَز هنا في بلدنا لابنتها ما رضيتش تتعبها، وخلت أبوه هو اللي يعملها له.. مش معنى كده إن جوزها ما بيصرفش عليها.. لا بالعكس أمي اتعوّدت إن هي اللي تصرف على العمليات بتاعة الولادة والعمليات الجراحية لأي مرض أو مش لازم؛ لأن أنا لو فضفضت أكتر من كده إنتم هتقولوا عليّ إنسان معقّد؛ بس أنا مش كده. makdonalds صديق "بص وطل" العزيز: كثير من الشباب في سن المراهقة يرون الأشياء على غير حقيقتها؛ مما يدفعهم إلى الأحكام المتسرّعة، والتي لا أساس لها من العقل أو الصحة. ومعظم الأولاد والبنات في هذا السن ما يكرهون أحد الأبوين؛ وخاصة المسيطر الذي له اليد العليا في تسيير أمور البيت. وموقفك من أمك هو موقف لأبيك؛ حيث تتصوّر خطأ أن أباك مغلوب على أمره ويسمع كلام أمك من باب قلة الحيلة، وأنه لو لم يسمع كلامها ربما تتصرّف معه بطريقة أكثر عنفاً.. وهذا خطأ صديقي والسبب هو: أنه من كلامك فهمت أن أباك يعمل في الكويت ويعيش هناك ووجوده معكم ليس لطول الوقت، وهي المسئولة عنكم كل الوقت؛ فما تعرفه عن حياتكم وبيتكم كله من اختصاصها، ومن يتدخّل فيه ليغيّر نظاماً هي تتبعه -لأنها تمارس وظيفتين الأم والأب معاً- لا حق له في ذلك حتى لو كان الأب ذاته. كذلك من يدريك أن أباك هو الذي أعطاها سُلطة الكلام والأمر النافذ، ويخضع لصوتها ولأوامرها ليكون لكم مثال في الطاعة تقلّدونه، ولا تخرجون عليه؛ وخاصة أنه بعيد ومريض، وهي التي يرتكز أمر حياتكم وبيتكم عليها. ثانياً: الحكم على أنها دمرتك ودمّرت أخواتك حكم عشوائي لا أساس له من الصحة والدليل -من غير ما تزعل- فكّر أن المستبدة أمك هذه ماتت وذهبت لربها سبحانه وتعالى، وتخيّل حالك وحال أخواتك، وأكيد ستعرف كم لهذه السيدة عليكم من فضائل ونعم لا تعدّ ولا تحصى. كذلك تخيّل نفسك في مكانها وفي موقع المسئولية من تربيتكم وتعليمكم.. إلخ، واسأل نفسك هل في الإمكان أبدع مما كان؟ ولا أنت بتبالغ قوي في ذكر عيوبها ونسيت حسناتها. كذلك اسأل نفسك صديقي وقل لها: هل دخلتَ قلب أمك وعرفت أنها سافرت عشان تكون بجوار أبيك في مرضه ولّا خايفة من كلام الناس؟ ربنا وحده هو الذي يعرف النوايا، وهو وحده الذي سيحاسب عليها، وليس من حقنا أن نحاكم الناس على الظن والتقوّل في حقهم؛ فما بالك بحق الأم التي قدّستها الأديان كلها، وجعلت الجنة تحت أقدامها ووصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك". صديقي: من الواضح أنك تناقش أمك بطريقتك التي لم تنضج بعد؛ لذا لا تسمع لك؛ لذلك أنصحك أن تهتم بدراستك وبهواياتك، وأن تتعلّم ما ينفعك من لغات وكمبيوتر... إلخ ما يزيد ثقافتك وخبرتك حتى يكون لك لسان صدق تنصح به فيسمعك المنصوح. ولا تبالغ في مشاعر الكره تجاه أعزّ الناس؛ فمن قلبه فارغ من حب أمه لن يستشعر حلاوة الحب الطاهر النظيف في قلبه أبداً.