السلام عليكم وأما بعد.. كتبت لكم قبل كده عن مشكلة ابن عمي اللي كان خطيبي وقمتم بالرد عليّ تحت عنوان "حتى وصلتما للفراق"، ومش هاطول عليكم فات على الفراق سنة ومش ندمانة بس هو حاليا خطب واحدة جارتي وكانت زميلتي في الدراسة بس بعد ما أتأكد إنه شوّه صورتي قدام كل الناس القريب والغريب وبقى يعمل كل حاجة كنت باطلبها منه قبل ما نسيب بعض زي إنه يهتم بنفسه ويغير من أسلوبه. أثبت للناس كلها إنه هو الصح وإني أنا البنت بتاعة الشباب اللي ممكن توقّع الولد من نظرة عين، أنا باكتب الكلام ده وأنا باتحرق لأني مش عارفة أرجّع فكرة اللي حواليّ عني ومش عارفة أعمل إيه ومش قادرة أدعي عليه ولا حتى أؤذيه مش لأني بحبه بالعكس؛ لأنه مش يستاهل إني أضيع وقتي في التفكير فيه، بس كل اللي بافكر فيه إني باموت من نظرة قرايبي ليّ والفكرة الوحشة اللي أخدوها عني من الكلام اللي قاله عليّ.. أعمل إيه؟ أرجوكم ردوا عليّ أنا حياتي اتوقفت. نور القمر
لله سبحانه وتعالى طرقه في تكفير ذنوبنا وخطايانا يا صديقتي، ولعل ما تلقينه الآن من ابتلاء، وما تشعرين به من كرب ومن عذاب يكون الوسيلة لتكفير ذنبك، وتثبيتك على طريق الحق والصواب. والله عندما يحب عبده، إنما يكفر عنه سيئاته في الدنيا، حتى يكون حسابه في الآخرة خفيفا، وجزاؤه الجنة بإذن الله.
لكن العاصين الكبار، والخائضين في أعراض الناس، لهم شأن آخر، ولهم طريقة أخرى للتعامل معهم، ولا يعني ستر الله لهم في الدنيا، وتلميع صورهم لدى الآخرين، إلا أن ما ينتظرهم في الآخرة رهيب!
وكل ما أطلبه منك أن تتماسكي، وأن تكفي عن شغل نفسك برأي الناس فيك، أو بالتطورات التي يصل إليها خطيبك السابق، فالكره والحب كلاهما دليل على الاهتمام، أما التجاهل والتركيز في المستقبل فقط فهما أكبر إنجاز يمكن أن يقدم عليه من يريد بالفعل أن يصل لحلول وآليات لمواجهة الحياة. استمري في تركيزك على الطاعة وتقوى الله، اشغلي وقت فراغك، اهتمي بنفسك ومستقبلك، واتركي كل شيء لله سبحانه وتعالى.
بعد قليل، سوف ينسى الجميع كل شيء، ويفهمون حقيقة الأشياء، وتعود إليك مكانتك المستحقة، ويعوضك الله سبحانه وتعالى بمن يستحقك، ويعينك على طاعته، ويمسح عن قلبك آثار الماضي البعيد، فتذهب بلا عودة. يسر الله لك أمرك، وشرح لك صدرك، وأعانك على الأيام القادمة.