إذا كنت تعتقد أنك يمكنك قيادة سيارتك أثناء تحدثك في "المحمول" بدون أن تفقد أي قدر من التركيز؛ فأنت بذلك واهم أو شخص خارق للمألوف إذا ما استطعت أن تفعل ذلك فعلاً -وذلك وفق دراسية جامعية جديدة درست تأثير التحدّث في "المحمول" أثناء القيادة من منظور جديد. فقد عمدت دراسة لقسم علم النفس في جامعة "يوتاه" الأمريكية إلى تحليل سلوكيات البشر أثناء القيادة مع ما يقومون به عند قيادة السيارات من تحدث في "المحمول"، وجاءت النتائج لتؤكد أن أغلبية الأشخاص الذين شملتهم الدراسة (97.5%) لم يستطيعوا القيام بالمهمتين في نفس الوقت بقدر كافٍ من التركيز والاهتمام، فأغلبية المشاركين كان لديهم رد فعل أبطأ بنحو 20% عن معدلهم الطبيعي أثناء القيادة فقط، كما أن المسافة الآمنة التي يجب أن تفصلهم عن السيارات التي أمامهم زادت بنسبة 30%. الدراسة تمت على أشخاص عبر آلة لمحاكاة القيادة بدلاً من إجرائها في الواقع على الطرقات، وهو ما جعل وقت رد الفعل يقل لدى أغلب المشاركين في الدراسة، فيما عدا 2.5% منهم والذين تم تصنيفهم من قِبل القائمين على الدراسة بأنهم "متحدّثين خارقين". هذا الأمر ساعد القائمين على الدراسة للوصول إلى نتائج نهائية تشير إلى أن هذه الفئة الضئيلة من السائقين ليسوا بالضرورة أكثر ذكاءً، ولكنهم يتحلّون بشخصية متعددة المهام بالسليقة. يُذكر أن ست ولايات في الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها قوانين صارمة لمنع استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، فيما تحظر 34 ولاية كتابة الرسائل النصية أثناء القيادة.