أي حوالي 35 مليون شخص يتنقلون حاملين هو اتفهم في الأماكن العامة ووسائل المواصلات. هذا الأمر أفرز ظاهرة غريبة علي مجتمعنا المصري، يلعب فيها المحمول الدور الرئيسي، حيث يستخدمه الناس في إجراء مكالماتهم في المواصلات العامة أو مؤسسات العمل، مما يسبب صداعًا لا ينتهي للركاب أو زملاء العمل، فما إن يرن جرس المحمول حتي تبدأ في سماع المكالمة إجباريا، وتتنوع المكالمات حسب المتحدث، فمنها ما يكون تصفية حسابات، ومنها ما يحوي ألفاظ خادشة للحياء أو تظبيط مواعيد غرامية، وبعضها مشاجرات عنيفة، ومنها المكالمات الساخنة، ومن الناس من ينسي أنه في وسيلة نقل لا تسمح بعرض أسرار حياته.. وسخف وتفاهة واستعراض.. والأمثلة كثيرة. د. إجلال فهمي أستاذة علم الاجتماع تؤكد أن هذه الظاهرة بالفعل هي تلوث سمعي وسلوك خاطئ يصيب البعض بحالة من الضيق أثناء المكالمات الجهرية التي تحدث بالمواصلات العامة. فيما يوضح د. علي إمبابي أستاذ علم التربية أن الظاهرة لها أسباب تربوية حيث إن الفطرة تحث الفرد علي التحدث بصوت منخفض وتمنعه من أن يتكلم بصوت عال أو مرتفع والسلوك القويم للفرد هو ما يتماشي مع الفطرة فليس من الفطرة أن يتكلم الإنسان عن خصوصياته أو مشاكله علي مسمع من الناس أو في المواصلات العامة فعلي كل إنسان أن يكون حريصا علي ألا يتحدث بطريقة غير لائقة وهناك آداب للحديث واستخدام المحمول في الأماكن العامة يجب مراعاتها. ويري الشيخ محمود عاشور، الوكيل السابق للأزهر الشريف، أن المحمول رغم أهميته فإنه يعتبر جهازاً لخرق الخصوص فالطريق العام له آداب عديدة لابد من احترامها، وقد أوضحها لنا الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم " بقوله: "إياكم والجلوس في الطرقات فإن كنتم لابد فاعلين فأعطوا الطريق حقه" قيل: وما حقه؟ قال: غض البصر ورد السلام وإرشاد الضال". وأكد د. سعيد أمين ناصف أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بجامعة عين شمس "أنه عند دخول المحمول مجتمعاتنا العربية استأثرنا كعادتنا بالسلبيات، دون الاستفادة الحقيقية من هذه التكنولوجيا، من خلال المبالغة في استخدامه والهوس برنات المحمول الخليعة والمزعجة وإطلاقها في الأماكن غير المناسبة مثل قاعة المحاضرات أو قاعات العزاء وغيرها من الأماكن، مضيفًا أن ذلك يعكس حالة الخواء النفسي وسذاجة الشباب الذين يسعون إلي جذب من حولهم بأي وسيلة .. إنها مهزلة قيمية، سببها الاستهانة بحرمة الطريق، واستبداد المظهرية بالشباب، من خلال اقتناء أحدث الموبايلات، والتباهي والتظاهر وجذب انتباه الجنس الآخر بأي وسيلة"، ويطالب بتوعية الشباب بدرء القيم المظهرية، وإعلاء القيم الإنتاجية. وعلي الموقع الالكتروني لإحدي شركات المحمول في مصر حددت آداب استخدام المحمول للمشتركين حيث نشرت إحدي صفحات الموقع توعية عن آداب المحمول قائلة إن المحمول يجب إغلاقه أو عدم استخدامهم بالمرة في بعض الأماكن، فإذا كانت الاتصالات المستمرة تعتبر ذات أهمية حيوية في هذه المناسبات لأي سبب من الأسباب، يمكنك دراسة تحويل ضبط جرس التليفون في وسائل المواصلات. ويضيف الموقع أن الركاب في وسائل المواصلات المختلفة مثل القطارات يتوقعون الهدوء وقد يتعارض تحدثك بصوت مرتفع مع مراعاة شعور الآخرين. لذلك من المناسب التحدث ولكن بهدوء. خاصة مع تطور التكنولوجيا وزيادة حساسية السماعات، مما يجعل صوتك مسموعاً للطرف الآخر. يوصي الموقع بإنه لا يفضل إجراء مكالمات المحمول داخل الأماكن المغلقة، ويمكنك أن تخبر من يتصل بك أن ينتظر قليلاً، فيجب أن يكون استخدامك للمحمول مراعيا احترام الآخرين .