أنا مخنوقة جداً، ومش عارفة من إيه، حاسة إني مش عايشة.. يمكن لأني خسرت آخر صديقة ليّ، ومن غير أي مقدمات أو أسباب.. ساعات باحسّ إني محتاجة لها أو محتاجة أطمن عليها.. إحنا كنا أكتر من الإخوات؛ لكن بعد ما اتخطبت ما بقيتش تسأل عني، وسألْت عليها كتير، وهي لأ. كانت آخر صديقة ليّ وأقرب واحدة ليّ، وخصوصاً في الفترة الأخيرة... صداقة استمرت أكتر من 6 سنين.. راحت.. ودلوقتي ما بقيتش عايزة يكون لي أصحاب. وكل صحابي اللي قابلتهم كنت بالنسبة لهم مش أكتر من حلالة لمشاكلهم، عمري ما احتجت واحدة منهم ولقيتها؛ مع إني دايماً جنبهم في مشاكلهم. خلاص قررت أكون بلا أصدقاء أحسن، وكفاية عليّ الإنسان اللي مرتبطة بيه، هو مالي عليّ الدنيا، يا رب يجمعنا بالسرعة في الخير والحلال، ونتيجتي كمان قرّبت، وعيد ميلادي كمان، وشكلهم هييجو مع بعض، ربنا يستر، ادعوا لي وادعوا لي أقدر أنسى جراح الصديقات، وأقدر أكمّل من غيرهم. dayelamar والآن لا تبتئسي يا عزيزتي؛ فداخلك مشاعر جميلة، وقدرة على العطاء والصداقة يفتقدها الكثيرون؛ فلا تُخسري نفسك إياها من أجل موقف كهذا. فلا يمكن أن تتّخذي قراراً بعدم مصادقة أخريات لمجرد أن واحدة منهن قد خانتكِ؛ فالبشر ليسوا سواء، وليس معنى أن هذه الصديقة لم تكن على مستوى معنى الصداقة، أن الكل هكذا. لذا فلا تُهدري كرامتك معها أكثر من ذلك، وتجاهليها كما تتجاهلك، وابحثي من جديد عن أصدقاء تستطيعين الثقة بهم. ولكن يجب أن تفرّقي يا عزيزتي بين الأصحاب والأصدقاء؛ فتعبير الأصحاب أتى من كلمة (صُحبة) أي هم مجموعة من البشر ذوي الميول المتفقة معك، الذين تقابلينهم وتستمتعين بقضاء وقت جيد معهم؛ ولكنهم ليسوا أصدقاء مقرّبين لكِ. فالصديقة هي التي تتكلمين معها وكأنك تحدثين نفسك، وتبوحين لها بما يضايقك أو يفرحك، ولا تجدين بأساً من أن تخبريها بما لا تخبرين به الآخريين، وكل هذا لا يأتي على الفور؛ ولكن بالمعرفة الطويلة والتجربة واكتشاف هذه الصديقة عند الشدائد، وقد لا يملك المرء إلا صديقاً واحداً في حياته، وقد لا يستطيع حتى أن يجده.. أما الأصحاب فهم كُثر. لذا ابحثي لكِ عن صديقة حقيقة هذه المرة؛ ولكن اجعلي صداقتك حذرة؛ فلا تناقض بين الحذر وبين الصداقة، ولا تعطي أكثر مما تأخذين حتى تتأكدي من كونها صداقة حقيقة بالفعل وليست مجرد صحبة أخرى. ولا تحزني ممن اعتبرك مجرد ناصحة؛ فذوي الفضل لا يغضبون من فضلهم، وأنتِ بنصائحك لزميلاتك وحل مشاكلهم ذات فضل عليهم، وفي ذات الوقت؛ فهذا يدلل على رجاحة عقلك وثقة الآخريين بكِ، وهي أمور يجب أن تجعلك أكثر سعادة لا أكثر ضيقاً، وأن تستشعري بالسعادة في العطاء وفي كونك من يساعد الآخريين ولا ينتظر مساعدتهم. وفّقك الله في النتيجة، وبإذن الله تكون من أفضل النتائج التي حصلتي عليها، لتقضي عيد ميلاد سعيد، خالٍ من القلق والتوتر، مع خطيبك، ومن يستحق (فقط) من الأصدقاء.