بين الفينة والأخرى تلوح إسرائيل بضرورة العودة إلى قطاع غزة، وتأديب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على استمرارها في قيادتها لنهج المقاومة، فيما تزداد التصريحات الإسرائيلية المختلفة من متدينين وعلمانيين وعسكريين التي تزعم وجوب العودة العسكرية لغزة وإعادة احتلالها. فقد نقلت القناة السابعة الإسرائيلية الأربعاء الماضي عن مصدر ديني إسرائيلي مسئول أن الجيش الإسرائيلي ينتظر الأوامر للدخول إلى قطاع غزة مرة أخرى وإعادة احتلاله، وأن الجيش على كامل الاستعداد لأي عملية عسكرية لذلك.
وذكرت القناة على موقعها الإلكتروني يوم (الأحد) الماضي أن الحاخام "موشيه هاجار" (نائب قائد عملية السور الواقي في عام 2002 التي جرت على مدينة جنين بالضفة الغربية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية) ذكر أنه من الضرورة العودة العسكرية الإسرائيلية لقطاع غزة مرة أخرى من أجل تأديب "حماس"، وعدم إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية مرة أخرى على المستوطنات الإسرائيلية حول غلاف غزة، وأنه من المفترض الدخول إلى غزة مثلما دخل الجيش الإسرائيلي قلب الضفة الغربية قبل ثماني سنوات من أجل القيام بعملية السور الواقي على مدينة جنين الفلسطينية، وهي العملية التي أعقبت عقد قمة بيروت العربية، وأن الفرق العسكري الحالي هو بقاء الجيش بالضفة الغربية وخروجه من قطاع غزة، زاعماً أن خروج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في أغسطس من عام 2005 هو بمثابة زيادة جرعة الإرهاب في المنطقة ومدى خطورته على إسرائيل وأمن الإسرائيليين ككل.
وأوضحت القناة الإسرائيلية أن الحاخام الإسرائيلي يقول: "إنه من الأجدى على الجيش الإسرائيلي أن يكون في قلب قطاع غزة، مثلما يتواجد حالياً في قلب الضفة الغربية؛ لأن العكس يسمح للكوادر الفلسطينية المقاومة بتهريب الأسلحة وتكوين خلايا إرهابية"، مؤكداً أنه على إسرائيل فرض السيطرة الكاملة على الجنوب والشمال، وأنه كما أن الشمال يتمتع بهدوء فإنه على إسرائيل فرض الهدوء في الجنوب أيضاً -في إشارة إلى عودة الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة- داعياً رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إلى الوفاء بما طرحه في كلمته المهمة بجامعة "بار إيلان" قبل عدة أشهر من ضرورة التغيير على الأرض، موضحاً أنه يمكن عودة الهدوء إلى قطاع غزة والجنوب الإسرائيلي مثل ما سبق حينما احتل الجيش الإسرائيلي قطاع غزة في يونيو 1967.
ويتزامن ما طرحه الحاخام الإسرائيلي من تصريحات دينية قوية تزعم ضرورة تواجد الجيش الإسرائيلي في قلب غزة، مع ما أكدته مصادر عسكرية إسرائيلية من الجيش الإسرائيلي ينتظر بالفعل اللحظة المناسبة للعودة إلى غزة؛ حيث أجرى الجيش تدريبات عسكرية استعداداً لخوض معركة عسكرية جديدة، وتم خلال تلك التدريبات استخدام أسلحة إسرائيلية جديدة، بمشاركة قوات من كافة الأسلحة الإسرائيلية البرية والبحرية والجوية، للتنسيق فيما بين تلك الأسلحة وبعضها البعض. ويؤكد موقع "نيوز فيرست كلاس" الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي أن الجيش الإسرائيلي يتدرّب بكثافة على منظومات قتالية واستخبارية بهدف تحسين القتال وكيفية التعامل بإيجابية مع السكان والأهالي الفلسطينيين، وكيفية الاستفادة من تجربة عملية الرصاص المصبوب التي جرت نهاية عام 2008 على قطاع غزة.
وبعد تلك التصريحات هل يقوم الجيش الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة مرة أخرى عسكرياً.. رغم أنه يحتله بالفعل بحصاره للقطاع جواً وبحراً ويُحيطه من ثلاثة جوانب من الشمال والشرق والغرب، باستثناء الجنوب للحدود مع مصر؟!