ثوب أزرق لفتاة فى عمر الزهور , و نجومها كنقاط بيضاء فى ثوبها و القمر ... قطعة حلى فى صدر الثوب و المطر ... دموع الفتاة , تسقط على الفستان فلا تبلله أو تختلط الوانه يالها من نجوم ..... أتطلع إليها فى حيرة نجوم اقترن ذكرها بذكر العاشق الساهر , نجوم يعرف عددها العاشق الساهر , و نجوم يرى فيها المحب بياض بشرة معشوقته , و نجوم يرى فيها المؤمن دليلا على قدرة الخالق و كدت أغفو و أنا أنظر للسماء ..... تضيق مساحة الرؤيا, و الجفنان ينطبقان فى شوق للنعاس كعاشقيين يلتقيان فى عناق بعد طول فراق, و أفقت على أشباح انوار تتراقص فى السماء , فكانت للنجمة ذاتها التى تعودت أن أراهاى كل مساء , و التى اختفت ذات يوم و لم اعد أجد لها أثرا رأيتها تتراقص و كأنها ثمرة على شجرة .... و كانها ثمرة نضجت ... و كأنها ستسقط لتنبت غيرها. وسقطت .... سقطت النجمة, و أغمضت عينى فلابد اننى كنت احلم , و فتحت عينى فإذا النجمة ليست فى السماء و تلفّت حولى فما رأيتها حولى فأيقنت أنه حلم, فضربت رأسى بقبضة يدى , ألعن الاحام و عقلى المريض , الذى صور لى نجمة .... تسقط من السماء ضربة فأخرى. ووجدت شيئا يسقط من فوق رأسى إلى حجرى, فممدت يدى أتفحصه , فإذا هى النجمة نجمة صغيرة فى حجم حبة لؤلؤ من عقد رأيته يوما فى جيد امراة ثرية, نجمة لامعة , أزعجنى ضياؤها الشديد و ذكرنى بيوم وقفت أنظر إلى الشمس فكدت أفقد البصر. لها اطراف حادة – كسكين القصّاب- كادت تجرح إصيبعى وضعتها بحرص فى كفى, و نظرت إلى السماء ..... إلى موضعها حيث كانت كان موضعها مظلما. وحللت من جيدى عقدا من الزجاج أرتديه, ووضعتها وسط حبات الزجاج. و ارتديت العقد و قد صار قلادة. و قلت علّه يأتينى بالحظ السعيد الذى أصاب الجميع دونى. وعدت إلى خدرى, أتطلع فى مرآتى و سمعت صوتا ينادينى فتلفّت حولى , فإذا بى وحدى و عدت أضرب رأسى بقبضة يدى , وتلك المرة لم تسقط نجمة فى حجرى , و لكن نجمتى كانت تتكلم. نجمة .... تتكلم !!؟؟ و ما العجب !!! إن كانت قد سقطت من السماء و تتعلق الآن بجيدى , فما العجب فى ان تتكلم. أسمع صوتها بيّد أننى لا أرى لها فما , أتحدث إليها و تسمعنى و ما وعيت فيها أذنا , تنتحب حين تروينى مآساتها و أنا أبحث عن عيون فيها فلا أجد. دموعها قطرات من حبات لؤلؤ, تتساقط على الأرض أمامى و انا ادفعها للبكاء فتزيد حبات اللؤلؤ, استمرى فى البكاء , فما اكتمل العقد بعد. و توقفت عن البكاء ... النجمة.... تقول " ما السعادة فى ان اكون نجمة فى الفضاء, تنير قلب العاشق الذى سهر و ما بقلبها ما ينير!!!" "آصطف بين آلاف النجوم , لا اختلف عنهم و لا يعرفونى من بينهم, و لهذا اختفيت أياما , منعت عن الجميع نورى عسى ان يفتقدنى احد." "اختفيت و كأن الظلام سيعم اللييل حين أتوارى , و رأيتك أياما تنتظرينى, و تناجيينى, وتسألينى أن أعود, فعزمت الأمر أن اهبط إليك, وما إن ظهرت ورأيت بعينيك اللهفة حين عدت بعد اختفاء صممت أن أهبط إليك و هبطت ... إليك .... حتى تضعينى فى مصاف الملوك و تنظرين إلىّ كل يوم بشغف , و تناجينى فأحس أننى إلييك أختلف" " فأمسكتينى بين راحتك..... ووضعتينى فى قلادتك. و صرتى تتباهى بى حلية لك , بعد ان كنت أتباهى بك كعاشقة لى." " كم من شاعر رآنى فى وسط السماء , كحبة من لؤلؤ, ليته يعرف ما لم أعرفه أنا , ليته يعرف أننى كنجمة وسط النجوم.... مجهولة , كحبة لؤلؤ بين حبات عقد .... مجهولة و لكن شتّان يبين هذا و ذاك شتّان بين أن ترانى و صدرك مغرق بالأحزان , فيزيح ضوئى من صدرك الهموم و بين ... أن اصيبح جوهرة قلادة , حين أفقد البريق , تتحاشانى العيون و تخجل حبات العقد منى و حين ينفرط العقد , أنكسر فتنظر إلى بحسرة , حسرة على القلادة و انفراطها , لا حزنا علىّ ويلى حين سأمت ويلى حين مللت ويلى حين أردت ان اهرب من السماء , و انا حرة ويلى و لا أستطيع أن أهرب من خيط يخترقنى , يأسرنى و اهتززت للنجمة , اهتززت لكلماتها و عبراتها , اهتززت و بكيت حتى بللتنى دموعى فشعرت بالبرد... ومازلت أهتز و إذا بى أمام يد تهزنى لأفيق من غفوة غفوة امام النافذة ... و كان الاهتزاز ليس لكلمات النجمة و البرد الذى شعرت به , كان من لسعة الصقيع حين غفوت و فى عنقى ما يزال العقد, و فى السماء ما تزال النجمة نجمتى , ظهرت من جديد حقا ... لا يشعر المرء بالسعادة إلا حيين يفقدها و إن منا من يحتقر الثرى و هو لا يعلم أن التبر به قد يكون.
رولا عادل التعليق: خيال جديد، وقدرة واضحة على التجسيد والغوص في ما وراء الأشياء والكائنات. المزج بين معاناة الإنسان والنجمة ودلالتهما الرمزية جيدة. ربما يفضل حذف الجملة الأخيرة فهي حكمة متضمنة في النص وينبغي أن يدركها القارئ دون تصريح. وهناك أخطاء لغوية وكذلك عدم اهتمام بعلامات الترقيم وتقسيم النص إلى فقرات. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة