أنا عندي 21 سنة، ومخطوبة لواحد عنده 54 سنة، كنت في الأول باعامله زي بابا لأنه طيب وحنين وباحس معاه بالأمان اللي أنا مفتقداه. بعد كده لقيته بيقول إنه بيحبني، وأنا ابتديت أحبه واتعلقت بيه واتخطبت له بعد فترة، وخلاص قربت أتجوز. بس المشكلة إن كل الناس بتلومني على اللي باعمله، وإني هاضيّع عمري معاه، وانعزلت عن الدنيا لأن كل اللي بيشوفه معايا بيلومني. والمشكلة الأكبر إن لو هو جرى له حاجة هبقى لوحدي وأرملة، وأنا لسه سني صغير.. مش عارفة أعمل إيه.. محتاجة حد ينصحني ويفهّمني. tota
عزيزتي.. قرار الزواج ليس سهلا ولا يمكن بناؤه على مجرد احتياج وقتي لشعور ما، فأنتِ مُقدِمة على حياة بأكملها بكل تفاصيلها، وأنت في هذه السن لك متطلبات واحتياجات مختلفة عن شخص في مثل سن خطيبك، فهو منتمٍ إلى حقبة أخرى، أي يعتبر من جيل مختلف، ففي الوقت الذي يميل هو فيه إلى الهدوء والعيش بشكل يناسب سنّه، ستجدين أنت نفسك مليئة بالرغبة لكي تحيي لحظات حياتك بمرح ورغبات مرحلة الشباب. والرسول صلى الله عليه وسلم رفض تزويج ابنته لأبي بكر وكذلك لعمر وقال: "إنها صغيرة"، فخطبها علي رضي الله عنه فزوّجها له. إذن هناك رؤية وتفكير أن الفرق الشاسع بين عمر الزوجة والزوج يضر بالتوافق بينهما، وأنت الآن تحت تأثير احتياجك الشديد للحنان وحب الأب الذي افتقدته، وعندما تسدّين هذا الاحتياج وتتشبّعين منه سوف تظهر لك احتياجات أخرى مع تفاصيل الحياة الزوجية تجعلك لا تشعرين بالإشباع الكافي لمرحلتك العمرية. هناك من يمكنه أن يمنحك الحب والحنان والرعاية، ويكون لك نعم الزوج والأب، وهو متوافق معك في المرحلة العمرية بحيث تشعرين أنك تعاشرين زوجا وليس أبا، لذا عليك أن تفكري جيدا لأنك في مرحلة تشويش وأفكارك مشتتة وقد تتخذين قرارا الآن تندمين عليه أشد الندم بعد ذلك. فهذه حياة يا عزيزتي وليست مجرد تعويض نفسي أو عاطفي، وفارق السن الذي ذكرتيه كبير جدا وأنت متشبثة الآن بجانب واحد في علاقتك به، وهو تعويضك عن حنان الأب، في حين أن الحياة تحتوي على جوانب أخرى عديدة وعدم وجود تلك الجوانب سوف يتعبك مع مرور الوقت، وستجدين أنك عندما تكونين في أوجّ نشاطك وشبابك في مرحلة الثلاثين أو الأربعين سيكون هو في مرحلة الستين والسبعين، وسوف تشعرين بقرب انتهاء حياته وتركك بمفردك في سن صغيرة، كما أن ذلك يمكن أن يخلق داخلك احتياجا شديدا للرغبة في الارتباط بشاب مناسب في العمر، كردة فعل عكسية لاحتياجك. مع أطيب تمنياتي بالحياة السعيدة.