أنا اتعرفت على واحد وكنا أصحاب، كل اللي كان يعرفه عني رقم تليفوني مش أكتر وأنا كمان، وفي يوم المفروض كنا هنتقابل وهو ماجاش، ولما اتصلت بيه لقيت تليفونه مغلق، ولما أتأخر وتليفونه أتقفل قولت خلاص كده هو مش عايز يعرفني تاني، وقررت إني أبعد، وبعد سنة اتصلت به عن طريق الغلط، وماعرفتش إني اتصلت غلط إلا لما سمعت صوته، وكأني لسه سمعاه إمبارح. فضلت ساكتة وماردتش عليه، فضل يقول ألو، ولما جيت أقفل سمعته بيقول همسة؟ وماحستش بنفسي غير وأنا بقول له أيوه، لقيته بيقول لي ممكن أقابلك، قولت ممكن وقفل، لما قابلته تاني يوم وعرفت أن سبب عدم مجيه أن تليفونه أتسرق، ولما جه كنت أنا مشيت، وللأسف تليفونه كان عليه رقمي، وهو ماكنش حافظ رقمي. وبعد ما فقد الأمل في أنه يلاقيني تاني قرر يتجوز، وأنا في الفترة دي اتخطبت، فقرر نكون أصحاب لأنه متجوز وأنا مخطوبة، بس للأسف ماقدرناش لأننا اكتشفنا أننا بنحب بعض، والعلاقة تطورت بينا، وكان رده إني لو بعدت عنه يبقى بأقتله، وهوّ مستحيل بعد اللي حصل بينا يبعد. وطبعا لو اتجوزته هتنازل عن أهلي وأحلامي، بس أنا خايفة إني أدمر له حياته بقربي منه، رغم إنه بيقول إني لو بعدت عنه هابقى كده فعلا بادمر حياته، وإنه هيحس بذنب على اللي حصل بينا طول حياته، وأخد عهد على نفسه قدام ربنا إني مراته. لحد أما أبقى مراته رسمي. أنا مش عارفة أعمل إيه، بس كل اللي أقدر أقوله إني بأحبه وهاموت لو بعدت عنه، لأن باختصار أنا في بعدي عنه جسد دون روح، وحاسة إنه عايش معايا بروحه.. أنا آسفة إني طولت عليكم.. بس بجد محتاجة مساعدتكم. Hamsa
أنا أعرف كيف هو الحال عندما يتملك القلب مقاليد الأمور، وينتفض على العقل وينحيه عن السلطة، ويحكم هو بمفرده الإنسان، عندما تقعين في بئر لا نهاية لها من الحب المخلوط بالعذاب، عندما تسبحين في بحر من العشق والهيام والانسجام؛ ولكن لا شاطئ ترسي عليه وتستريحي فوق رماله. أنتي فتاة عذراء المشاعر، حبها ربيعي أفلاطوني، تعشق من يحبها بجنون، وتحزن عليه بجنون واكتشفتْ هذا الحب بداخلها بعد عام، عندما سمعت صوت من عاشت لتحبه عبر الهاتف، فانهارت قواها وقررت طوعا أن تستأنف قصة الحب. ولكن المشكلة يا صديقتي العزيزة أن الأمور لم تعد كما كانت، ذلك الحب البسيط الخالي من التفاصيل والتعقيدات لم يعد كذلك، وأُقحم فيه أناسا غيركما متورطين معكم فيه بنفس القدر، ويتأثر مصيرهما بقراراتكما، هل عرفتي عمن أتحدث؟، نعم عن زوجته وخطيبك. فهذا بالضبط ما تفعلانه هنا، تحبون ببزخ وغيركما يدفع الثمن، يدفع الثمن زوجته المسكينة التي لا تعلم أن فراشها ليس هو الفراش الوحيد الذي يعرفه زوجها، يدفع ثمنه خطيبك العاشق المحب الذي يأمل هو الآخر في فتاة مخلصة وهي ليست كذلك، ولا ذنب له في أنها اختارته كمحاولة يائسة للنسيان. هل فكرتي للحظة في إحساس شاب حر نفسه؛ لا يقبل على كرامته الإهانة عندما يعلم أن خطيبته جعلت منه طرطورا صينيا بأن أعطته حبا وهميا وباعت حبها الحقيقي لشخص غيره؟ هل جربتي أن تضعي نفسك محله، وتشعري بنفس مشاعره في حال عرف الحقيقة، إذا كانت الإجابة ب"لا" فدعيني أسألك عن زوجة عشيقك، تلك السيدة التي وافقت طواعية على الزواج من شخص ظنت فيه أنه مخلّصها من الوحدة، ومحطة تموين تحصل منها على الحب كلما أرادت، على العشق كلما أرادت، على الأمان كلما أرادت، فإذا بها تكتشف أنها في حقيقة الأمر كانت تعيش وهما كبيرا، وكانت تعيش مع جسد باع روحه لمن لا يملك ولا يستحق. أنا لا أتعمد حشو عباراتي بالخشونة وفجاجة التعبير وفظاظة الأسلوب، أقسم بمن لا يجوز بغيره القسم أني أشعر بعذاباتك وأعرف كم هو مؤلم أن يكون أمامك حلم جميل تمنيتيه ولا تمدي يدك كي تحصلي عليه، أعرف أن الحب بقدر ما هو لذيذ وبقدر ما هو لا يعرف الرحمة في إيلامه، ولكننا الآن في وضع لا نحسد عليه. أنت أمام خيارين وحيدين لا ثالث لهما، إما أن تسرقي الحب من زوجته وتبدليه بآلامك وعذاباتك، أو أن تغرزي أنيابك في أناملك وتتحملين ألما قد يبدو لا يحتمل ولكنه ليس كذلك، سوف تحتملينه وسيمر، وبعدها ستكوني قد خسرت الحب مقابل النفس، بعت حبا رخيصا في مقابل شراء نفسا غالية، هي نفسك. أنا لا أعرف تحديدا إلى أي مدى تطورت العلاقة بينكما، وآمل أن لا يكون الأمر تخطى الحدود الحمراء بحيث ترك في جسدك تلك العاهة المستديمة التي يسببها الفراش وممارساته، وإذا لم يكن، فنصيحة من أخ لأخته أن تبتعدي بأسرع ما يمكنك أن تفعلي، وبأبعد ما يمكن أن تحتملي، وأن يكون لديك رغبة حقيقية في إنقاذ هذا البيت، ولا تصدقي هذه التراهات التي يقولها بأن بعدك عنه سيكون تدمير لبيته وليس إنقاذ له، سيستمر في حياته كما سبق وفعل، وكما سبق وأن فعلت أنت أيضا، سيبحث عنك لبعض الوقت ثم سينهكه البحث ويتخلى عن الفكرة برمتها وكذلك ستفعلين، ووقتها سيجازيك الله على طريقته الخاصة فقط لو تبتي إليه واستغفرتيه عما اقترفتي في حقه تحت دعوى ذلك الحب الرخيص. أما إذا كان الأمر قد تخطى حدود المسموح به، فوقتها لنا في الأمر قول آخر، وحلول أخرى نتمنى ألا نلجأ إليها.... وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه...