مُنحت جائزة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، مناصفة بين الكاتبة المصرية أهداف سويف والكاتب الجنوب أفريقي برايتن برايتنباخ؛ وذلك وفقاً للموقع الإلكتروني لوكالة رويترز البريطانية للأنباء. وقال ياسر عبد ربه -رئيس مؤسسة محمود درويش التي تأسست بعد وفاته: إن لجنة جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع "قررت منح جائزة محمود درويش لهذا العام لشخصيتين ثقافيتين مرموقتين عربياً وعالمياً.. الجائزة الأولى كانت للكاتبة المصرية المعروفة أهداف سويف، والتي تميّزت بأعمالها الإبداعية، والتي اهتمت بالدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني، وإبراز هذه القضية على نطاق دوليّ واسع". وأضاف في مؤتمر صحفي في رام الله للإعلان عن الجائزة: "منحتها اللجنة للكاتب الكبير برايتن برايتنباخ -الذي يجلس بجانبي- من الكتاب المرموقين في جنوب أفريقيا، وصديق محمود درويش، ومن المعروفين على النطاق العالمي كمناضل ومبدع ضد العنصرية ونظام الأبارتيد، ووقوفه الحازم إلى جانب الشعب الفلسطيني واستقلاله". وقد توفي درويش في التاسع من أغسطس 2008 إثر مضاعفات لعملية جراحية في القلب أجريت له في هيوستون بالولايات المتحدة. وقررت الحكومة الفلسطينية، برئاسة سلام فياض، اعتبار يوم الثالث عشر من مارس في كل عام -الذي يوافق مولد درويش- يوماً للثقافة الفلسطينية. وقال عبد ربه: إن مؤسسة محمود درويش "مؤسسة وطنية مستقلة من بين مهامها التحضير والإعداد لمنح جائزة محمود درويش الثقافية والإبداعية سنوياً لمبدعين فلسطينيين أو عرب أو دوليين من الذين يساهمون في الحياة الثقافية مساهمة فعالة، ويقومون بدور مؤثر في النضال من خلال إبداعهم في سبيل قضايا الحرية والاستقلال والتقدم الإنساني". ولجنة جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع يرأسها الفلسطيني فيصل درّاج، وتضم في عضويتها عدداً من الشخصيات العربية الثقافية المعروفة؛ منهم جابر عصفور من مصر، وخالد الكركي من الأردن، وصبحي الحديدي من سوريا، وحسن خضر، وأحمد حرب، وسليمان جبران، وإبراهيم موسى، وإبراهيم أبو هشهش من فلسطين. وقال عبد ربه: "الجائزة ستصبح تقليداً سنوياً دائماً، تمنح فيه للمبدعين في المجالات الثقافية المختلفة -دون حصرها في الشعر فقط- لأولئك الذين يمثّلون قضية الإنسان والحرية والتقدم". وأضاف قائلاً: "إن إعلاننا عن هذه الجائزة لهذا العام وعن منح هذه الجائزة إلى برايتين برايتنباخ وأهداف سويف؛ هو تعبير عن البعد الإنساني العميق الذي جسّده محمود درويش عبر أعماله ومسيرة حياته الإبداعية بأكملها.. محمود درويش كان صوتنا، وكان صوت الإرادة الإنسانية عند كل المبدعين والمدافعين عن حرية الإنسان وحرية الشعوب في عالمنا الأوسع". وقال عبد ربه: إن الجائزة التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار "خطوة صغيرة نقدّمها لذكرى محمود درويش". وأضاف: إن الجائزة ستقدم في احتفال وطنيّ كبير سيقام في قصر الثقافة، وأن الكاتبة أهداف سويف اعتذرت عن الحضور؛ لكنها أرسلت رسالة سيتم قراءتها في الحفل، وسيستلم مندوب عنها الجائزة. وأعرب برايتنباخ عن سعادته البالغة لحصوله على جائزة تحمل اسم محمود درويش، وقال في المؤتمر الصحفي: "ليس هناك أعظم من شرف لشاعر أن يحصل على جائزة اسمها محمود درويش".