السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب عندي 25 سنة، حاصل على بكالوريوس هندسة، وشغال مهندس في شركة محترمة جداً، مشكلتي بقى حاجة اسمها عقدة الذنب، ودي مسيطرة عليّ طول الوقت، ومش عارف أخلص منها. الموضوع ببساطة شديدة إن أنا كان ليّ علاقات كتيرة جداً جداً، وكلها مبنية على الكذب من طرفي أنا، وكنت باجيد فن الكذب واستغلال نقاط ضعف البنات وحبهم ليّ لأن في بداية أي علاقة ليّ كنت بارسم الدور المثالي اللي أي بنت بتتمناه، ومع كثرة العلاقات بقيت باقدر أعرف البنت دي بتحب شخصية إيه في الولد وباقدر أمثّلها عليها كويس، مرة واتنين وتلاتة وعشرة حصل معايا الموضوع ده. عاوز أقول لك إني قعدت وكتبت في ورقة جميع العلاقات اللي حصلت في حياتي في خلال 8 سنين بالضبط، كنت عملت حوالي 22 علاقة مشبوهة؛ ما بين خروجات وفسح وبوس وأحضان وشقق؛ بس كان عندي مبدأ معيّن إن أنا مش هاعمل الغلطة الأكبر، وهي إني أنتزع عذريتهم منهم. كنت باستمتع كل مرة مش بالقرف اللي باعمله، لا بمدى قدرتي على التحكم في البنات وإني أعمل اللي أنا عاوزه وفي الوقت اللي أحبه. بعيداً عن الغرور، أنا حد مستواة المادي والاجتماعي والعلمي كويس جداً، بجانب إن أنا -الحمد لله- وسيم جداً، وكل الحاجات دي كنت باستغلها للأسف في الموضوع ده. بس للأسف مش قادر أنسى كل اللي حصل، وكل ما أفكر في الجواز أو الارتباط ببنت علشان تبقى مراتي وأبدأ حياة مستقرة، ألاقي عندي أزمة ثقة شديدة في البنات، ودايماً كل واحدة أقرر إنها مناسبة أفتكر إن كان فيه واحدة زيها بنفس أسلوبها وطريقتها وكل حاجة، وبرضه غلطت معايا؛ فأكيد دي مش كويسة زيها. بس أنا معترف إني كنت غلطان، وعارف إن كل البنات مش وحشين، واللي فيهم عَمَلت حاجة غلط معايا كان بدافع حبها ليّ، وأنا كنت باستغل ده. اللى أنا عاوز أعرفه بقى؛ أنا عاوز أقفل الصفحات القديمة كلها بشكل لا رجعة فيه، وأبدأ صفحة جديدة وما يبقاش الماضي بيطاردني طول الوقت، ومع كل حد جديد أعرفه. skoot صديقنا: ليس عقدة الذنب ما يؤرق نومك ويتعب ضميرك؛ بل هي أزمة الثقة التي فقدتها في كل بنات حواء لما رأيته منهن.
وقبل أن أخوض في الحديث عن هذه الفتيات، وأن بعضهن من الممكن أنه كان ساذجاً وبريئاً لدرجة الانقياد لزيف كلامك؛ فاسمح لي أن أقول: إن ما أنت فيه من فقدان الثقة ليس نابعاً من شيء واقعيّ بقدر ما هو انتزاع الأمان من القلب حين يضربه الله على العبد؛ كانتزاع البركة من المال الحرام؛ فعندما ينال المرء مالاً حراماً ويخوض فيه؛ فإن الله تعالى ينزع بركته ولذة المتعة به؛ وكذلك العلاقة بالجنس الآخر الذي هو مودة ورحمة وأمن وسكينة ومحبة حينما يكون بشرع الله؛ وعليه فإن خلاف ذلك ينزع الله البركة والأمان منه؛ بل ويجعلك دائم الشك والوسوسة حتى في أصدق من خَبَرت ومن علمت من أهلك وذويك. ولذا فإن ما تطرحه من مشكلة ليس هو طرف الخيط الذي يجب أن نبدأ منه؛ بل إن طرفها يبدأ بالتوصيف الصحيح، وهو سبب ما أنت فيه حتى نتمكن من حله. لو كانت مشكلتك صديقي في وخز الضمير وخوف غضب الجليل تعالى وعذابه، وندم على ما ارتكبته في حق فتيات قد تكون إحداهن أو بعضهن عفيفات انسقن خلف وسوساتك التي زيّنتها بالحب والوعود الوردية لحياة وزواج واستقرار؛ إن كان الندم هو قائدك في كل ذلك؛ فأنت -صديقي- لا تحتاج لحل؛ لأنك بدأت بالفعل في مرحلة الحل وهي التطهير؛ لكن ليس هذا ما تحويه رسالتك؛ إنما هو فقد للأمان وخوف على سمعتك وعرضك لاحقاً؛ دون أن ألحظ أي ندم على ما فات. المشكلة عزيزي هي داخلك أنت، في كيف تطهّر ذاتك لترى العالم بعدها طاهراً؛ فالنفس الخبيثة -غالبا- لا ترى ما حولها إلا خبيثاً. عليك صديقي بتطهير نفسك بعد تذكّر ما فات، والاستغفار كلما ذكرته، والأحرى أن تخصص وقتاً محدداً يومياً أو تضرب موعداً ثابتاً تقوم فيه بعمل خير أو طاعة تتقرب إلى الله تعالى بها علّه يغفر لك ويطهّر لك نفسك من هذه الخطيئة ويحفظ لك أهلك بعد ذلك. وأن تندم كلما خطر ببالك صور هذا الذنب، وأن تستغفر في كل ذكرى له، وأن تستغفر بعد كل خير أو عمل صالح تقوم به؛ لأنك ساعتها تدعو الله بقبوله ليغفر ما فات، وتدعوه أن يحجب عن نفسك العُجب بما فعلته من خير؛ فما قدمته سابقاً من سوء كان أكبر مما تقدمه من خيرات. صديقي.. بعد أن تبدأ في ذلك وتشعره من داخلك؛ فلا مانع أن أخوض معك قليلاً في أسباب ما كان: أولاً: هناك مَثَلٌ يقول "الطيور على أشكالها تقع"؛ وبالتأكيد هناك جزء من هؤلاء الفتيات مستهترات في عرضهن، لا يبالين بما سوى اللعب واللهو، ومن ثم ليس هناك فارق من أن تتجاوز معك أو مع غيرك؛ فهي عرفت دواخلك وتماشت معك لاتفاقكما في الاعوجاج دون أن تعلن هذا؛ بل كان كل منكما يلعب على الآخر. ثانياً: هناك من الفتيات من هن محترمات متحفظات؛ لكن وعودك التي دخلت بها، ولعلها تخص التقدم أو أنك بالفعل قد دخلت إلى بيتها وأحدثت موضوعاً رسمياً بغرض اللعب بها؛ المهم أن هناك نوعية من هذه الفتيات لا تصمد كثيراً أمام الاستسلام لأول بادرة أمان تشعر بها أمام من أحبت. وبرغم تحفظي على هذه النوعية؛ إلا أن الطبائع البشرية تتفاوت في تلقّي الفتن والتعامل معها وصدها ومجاهدة النفس، ومن النفوس ما هو قوي ومنها ما هو ضعيف؛ لكن الشق الأكبر يقف عليك أنت في الإغواء والخيانة؛ ولذلك يقول تعالى {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوباوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}. ثالثاً: هناك نوعية من الفتيات صافيات النفس وبريئات لدرجة السذاجة؛ حتى أنها يمكن أن تطمئن إليك لمجرد أن ذكرت لها رغبتك في الارتباط، وهن قليلات خبرة إلى أبعد الحدود؛ وهؤلاء أقل قدرة على التفكير والتصرف ساعات الخطر؛ فيمكن أن تكون من داخلها ترفض الانجراف لكنها لا تعرف كيف ترفضه وتوقفه حتى على مستوى القول؛ والعارف بأحوال النساء والبنات خاصة، يعلم أن منهن من تقبل المعاكسة -على سبيل المثال- فقط لأنها لا تعرف كيف تردها أو تتجاهلها أو حتى تفكر فيها. والنوع الأخير أنت أعظم ذنباً في إغوائهن؛ لأن الأصل في المرأة أنها جوهرة وكائن رقيق نحسن معاملته وتوجيهه والحفاظ عليه، وعدم جرحها قولاً وفعلاً، وهذا ما نتبعه جميعاً مع أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا من متابعتهن والنهوض لحل مشكلاتهن والبحث عن كل ما يضايقهن ولا يستطعن رده؛ ليس لأنهن غير أهل للثقة؛ بل لأنهن أحياناً تمنعهن رقتهن وبراءتهن من التصرف. صديقي.. كما قلت لك في البداية: يجب أن يكون الإحساس بالذنب من داخلك؛ ليس لأنك تخاف من رد الدَيْن في زوجتك المستقبلية، وصدّقني أن الله تعالى إذا شعر بصدق ما أنت مقدم عليه؛ فإنه سيرزقك ما يرضاه هو لك، وهو خير مما ترضاه لنفسك. واعلم أن النساء ثلاث كما قلت لك؛ فاختر ذات الخلق والدين، وساعدها ولتساعدك على الطاعة؛ فإن النفس البشرية تتقلب وصحبة الخير هي من يعين على الخير قال صلى الله عليه وسلم "عفوا تعف نسائكم". وفقك الله وهداك.