أنا فتاه أبلغ من العمر 16 عاما، أعيش في أسرة مكوّنة من أب وأم وأختين وأخ.. تكمن المشكلة في الأب والأخ.. من زمان جدا وفيه مشاكل بين بابا وأخويا عنده 22 سنة، وزي أي بيت مصري، بس الموضوع عندنا أكبر بكتير جدا، لدرجة إنهم داخلين في 3 سنين مش بيتكلموا، يعني فيه عداوة كبرت ما بينهم هما الاتنين.
للأسف أخويا ماعندوش شخصية وسلبي جدا، وأي حد يضحك عليه، ومصاحب ناس مش كويسة، وماشي مع بنت مش كويسة، وللأسف برضه مش بيقبل كلام من حد، ودايما يزعق لو حد وجّه له كلام.
شايف نفسه هو صح في كل حاجة، وبما إن بابا قاسي ودمر مستقبله، فبيقول سيبوني بقى أعيش حياتي بأسلوبي، وبالنسبة لتدمير حياته تكمن في إن بابا دخّله صنايع وبعدها معهد سنتين وبعدها معهد تاني 4 سنين، فبهدله في التعليم يعني، وآخر ما حدث إنهم اتخانقوا مع بعض جامد جدا، وبابا لسعه بمكواة بس هو كويس دلوقتي.
بس للأسف برضه النتائج جت سلبية جدا، بقى عصبي وبيتأخر بره، وعايز فلوس دايما، ومش عايز يشتغل، حتى في الإجازة.
أرجو الإفادة.. أنا أقدر أعمل إيه؟ وإيه دور كل فرد في الأسرة حتى يتحسن أخي؟ أرجو سرعة الرد..
Misssoka
أهلا بك صديقة "بص وطل" العزيزة.. يولد الإنسان منا يا صديقتي وهو في حاجة إلى شيئين مهمين جدا في حياته، الطعام للجسد، والحب والرعاية للنفس، وتبدأ هذه الأشياء مع أول أيام الطفل، فنرى الأم تحمل وليدها لترضعه، عكس الحيوانات، فالوليد يكون على الأرض ليرضع شاعرا بدفء قربها منه دون احتضان يشبه ما يحتاجه البشر.
ويظل الإنسان في حاجة إلى هذا الاحتضان من أمه بالذات ثم أبيه ثم باقي إخوته، ثم من المجتمع حتى يحصل على حضن الزوجة فيكتمل نفسيا..
ولكن لظروف كثيرة منها ظروفكم خصوصا، يكون الولد الكبير وحيدا وما يليه فتيات، فيرى الأب أن منتهى الحب والرعاية هو توجيه الابن ليكون سيد نفسه وسيد على أخواته البنات في حال لا قدر الله قابل الأب رب كريم.
ويكون التوجيه هنا بنية الحب، وليس التحكم في مستقبل الابن وفي إملاء الشروط.. إلى آخر ما تصورت أنتِ وتصور أخوكِ.
ولكي أوضّح لك وجهة نظر والدك أقول لك إن مدارس الصنايع الآن تأخذ أعلى مجموع بعد الإعدادية، والطالب الذي يتفوق يمكنه دخول إحدى الكليات العملية في التخصص الذي اختاره، ويكون له حرفة يمكن العمل بها في المصانع والورش للتدريب، ثم يصبح صاحب ورشة وعمل حر في يوم من الأيام بالمقابلة لطالب الثانوية العامة الذي يدخل الجامعة أربع سنوات، ثم بعد التخرج لا يجد إلا كرسيا في مقهى العاطلين عن العمل ينتظر السراب.
ولم يكتف والدك بسنوات الصنايع بل شجع ابنه للحصول على سنتين دبلوم ثم أربع سنوات ليصبح أخوك مؤهلا تأهيلا عاليا يوازي كلية عملية مثل الهندسة في فروعها المختلفة، فهل هذا أب قاسٍ؟!
لن أختلف معك في أن أباكِ يتعامل مع أخيك بعنف (قصة الحرق بالمكواة)، وأن أباكِ لا يملك مفردات الإقناع بالكلام والحب حتى يفهم أخوكِ أن تصرّف أبيك تجاهه حب وليس تسلطا وجبروتا، ولكن لا يعني ذلك أن يتجبّر أخوك على أبيه فيصبح ندّا يعامله بالخصام وهو في بيته يأكل ويشرب ويحتمي بحماه، بالإضافة إلى مصروفات التعليم.
الخلاصة: أبوك هو أب صالح رعى ابنه من وجهة نظره وما زال يرعاه، وإن كانت حسناته في حياة ابنه لا تقاس بسيئاته فليس على الابن إلا أن يكون شاكرا للأب مطيعا غير مستغل لحب هذا الأب له، وفي إمكانه حرمانه من كل ما يملك الآن ليعرف فضل الوالد الذي أراد الصواب، وإن أخطأ في الطريقة.
لذلك: عليك وعلى أمك مهمة عظيمة تبدآن بالآتي: أولا: أن يفهم الابن أن أباه فعل ما فعل لمصلحته وليس لضرره، وأن عليه أن يكمل دراسته ويتخرج ويعمل ليكون له شخصية مستقلة تمكنه من البعد عن أبيه بخيره وشره.
ثانيا: أن تحاول الأم وأنتن معها أن يتأكد أخوكم أنه بدأ في طريق إن لم يعد منه الآن فلن يتمكن من ذلك بعد أن تتمكن منه عادات الرزيلة التي تصاحب الغياب عن البيت وطلب النقود مثل السجائر والمخدرات... وغيرها.
ثالثا: أن تعتمد الأم في الكلام مع ابنها على الترغيب والترهيب في مناقشة أموره، بمعنى أن تقول له إن المال الذي يطلبه حق له إذا كان يؤدي نفعا وصالحا، فإذا كان لضرر صحتك وسمعتك ومستقبلك فلا مال لك ويمكنك أن تعتمد على نفسك. المهم أن ترغّبه في الحياة الكريمة السويّة تارة، وأن تهدده بأن يكون لها نفس موقف الأب تارة أخرى.
رابعا: عليكِ أنتِ وأخواتك أن تصححن وجهة النظر فيما فعل أبوكم مع أخيكم الوحيد "ديك البرابر يا برابر" ليجعل منه رجلا يكون لكم في مستقبل أيامكم ظهرا وسندا، وأن يفهم هذا الأخ أن الشاطر هو من يستفيد من الظروف المتاحة الآن لإكمال الدراسة والعمل والحب والخطبة والزواج بدلا من صحبة السوء وممارسة الرزائل.
الخلاصة.. المشكلة محتاجة عقل وتفكير وحكمة في معالجتها وليس عواطف وانحياز لأخ بالتأكيد فعل ما ألجأ أباكم إلى لسعه بالنار خوفا عليه وعلى مستقبله الذي يدفع فيه ثمن تعليم ومسكن ومأكل ورعاية لشاب، بدلا من أن يشكر وينتهي ليستقل يتصرف تصرفات الصغار ويعاند ويسهر ويتأخر ولا يعمل.
باقٍ شيء مهم: اقنعي أخاك بأن يكتب لنا وسنحاول إن شاء الله إرشاده لنكون معك في نصحه والله الموفق.