وصلنا لنهاية الأسبوع الاقتصادي و الاقتصاديات الأوروبية لا تزال عالقة بين تداعيات أزمة الديون السيادية التي دفعت تكاليف الاقتراض للارتفاع لمستويات عالية جديدة و ضعف اداء الاقتصاديات و المخاوف من الوقوع في دائرة الركود الاقتصادي العميق، فالتركيز هذه الأثناء على دعم مسيرة الانتعاش الاقتصادي في القارة العجوز أكثر من الحفاظ على استقرار الأسعار و هذا ما يبدو واضحا على سياسة النقدية الميسرة التي تتبعها الاقتصاديات. الأضواء خلال هذه الفترة مسلطة بشكل كبير على العائد للسندات الأوروبية الذي لا يزال مرتفعا مما سوف يصعب من مهمة الاقتصاديات الأوروبية المثقلة بالديون، إذ واصل العائد على السندات الايطالية ارتفاعه في المزاد الذي أقيم أمس لبيع سندات ذات أمد ثلاثة أعوام. و هذا ما ينطبق على السندات الأسبانية التي بقيت مرتفعة على الرغم من التوقعات بقيام البنك المركزي الأوروبي بإعادة إحياء برنامج شراء السندات الأسبانية للحد من الارتقاع في العائد على السندات الأسبانية الذي ارتفع لأول مستويات منذ أربعة أشهر. اليوم يوم معدلات التضخم في أوروبا، إذ أعلنت صباح اليوم ألمانيا عن بيانات التضخم خلال الشهر الماضي ، و التي بقيت حول المستويات السابقة عند 2.1%، فبقاء أسعار المستهلكين في ألمانيا و منطقة اليورو حول المستويات المقبولة 2.0% يدعم جميع التوقعات بميل البنك لتيسير السياسة النقدية. و هذا ما بدا واضحا في قرار الفائدة الأوروبي الأخير في الرابع من الشهر الجاري، أبقى البنك المركزي الأوروبي في الرابع من نيسان سعر الفائدة المرجعي عند 1.0% مطابقا للتوقعات، و يتوقع البنك المركزي الأوروبي بأن يبقى معدل التضخم في المنطقة فوق 2% خلال 2012، و يرى البنك بان المخاطر التصاعدية تحيط بالتوقعات المستقبلية للتضخم خلال 2012، و التوقعات المسقبلية للتضخم تبقى ضمن المستويات المسيطرة عليها، و يرى بان معدلات التضخم سوف تنخفض دون 2% خلال 2013 في منطقة اليورو. يرى البنك المركزي الأوروبي بأن المخاطر الهابطة تحيط التوقعات المستقبلية للنمو، و هذا مبنياً على الاداء الضعيف للانشطة الاقتصادية في المنطقة، و البنك المركزي الأوروبي سيراقب عن كثب التطورات الاقتصادية في المنطقة، و أكد بأن السياسات الغير اعتيادية هي مؤقتة بطبيعتها و بحاجة للوقت ليظهر أثرها على الاقتصاد، و يتوقع البنك بأن المنطقة سوف تتعافى بحلول العام الجاري، و أشار أن بعض الدلائل الاقتصادية تؤكد إشارات الاستقرار المالي. انتقالا إلى المملكة المتحدة فأنها اليوم من المقرر أن تعلن عن أسعار البضائع عند أبواب المصانع و التي من المتوقع أن تبقى فوق المستويات المقبولة مشحونة بالارتفاع الحاصل في أسعار النفط الخام، فقد صعدت أسعار عقود برنت ( التي يقاس بها أسعار النفط الخام في أوروبا) خلال الأشهر الماضية لمستويات فوق 128$ للبرميل مشحونا بالتوترات السياسية في الشرق الأوسط و بين المشحنات إيران و الولاياتالمتحدة بشأن برنامجها النووي. يتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المنتجين للمخرجات في شهر آذار ثباتا نوعا ما ، لتظهر القراءة غير المعدلة موسمياً تراجعاً إلى 0.5% من القرارة السابقة 0.6%، و على المستوى السنوي يتوقع أن يهبط المؤشر إلى 3.5% من السابق 4.1%، أما بالنسبة لأسعار المنتجين للمدخلات فقد تراجع إلى 1.4% من 2.1%، و على المستوى السنوي سجل المؤشر نسبة 4.8% من السابق 7.3%. عزيزي القارئ، يتوقع أن يبقى الهدوء مسيطر على الأجواء مع توقعات بانخفاض الأسواق المالية مع ميل المستثمرين لإغلاق المراكز المالية ، مع تسلط الأضواء على العائد على السندات الأوروبية خاصة إذ صدرت أي تصريحات عن ازمة الديون السيادية في أسبانيا و ايطاليا.