أظهرت البيانات الاقتصادية الأوروبية التي صدرت اليوم بأن اقتصاد الاتحاد الأوروبي انكمش فعلاً بمقدار 0.3%، و هذا ما جاء في القراءة التمهيدية للناتج المحلي الإجمالي الأوروبي التابع للربع الرابع الماضي، و هذا يطابق التقديرات في القراءة المتقدمّة. لكن، أظهرت بيانات الاستهلاك الشخصي انكماشاً مقداره 0.4% أي بأعلى من التقديرات المتقدّمة بالضعف، و عكست أيضاً بيانات اليوم انخفاض كبير في الاستثمارات الرأس مالية على شكل قيمة انكماش 0.7% و انخفض الإنفاق الحكومي بمقدار 0.2% خلال الربع الرابع الماضي. إن بيانات هذا اليوم عكست التأثير السلبي لأزمة الديون السيادية الأوروبية، و كذلك الخفض في الإنفاق الحكومي و خطط التقشّف التي ساعدت على إضعاف النمو في الاقتصاد الأوروبي. لكن، اتجهت مخاوف المتداولين هذا اليوم نحو اليونان، و يقلق من المتداولين من احتمال عدم قدرة اليونان على تحقيق إعادة هيكلة لديون رئيسية فيها، هذا و نرى المتداولين قلقون تجاه النمو في الاقتصاد الدولي خصوصاً بعد إعلان الصين يوم أمس عن مستويات نمو تستهدفها لعام 2012 هي الأدنى منذ عام 2005. هنالك مخاوف أخرى في الأسواق المالية اتجهت نحو البنك المركزي الأوروبي، فإن لم يتوصّل حاملو السندات اليونانية لاتفاق نهائي، فالبنك المركزي الأوروبي سوف يعاني من أضرار كبيرة لأنه يعتبر حامل جزء كبير من السندات اليونانية بما يقدّر بحوالي 177 مليار يورو، كذلك قد تقع دول أخرى في مشكلات عميقة لأنها تحمل سندات يونانية. كل ما سبب حالة من تجنّب المخاطرة في الأسواق المالية، و عمليات جني أرباح واسعة سادت في الجلسة الأوروبية انعكست على شكل طلب كبير للدولار الأمريكي مما دفع سعر صرفه للارتفاع مقابل سلّة العملات الرئيسية. ليس فقط خلال الجلسة الأوروبية حصلت موجة التشاؤم، بل أن المتداولين حالياً قلقون تجاه النمو في الاقتصاد الدولي، و يخشون من أن يكون المستوى المستهدف للصين بالنسبة للنمو هذه السنة غير كاف لدعم الاقتصاد الدولي الذي يعاني من تباطؤ أجبر البنك الأسترالي اليوم على تثبيت سعر الفائدة عند 4.25% و الإشارة إلى أن البنك مستعد لخفض سعر الفائدة في حال احتاج الاقتصاد ذلك. اليورو مقابل الدولار الأمريكي تزعزعت ثقة المتداولين في اليورو هذا اليوم، و من ناحية الدولار، شهد طلباً كبيراً بسبب طلبه لتصفية المراكز المالية في الأصول المرتفعة العائد. بذلك، شهدنا الضغط السلبي على اليورو و قد كان كبيراً اليوم ليندفع في اتجاه هابط بعد ملامسته للأعلى عند سعر 1.3225 وصولاً للأدنى له عند سعر 1.3130 دولار لليورو الواحد، و هذا المستوى هو الأدنى على الزوج منذ ال 17 من شهر شباط/فبراير الماضي. يظهر التحليل الفني بأن الزوج استطاع تحقيق كسر لمستوى 1.3180 و 1.3160، و هذا ما قد يسبب مزيداً من الميل الهابط، حيث أن الثبات ما دون تلك المستويات قد يسبب مزيد من الاندفاع الهابط وصولاً إلى مستويات قريبة من الحاجز النفسي 1.3000 و ربما زيارة مستوى الدم 1.2975 دولار لليورو الواحد. ما زال التحليل الأساسي يظهر بأن مصير اليورو ما زال مرتبطاً في قرار البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس القادم، و كذلك في أي سياسات جديدة قد يتّبعها و يشير لها. لكن لا يجب أن ننسى اليوم طرح السندات من قبل صندوق حفظ الاستقرار المالي الأوروبي، و هذا بقصد رفع قدرة الصندوق النقدية لإنقاذ الدول التي تحتاج لذلك، و سوف تتم مراقبة هذه المتغيرات في الأسواق المالية الأوروبية و المستجدات فيها قد تكون قادرة على تحرك الزوج بشكل واضح. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ليس من بيانات من النوع الكبير التأثير على أجندتنا الاقتصادية بما يخص الاقتصاد الملكي، لكن تأثر الجنيه الإسترليني هذا اليوم بقوّة الدولار الأمريكي لينخفض من الأعلى له عند سعر 1.5881 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و استمر الاتجاه الهابط على الزوج وصولاً إلى الأدنى عند 1.5757 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. إن تداول الزوج ما دون مستوى 1.5800 قد يكون سبباً لمزيد من الاتجاه الهابط بحسب التحليل الفني، فالثبات ما دون ذلك المستوى قد يكون دافعاً لاختبار سعر 1.5650 بتأثير من نموذج فني سلبي يطلق عليه المحللون الفنيون تسمية " نموذج الرأس و الكتفين ". انتظار المتداولين لقرار البنك البريطاني يوم الخميس بالنسبة لسعر الفائدة و برنامج شراء الأصول ينخرط أيضاً في التوتّر في الأسواق المالية الدولية حالياً، و التشاؤم في الأسواق يكسب الدولار الأمريكي قوّة قد تكون سبباً لدفع الزوج في مزيد من الانخفاض ما لم نرى مستجدات تعيد الدولار لدخول اتجاه هابط بتأثير من ارتفاع الثقة لأي سبب من الأسباب. لكن، الموجات الهابطة للدولار قد تكون محدودة في الوقت الراهن في انتظار مزيد من الأخبار و المستجدات الاقتصادية هذا الأسبوع. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني رغم قوّة الدولار الكبيرة في الأسواق المالية، لكن الين الياباني استطاع أن يرتفع هذا اليوم مقابله، فالمتداوين حالياً يقومون بجني الأرباح في أسواق الأصول مرتفعة العائد، و يقومون بشراء الأصول ذات العائد المنخفض لتصفية أصولهم الاستثمارية الخطرة و ذات العائد المرتفع. بذلك، انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي مقابل الين الياباني من مستوى 81.57 وصولاً إلى سعر 80.77 ين للدولار الأمريكي الواحد. رغم الانخفاض الذي شهده لزوج هذا اليوم، إلا أن ثبات التداول فوق مستوى الحجز النفسي و الفني 80.00 ين للدولار الأمريكي الواحد يعتبر سبباً لبقاء الاتجاه الصاعد فنياً. و كذلك بالنسبة للتحليل الأساسي، فقد يعود المتداولون في القلق تجاه تدخل بنك اليابان في سعر الصرف لمنع ارتفاع سعر صرف الين الياباني مع انخفاض الزوج، مما يعيد الأفضلية للدولار الأمريكي مما يعيد الاتجاه الصاعد للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني.