تراجع النفط الخام أكثر من 2 دولارًا اليوم الاثنين مسجلاً 106 دولارًا للبرميل مع توقع المتداولين والمستثمرين استئناف صادرات النفط من ليبيا، العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في ظل اقتراب نهاية الحرب الأهلية التي امتدت لستة أشهر. واجتاح الثوار قلب طرابلس وانتقلت الحشود إلى الشوارع للاحتفال بما يعتبرونه نهاية أربعة عقود من حكم معمر القذافي، إلا أن الدبابات الحكومية واصلت قذفها لأجزاء من العاصمة. وتراجع النفط الخام بمقدار 2.30 دولارًا مسجلاً 106.32 دولارًا في تمام الساعة 4:41 صباحًا بالتوقيت الشرقي. وارتفع النفط الأمريكي بمقدار 35 سنتًا مسجلاً 82.61 دولارًا للبرميل بعدما هبط في وقت سابق إلى 81.13 دولارًا. وتنتهي العقود الآجلة للنفط الأمريكي بداية شهر سبتمبر اليوم الاثنين. ويذكر أن ليبيا كانت تضخ قرابة 1.6 مليون برميل في اليوم، وهو ما يقارب 2% من المعروض العالمي، قبل أن تقطع الحرب الانتاج. وكان معظم انتاج ليبيا من النفط عالي الجودة يذهب إلى شركات التكرير الأوروبية ولكن بعدما توقفت الصادرات الليبية، أدى نقص العرض إلى ارتفاع النفط الخام لأعلى مستوى لها في عامين عند 127.02 دولارًا في شهر أبريل. ولم ينخفض الانتاج تقريبًا خلال ذاك الصراع. ولكن السؤال المطروح الآن هو متى سيعاد الإنتاج الليبي. يقول كارستن فريتش، المحلل لدى Commerzbank في فرانكفورت، بإنه قد يستغرق الأمر ستة أشهر قبل أن يصعد الإنتاج مرة أخرى إلى 1 مليون برميل في اليوم أو نحو ذلك، بعد وضع في الاعتبار ما حدث في العراق في عام 2003. يقول فريتش "كان الإنتاج قريبًا من الصفر في الشهور التي تلت الغزو الأمريكي للعراق،". "ولكن السؤال المهم هو حجم الضرر الذي لحق بالمنشات النفطية في ليبيا حيث إن القتال كان قد استمر أكثر بالكثير مما حدث في العراق. وهناك مخاطرة من أن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول في ليبيا." إن فارق السعر الذي شهدته أسعار النفط الخام منذ اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا ينبغي الآن أن يبدأ في التراجع، ولكن يقول فريتش إنه من الصعب أن يتم ذلك في عشية وضحاها. ومن جانبه، وافق أوليفير جاكوب، محلل النفط لدى بتروماتركس، بأنه لا يتوقع تدفق النفط الخام على أساس فوري إذ عندما يعاد الإنتاج بعض النفط فمن المحتمل أن يذهب إلى مصافي التكرير المحلية. وساعد نقص الإمدادت الليبية من النفط الخفيف والحلو في أوروبا على اتساع الفارق بين خام برنت والنفط الأمريكي. ويتقلص الفارق بالفعل من أعلى مستويات سجله الأسبوع الماضي عند المستوى 26.69 دولارًا وقد يستمر في تقلصه مع احتمالية استمرار الإمدادات الليبية. ولا تزال أسعار النفط عند مستويات مرتفعة على الرغم من حالة التفاؤل بشأن النفط الليبي وذلك بسبب استمرار المخاوف حول صحة الاقتصاد العالمي. وينتظر المتداولون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بن برنانكي، يوم الجمعة في قاعة جاكسون هول في وايومنغ حيث يتقابل صناع السياسة والأكاديميين مرة في العام. ومن جانبه، يقول فيتش إن احتمالية تبني جولة ثالثة من التسهيل النقدي هي ما تبقي النفط في اذهار. "إن الحديث حول تبني جولة ثالثة من التسهيل النقدي سيمنع هبوط الأسعار في الوقت الراهن. وستبقى الأسعار فوق المستوى 100 دولارًا في الوقت الحالي."