التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    فلسطين.. مدفعية الاحتلال تكثف قصفها وسط جباليا بالتزامن مع نسف مباني سكنية شمالي غزة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    مواعيد مباريات دوري المحترفين المصري اليوم السبت    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    ويجز يشعل حماس جمهور حفله في العلمين الجديدة بأغنيتي "الأيام" و"الدنيا إيه"    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    ابنة سيد مكاوي عن شيرين عبدالوهاب: فقدت تعاطفي بسبب عدم مسؤوليتها    5 تصريحات جريئة ل محمد عطية: كشف تعرضه للضرب من حبيبة سابقة ويتمنى عقوبة «مؤلمة» للمتحرشين    تنسيق الشهادات المعادلة 2025، قواعد قبول طلاب الثانوية السعودية بالجامعات المصرية    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    في ظهوره الأول مع تشيلسي، إستيفاو ويليان يدخل التاريخ في الدوري الإنجليزي (فيديو)    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    استقالة وزير الخارجية الهولندي بسبب موقف بلاده من إسرائيل    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    قطع المياه عن بعض المناطق بأكتوبر الجديدة لمدة 6 ساعات    خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش وتطوير بنيتها التحتية    تحت عنوان كامل العدد، مدحت صالح يفتتح حفله على مسرح المحكي ب "زي ما هي حبها"    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    خيرى حسن ينضم إلى برنامج صباح الخير يا مصر بفقرة أسبوعية على شاشة ماسبيرو    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    نجاح عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم ليفي بمستشفى القصاصين فى الإسماعيلية    نتيجة تنسيق رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي الأزهر الشريف 2025 خلال ساعات.. «رابط مباشر»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    ضبط 1954 مخالفة ورفع كفاءة طريق «أم جعفر – الحلافي» ورصف شارع الجيش بكفر الشيخ    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الدفاع الروسية: سيطرنا على 9 بلدات فى أوكرانيا خلال أسبوع .. وزيرة خارجية سلوفينيا: المجاعة مرحلة جديدة من الجحيم فى غزة.. إسرائيل عطلت 60 محطة تحلية مياه فى غزة    منها الإقلاع عن التدخين.. 10 نصائح للحفاظ على صحة عينيك مع تقدمك فى العمر (تعرف عليها)    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طبيبة نفسية تكشف تأثير "محمد رمضان" على الطفل
نشر في صوت البلد يوم 11 - 10 - 2018

زر صغير على أداة التحكم عن بعد بجهاز التليفزيون، يتعرض الأطفال لكم هائل من الطاقة السلبية، و العديد من مظاهر العنف، التي تترسخ في سلوكهم الشخصي، و تجد العائلة ضالتها في "الطرافة" لدى السنوات من الأولى من عمر الطفل عندما يقوم بتقليد ممثل ما، في مشهد عنيف و ساخر لا يضحك عليه سوى الأهل، و يتحمل مسؤؤليته الكبرى بعد سنوات أفراد المجتمع.

و مع انتشار الأعمال الدرامية المصرية على الصعيد العربي عامة، فإن الأعين تقع على كبار الفنانين ممن ظهروا بصورة البطل الذي يضرب هنا وهناك، و بيد من حديد يطرق على كل الأبواب الحامية، و بدون سابق إنذار يتوّج اسمه نجمًا على الساحة الفنية.

"ثقة في الله نجاح" كلمات دخل بها محمد رمضان الشاب المتواضع إلى قلب كل منزل مصري و عربي، و بأعمال درامية مثل "ابن حلال"، "الأسطورة"، و "نسر الصعيد" وضعته وجهًا لوجه مع الانتشار الجماهيري، الذي حقق له النجاح الباهر، و منها ليتخطى كل الحدود، و يخرج من جلباب الإنسان البسيط، غير مكترثًا بقدراته الصوتية، و يُطلق أغنيتين بطريقة "المهرجانات" الإيقاعية، "رقم واحد" أو NUMBER ONE، مع "أنا الملك" شكلت كلًا منهما التوليفة السحرية لمِا قد يُسمى بهوس الشهرة غير المقبول، و وجهت إليه أصابع الاتهام بالغرور، متناسيًا أنه ربما يكون "القدوة" للعديد من الشباب، فضلًا عن التنبؤات بنهاية مسيرة لازالت في بدايتها لوضع حجر الأساس الخاطيء لها.

و عن تأثير الدراما على الأطفال، و دور الأسرة في حمايتهم، و ما إذا كان هوس الشهرة قد أصاب واحدًا من أشهر نجوم مصر، كان هذا الحوار الخاص مع دكتور إيمان عبدالله استشاري الصحة النفسية، وخبيرة الإرشاد الآسري..

كيف تؤثر الدراما ومشاهد العنف على الأطفال؟

مرحلة الطفولة المبكرة أي المرحلة الأولى منذ الولادة حتى العام الخامس لا يستطع الطفل أن يُفرق فيها بين الواقع و الخيال، اما المرحلة الثانية و هي الطفولة المتأخرة – من سن 6 إلى 12 عام – ثم المراهقة، يبدأ الطفل بإدارك أن ما يراه ليس واقعيًا؛ و لكنه يتبنى تصرفات شخصية يراها لدى الآخرين.

ومشاهده العنف تؤثر بشكل سلبي على الطفل ومن خلال نظريه فرويد في التحليل النفسي فالعنف هو غريزة مولودة مع الإنسان يتعلم فيما بعد كبحها وكيفية التعامل مع غضبه، كما أشار العالم بالفلو.ف أن الطفل يتعلم من خلال مايحدث معه في بيئته ومن خلال العقاب والثواب.

ومن خلال مشاهدة المسلسلات يكون الطفل مصغيًا بكل حواسه للأحداث مثل الكبار لكن الفرق بينهم أنه لا يملك القدرة على التحليل ويتعامل ويتصرف مثل بطل المسلسل لأنه يعتبر تصرفاته صحيحة حتى لو كان التصرف عنيفًا أو منافيًا للأخلاق فيكون البطل دائمًا على حق خاصة في الانتقام من أعدائه.

ما هي خطورة تعرض الطفل لمدة طويلة إلى التليفزيون؟

هناك دراسة أكدت أن الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون لأكثر من ساعة ونصف يوميًا، معرضون لأن يكونوا شخصيات عنيفة في المستقبل، و المشاهد العنيفة في الدراما، البرامج الإخبارية، أو الكارتون، لها دور مباشر في ظهور السلوك العدواني لدة الأطفال.

خاصة إذا كانت البيئة الاجتماعية التي ينشأ بها الطفل، تحث على العنف، فيصبح قابل لممارسة العنف ضد الآخرين، و قد يعتبر سلوك العنف نوعًا من البطولة حتى و إن كان يعلم أن سلوكه خاطيء، و يتأثر الأطفال بدرجة كبيرة لأنهم في طور تشكيل الشخصية.

ما السلوكيات التي يكتسبها الطفل من مشاهدة التليفزيون بشكل عام؟

إهدارالوقت المخصص للنشاطات والمهارات، ويأخذ من الوقت الذي يحتاجه الطفل لاستجماع الخبرات المتنوعة؛ فالتلفزيون يحتكر وقته، و يبعده عن اللعب و الحركة و التفاعل.

كيف تتجنب الأسرة اكتساب طفلها لتلك السلوكيات؟

يجب أن تبته الأسرة دومًا إلى كل ما يتعلق بالطفل و العمل على ضبطه قدر الإماكن، و فتح حوار معه عمّا هو مقبول و غير مقبول، و تبني موقفًا تعليميًا من مشاهدة التليفزيون، كما يجب الحرص على إبعاده عن مشاهدة المسلسلات والدراما التي تطرح العنف، مشاهد العري، الألفاظ غير المهذبة، و اختيار ما يناسب عمره و يفيده.

كما أن الروابط الأسرية لها درو هام للغاية من حيث علاقة الآباء بالأبناء، و التواصل الجيد بينهم، فضلًا عن الصداقة والحب المتبادل، و قضاء الأوقات معًا، عوضًا عن مشاهدة التليفزيون، و الجلوس أمام الإنترنت و الهاتف المحمول؛ فكلما قل عدد الساعات التي يشاهد فيها التلفاز، و كثرت عدد ساعات الحوار والمشاركة والتعاون مع الأهل، كلما قل العنف في الأسرة، و المجتمع، و قل التأثير السلبي من الدراما.

هل يوجد ما يُسمى ب "هوس الشهرة"؟ و ما هي أسبابه؟

بالفعل يوجد، و هو اضطراب وجداني يعاني فيه الشخص من ارتفاع حالات مزاجية مع نشاط زائد، و سرعة في الافكار، فكثيرًا ما يخرج و يضحم بشكل غير اعتيادي، و الآن في ذلك العصر تحولت الشهرة إلى هوس و حب الشباب للشهرة، حيث ينظرون لحياة المشاهير، و البذخ، و الترفيه؛ فالشهرة في الماضي كانت للمتقنين و الموهوبين، رجال العلم، الرياضيين، و أصحاب الفنون الراقية، أما الآن فقد جعلت مواقع التواصل الاجتماعي أي شخص غير مؤهل الفرصة ليكون مشهورًا.

حيث سهلت السوشيال ميديا انتشار شهرته، و إن كان شخصًا غير مؤهل، و لكن لديه حب الظهور بين الناس لمدحه، ليغطي عيوبه، و يحصل على الوجاهة، و هو لا فائدة منه للمجتمع، فبريق الشهرة يصعب على العديد تجاهله.

و تتعدد أسباب الهوس بالشهرة، فمنها أسباب نفسية مثل التعرض لحالات فشل و صراعات داخلية واحتياجات، أو عوامل وراثية، و يتوقف على استعداد الشخص لاضطرابات، و في أغلب الحالات يعقب الهوس حالات اكتئاب، و يسمى باضطراب ثنائي القطب.

ما هي عواقب الشهرة؟

إذا زاد الشيء عن حده، انقلب ضده، فهناك أشخاصًا يريدون الوصول بسرعة قال تعالى: "خُلق الإنسان عجولا"، فهم لا يحبون الصبر، و لا التدرج على أي سلم، يريدون التقدم مرة واحدة، فهو في عصر السرعة والانتشار، و قد تكون الشهرة مصيبة على صاحبها، فهو لن يعيش في راحة تامة، فكل شيء محسوب في حياته الشخصية، كلما التفت يمينًا أو يسارًا سيلاحظ أن كل شيء محسوب عليه في المجتمع.

ماهي المسؤولية التي تقع على عاتق الفنان لحماية المشاهد؟

الشهرة ليست بأن يعرفك الناس، بل أن تكون "قدوة" للجمهور، فهناك من يتولد لديه الغيرة عندما يرى شخصًا مشهورًا، و يرى عدد معجبينه و متابعينه فيكون لديه الرغبة للوصول إليه مهما كانت الطريقة، و هناك من يعتقد أن الشهرة تُحقق له التقدير و الاحترام من الاخرين.

وهناك من لديهم قصور في الشخصية حيث يفتقر إلى الكاريزما التي تجعل منه شخصًا مشهورًا، وليس لديه مهارات فيضطر إلى أن يكون مهرجًا أو شخصًا يدعي المثالية من أجل الشهرة.

بالنسبة لفنان مثل "محمد رمضان".. هل وقع ضحية لهوس الشهرة؟

الفنان "محمد رمضان" استطاع أن يقترب من الناس بشكل ما، هناك من يبغضه نظرًا لتقديمه قضايا العنف و خلافه على الشاشة، و هناك من يحبه، لأنه جسّد شخصيات موجودة بالفعل قد تكون في بعض المحافظات، و هي تُمثّل "البلطجة".

كما أن لدى محمد رمضان طريقة استعراضية عن حياته، سواء بطريقة دينية أو طرق أخرى يفتخر بها عن وصوله للشهرة، إلا أنه كفنان لديه مصداقية، و براعة كبيرة، كما يمتلك الموهبة، و عند نجاحه فقط قدّم قضايا هامة تلمس بعض الشرائح في المجتمع.

و بالتالي فهو يعتبر النموذج الذي ينقاد إليه الشباب، فهو بالنسبة إليهم يعتبر الشاب الناجح في الفن، كما حقق ثروة طائلة.

و من هنا يعتبره يحبه الشباب كفنان ماهر، أو يتخذونه قدوة لحالة البذخ و الغناء الفاحش التي يُظهرها.

و يقع من جديد على عاتق الاسرة أن تناقش أبنائهم في المحتوى الذي يتم تقديمه عبر الدراما و التليفزيون، للتأكيد أنه نموذج فني و لا يجب اتباعه.
زر صغير على أداة التحكم عن بعد بجهاز التليفزيون، يتعرض الأطفال لكم هائل من الطاقة السلبية، و العديد من مظاهر العنف، التي تترسخ في سلوكهم الشخصي، و تجد العائلة ضالتها في "الطرافة" لدى السنوات من الأولى من عمر الطفل عندما يقوم بتقليد ممثل ما، في مشهد عنيف و ساخر لا يضحك عليه سوى الأهل، و يتحمل مسؤؤليته الكبرى بعد سنوات أفراد المجتمع.
و مع انتشار الأعمال الدرامية المصرية على الصعيد العربي عامة، فإن الأعين تقع على كبار الفنانين ممن ظهروا بصورة البطل الذي يضرب هنا وهناك، و بيد من حديد يطرق على كل الأبواب الحامية، و بدون سابق إنذار يتوّج اسمه نجمًا على الساحة الفنية.
"ثقة في الله نجاح" كلمات دخل بها محمد رمضان الشاب المتواضع إلى قلب كل منزل مصري و عربي، و بأعمال درامية مثل "ابن حلال"، "الأسطورة"، و "نسر الصعيد" وضعته وجهًا لوجه مع الانتشار الجماهيري، الذي حقق له النجاح الباهر، و منها ليتخطى كل الحدود، و يخرج من جلباب الإنسان البسيط، غير مكترثًا بقدراته الصوتية، و يُطلق أغنيتين بطريقة "المهرجانات" الإيقاعية، "رقم واحد" أو NUMBER ONE، مع "أنا الملك" شكلت كلًا منهما التوليفة السحرية لمِا قد يُسمى بهوس الشهرة غير المقبول، و وجهت إليه أصابع الاتهام بالغرور، متناسيًا أنه ربما يكون "القدوة" للعديد من الشباب، فضلًا عن التنبؤات بنهاية مسيرة لازالت في بدايتها لوضع حجر الأساس الخاطيء لها.
و عن تأثير الدراما على الأطفال، و دور الأسرة في حمايتهم، و ما إذا كان هوس الشهرة قد أصاب واحدًا من أشهر نجوم مصر، كان هذا الحوار الخاص مع دكتور إيمان عبدالله استشاري الصحة النفسية، وخبيرة الإرشاد الآسري..
كيف تؤثر الدراما ومشاهد العنف على الأطفال؟
مرحلة الطفولة المبكرة أي المرحلة الأولى منذ الولادة حتى العام الخامس لا يستطع الطفل أن يُفرق فيها بين الواقع و الخيال، اما المرحلة الثانية و هي الطفولة المتأخرة – من سن 6 إلى 12 عام – ثم المراهقة، يبدأ الطفل بإدارك أن ما يراه ليس واقعيًا؛ و لكنه يتبنى تصرفات شخصية يراها لدى الآخرين.
ومشاهده العنف تؤثر بشكل سلبي على الطفل ومن خلال نظريه فرويد في التحليل النفسي فالعنف هو غريزة مولودة مع الإنسان يتعلم فيما بعد كبحها وكيفية التعامل مع غضبه، كما أشار العالم بالفلو.ف أن الطفل يتعلم من خلال مايحدث معه في بيئته ومن خلال العقاب والثواب.
ومن خلال مشاهدة المسلسلات يكون الطفل مصغيًا بكل حواسه للأحداث مثل الكبار لكن الفرق بينهم أنه لا يملك القدرة على التحليل ويتعامل ويتصرف مثل بطل المسلسل لأنه يعتبر تصرفاته صحيحة حتى لو كان التصرف عنيفًا أو منافيًا للأخلاق فيكون البطل دائمًا على حق خاصة في الانتقام من أعدائه.
ما هي خطورة تعرض الطفل لمدة طويلة إلى التليفزيون؟
هناك دراسة أكدت أن الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون لأكثر من ساعة ونصف يوميًا، معرضون لأن يكونوا شخصيات عنيفة في المستقبل، و المشاهد العنيفة في الدراما، البرامج الإخبارية، أو الكارتون، لها دور مباشر في ظهور السلوك العدواني لدة الأطفال.
خاصة إذا كانت البيئة الاجتماعية التي ينشأ بها الطفل، تحث على العنف، فيصبح قابل لممارسة العنف ضد الآخرين، و قد يعتبر سلوك العنف نوعًا من البطولة حتى و إن كان يعلم أن سلوكه خاطيء، و يتأثر الأطفال بدرجة كبيرة لأنهم في طور تشكيل الشخصية.
ما السلوكيات التي يكتسبها الطفل من مشاهدة التليفزيون بشكل عام؟
إهدارالوقت المخصص للنشاطات والمهارات، ويأخذ من الوقت الذي يحتاجه الطفل لاستجماع الخبرات المتنوعة؛ فالتلفزيون يحتكر وقته، و يبعده عن اللعب و الحركة و التفاعل.
كيف تتجنب الأسرة اكتساب طفلها لتلك السلوكيات؟
يجب أن تبته الأسرة دومًا إلى كل ما يتعلق بالطفل و العمل على ضبطه قدر الإماكن، و فتح حوار معه عمّا هو مقبول و غير مقبول، و تبني موقفًا تعليميًا من مشاهدة التليفزيون، كما يجب الحرص على إبعاده عن مشاهدة المسلسلات والدراما التي تطرح العنف، مشاهد العري، الألفاظ غير المهذبة، و اختيار ما يناسب عمره و يفيده.
كما أن الروابط الأسرية لها درو هام للغاية من حيث علاقة الآباء بالأبناء، و التواصل الجيد بينهم، فضلًا عن الصداقة والحب المتبادل، و قضاء الأوقات معًا، عوضًا عن مشاهدة التليفزيون، و الجلوس أمام الإنترنت و الهاتف المحمول؛ فكلما قل عدد الساعات التي يشاهد فيها التلفاز، و كثرت عدد ساعات الحوار والمشاركة والتعاون مع الأهل، كلما قل العنف في الأسرة، و المجتمع، و قل التأثير السلبي من الدراما.
هل يوجد ما يُسمى ب "هوس الشهرة"؟ و ما هي أسبابه؟
بالفعل يوجد، و هو اضطراب وجداني يعاني فيه الشخص من ارتفاع حالات مزاجية مع نشاط زائد، و سرعة في الافكار، فكثيرًا ما يخرج و يضحم بشكل غير اعتيادي، و الآن في ذلك العصر تحولت الشهرة إلى هوس و حب الشباب للشهرة، حيث ينظرون لحياة المشاهير، و البذخ، و الترفيه؛ فالشهرة في الماضي كانت للمتقنين و الموهوبين، رجال العلم، الرياضيين، و أصحاب الفنون الراقية، أما الآن فقد جعلت مواقع التواصل الاجتماعي أي شخص غير مؤهل الفرصة ليكون مشهورًا.
حيث سهلت السوشيال ميديا انتشار شهرته، و إن كان شخصًا غير مؤهل، و لكن لديه حب الظهور بين الناس لمدحه، ليغطي عيوبه، و يحصل على الوجاهة، و هو لا فائدة منه للمجتمع، فبريق الشهرة يصعب على العديد تجاهله.
و تتعدد أسباب الهوس بالشهرة، فمنها أسباب نفسية مثل التعرض لحالات فشل و صراعات داخلية واحتياجات، أو عوامل وراثية، و يتوقف على استعداد الشخص لاضطرابات، و في أغلب الحالات يعقب الهوس حالات اكتئاب، و يسمى باضطراب ثنائي القطب.
ما هي عواقب الشهرة؟
إذا زاد الشيء عن حده، انقلب ضده، فهناك أشخاصًا يريدون الوصول بسرعة قال تعالى: "خُلق الإنسان عجولا"، فهم لا يحبون الصبر، و لا التدرج على أي سلم، يريدون التقدم مرة واحدة، فهو في عصر السرعة والانتشار، و قد تكون الشهرة مصيبة على صاحبها، فهو لن يعيش في راحة تامة، فكل شيء محسوب في حياته الشخصية، كلما التفت يمينًا أو يسارًا سيلاحظ أن كل شيء محسوب عليه في المجتمع.
ماهي المسؤولية التي تقع على عاتق الفنان لحماية المشاهد؟
الشهرة ليست بأن يعرفك الناس، بل أن تكون "قدوة" للجمهور، فهناك من يتولد لديه الغيرة عندما يرى شخصًا مشهورًا، و يرى عدد معجبينه و متابعينه فيكون لديه الرغبة للوصول إليه مهما كانت الطريقة، و هناك من يعتقد أن الشهرة تُحقق له التقدير و الاحترام من الاخرين.
وهناك من لديهم قصور في الشخصية حيث يفتقر إلى الكاريزما التي تجعل منه شخصًا مشهورًا، وليس لديه مهارات فيضطر إلى أن يكون مهرجًا أو شخصًا يدعي المثالية من أجل الشهرة.
بالنسبة لفنان مثل "محمد رمضان".. هل وقع ضحية لهوس الشهرة؟
الفنان "محمد رمضان" استطاع أن يقترب من الناس بشكل ما، هناك من يبغضه نظرًا لتقديمه قضايا العنف و خلافه على الشاشة، و هناك من يحبه، لأنه جسّد شخصيات موجودة بالفعل قد تكون في بعض المحافظات، و هي تُمثّل "البلطجة".
كما أن لدى محمد رمضان طريقة استعراضية عن حياته، سواء بطريقة دينية أو طرق أخرى يفتخر بها عن وصوله للشهرة، إلا أنه كفنان لديه مصداقية، و براعة كبيرة، كما يمتلك الموهبة، و عند نجاحه فقط قدّم قضايا هامة تلمس بعض الشرائح في المجتمع.
و بالتالي فهو يعتبر النموذج الذي ينقاد إليه الشباب، فهو بالنسبة إليهم يعتبر الشاب الناجح في الفن، كما حقق ثروة طائلة.
و من هنا يعتبره يحبه الشباب كفنان ماهر، أو يتخذونه قدوة لحالة البذخ و الغناء الفاحش التي يُظهرها.
و يقع من جديد على عاتق الاسرة أن تناقش أبنائهم في المحتوى الذي يتم تقديمه عبر الدراما و التليفزيون، للتأكيد أنه نموذج فني و لا يجب اتباعه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.