أكد سمير رضوان وزير المالية، أن حركة الشباب المصرية كانت بمثابة دعوة لليقظة، حيث أنها أسدت خدمة كبيرة لمصر، وأن ما نحاول أن نقوم به في الوقت الراهن هو تحقيق انتقال سلس وسلمي، والحيلولة في ذات الوقت دون إنزلاق مصر إلى الفوضى، فيما حذر من أن الإنزلاق إلى حالة فوضى في الشوارع يعتبر أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث في مصر، إذ أن الأوضاع في مصر مختلفة عن الأوضاع في العراق أو الصومال، ومن الأهمية بمكان تحقيق قدر من الإستقرار في مصر. ورفض رضوان مايتردد من جانب بعض الشباب من أن وقت الحوار قد ولى، وقال إنه من العار أن نردد ذلك، فهناك حوار يجريه عمر سليمان نائب الرئيس مع الأحزاب السياسية المصرية، وأود أن يكون الشباب المصري جزءاً من هذا الحوار، مضيفًا أنه قام بإنشاء منتدى للشباب داخل وزارة المالية بغرض مناقشة الميزانية، على غرار تلك المناقشات التي يجريها البرلمان لميزانية الدولة، فيما أعرب عن اعتقاده بأن الحوار والنقاش والمفاوضات هو الوسيلة الوحيدة للخروج من الموقف الراهن. وحينما سئل ما المرحلة التي سوف يتدخل فيها الجيش، وهل يعتقد أن القيام بانقلاب عسكري في مصر سوف يحظى بدعم دولي؟ قال: أتمنى الا يحدث ذلك، فهذا هو السيناريو الذى نسعى إلى تفاديه، فنحن نسعى بدرجة كبيرة للغاية إلى تجنب حدوث إنقلاب أو فوضى، نظراً لأن كلاهما لن يكون في صالح البلاد أو المنطقة بأسرها، مشددًا على أهمية الحوار قائلاً: أتمنى أن نحصد قريباً ثمار هذا الحوار نظراً لأن سيناريو الفوضى أو سيناريو الإنقلاب لن يكونا في صالح مصر أو المنطقة بأسرها، وأضاف: أعتقد أن الجيش سوف يتدخل إذا ما خرجت الأمور تماماً عن نطاق السيطرة، وأنا أشعر بالإرتياح إزاء إلتزام الجيش بضبط النفس، والواقع أن أفراد الجيش وفروا الحماية الكاملة للمتظاهرين، وكانت العلاقة بين الطرفين علاقة صداقة وود، وفي نهاية المطاف فإن هؤلاء المتظاهرين هم أبناؤنا وأنا سعيد إزاء قيام الجيش حتى الآن بمثل هذا الدور. وعن ما جاء في سياق المقابلة الحصرية التي أجراها الرئيس حسني مبارك مؤخرًا مع إحدى الشبكات التليفزيونية الأمريكية، والتي أعلن فيها أنه يود أن يتخلى عن منصبه، ولكنه يخشى من حدوث فوضى، قال رضوان: أعتقد أن الرئيس مبارك سوف يقول الآن نفس الشىء، وأنه يسعى إلى تفادي حدوث سيناريو الفوضى، ويجب علينا أن ننظر إلى الأوضاع الراهنة في مصر.. فهناك حوار يُجرى مع مختلف وجهات النظر بما فيها الإخوان ومن ثم فان الأوضاع مختلفة تماما عما كانت عليه قبل 25 من يناير الماضي. فيما ذكر أن هناك تغييرات واضحة، ولننظر إلى الحزب الوطني الديمقراطي، فقد أصبح مختلفاً تماماً عما كان عليه من قبل، وفيما يتعلق بالحكومة الجديدة في مصر، فإنها تضمنت الكثير من الوجوه الجديدة من العناصر الإصلاحية المعروفة والذين يبذلون كل ما في وسعهم، مضيفًا أن سوق الأوراق المالية وحدها تعرضت لخسائر تتراوح مابين 70 إلى 80 مليار جنيه، في حين بلغت خسائرنا نحو 1.2 مليون سائح كانوا متواجدين في مصر واضطروا إلى المغادرة، كما أن هناك إنخفاضاً في تحويلات المصريين من الخارج وقد قمنا بإنشاء صندوق لتعويض المتضررين من الأحداث الراهنة، كما أن هناك توقفاً في عمليات التصدير وهو ما يضيف أعباء جديدة على الأوضاع الإقتصادية في مصر. وحول احتمال إغلاق قناة السويس التي تمثل شرياناً مهماً للمواصلات البحرية في العالم، أوضح رضوان أن مصر سوف تبذل قصارى جهدها من أجل استمرار هذا الممر الحيوي المهم مفتوحاً أمام الملاحة البحرية وليس هناك والحمد لله أية مشاكل حتى الآن، وقمنا باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية من أجل تفادي حدوث عمليات تخريب من الخارج لقناة السويس، مؤكدا على أن قناة السويس آمنة والجيش المصري سيبذل كل ما في وسعه من أجل الإبقاء عليها مفتوحة.