وزير الهجرة تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    محافظ الغربية يتابع استعدادات المركز التكنولوجي لاستقبال طلبات التصالح في مخالفات البناء    الدكتور أشرف غراب يكتب: حقوق الإنسان.. والادعاءات الزائفة    الهاني سليمان: فزنا على الزمالك رغم الغيابات.. ولعبنا جيدا بعد طرد حسام حسن    دمياط تستعد لاستقبال شم النسيم.. ورأس البر تتزين لاستقبال روادها    بعد خضوعه للعلاج ب «الكيماوي».. محمد عبده: "أنا بخير وفي مرحلة التعافي"    «ابعتها لحبايبك».. أفضل رسائل التهنئة ب عيد شم النسيم 2024    فيديو.. محمد عبده يبكي خلال حديثه عن إصابته بالسرطان: هذا من محبة الله    مجانا.. تقديم خدمات المبادرات الرئاسية بكنائس قنا خلال الأعياد    «لو منعناه هيتباع سوق سوداء».. «الصحة» تحذر المواطنين من الأسماك المملحة خاصة الفسيخ    .تنسيق الأدوار القذرة .. قوات عباس تقتل المقاوم المطارد أحمد أبو الفول والصهاينة يقتحمون طولكرم وييغتالون 4 مقاومين    10 مايو.. انطلاق ملتقى الإسكندرية الأول للسرد العربي بمركز الإبداع    نجل الطبلاوي: والدي كان مدرسة فريدة في تلاوة القرآن الكريم    نتنياهو:‫ الحرب في غزة ستنتهي بانتصار واضح.. ومصممون على إعادة المحتجزين    «جالانت» يحث «نتنياهو» بقبول صفقة التبادل ويصفها ب«الجيدة» (تفاصيل)    الوزير الفضلي يتفقّد مشاريع منظومة "البيئة" في الشرقية ويلتقي عددًا من المواطنين بالمنطقة    الإسكان: إصدار 4 آلاف قرار وزاري لتخصيص قطع أراضي في المدن الجديدة    لوائح صارمة.. عقوبة الغش لطلاب الجامعات    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    ظهر على سطح المياه.. انتشال جثمان غريق قرية جاردن بسيدي كرير بعد يومين من البحث    والده مات بسببها منذ 10 سنوات.. خلافات على أرض زراعية تنهي حياة شاب في المنوفية    الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على موقع صوت أوروبا لبثه دعاية مؤيدة لروسيا    الهلال يطلب التتويج بالدوري السعودي في ملعب المملكة أرينا    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    لجميع المواد.. أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2024    روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا    طريقة عمل الميني بيتزا في المنزل بعجينة هشة وطرية    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    نقل مصابين اثنين من ضحايا حريق سوهاج إلى المستشفى الجامعي ببني سويف    تامر حبيب يعلن عن تعاون جديد مع منة شلبي    انطلاق مباراة ليفربول وتوتنهام.. محمد صلاح يقود الريدز    «أنا أهم من طه حسين».. يوسف زيدان يوضح تفاصيل حديثه عن عميد الأدب العربي    "صحة المنوفية" تتابع انتظام العمل وانتشار الفرق الطبية لتأمين الكنائس    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    رئيس مدينة مرسى مطروح يعلن جاهزية المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين لاستقبال طلبات التصالح    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    الحكومة الإسرائيلية تقرر وقف عمل شبكة قنوات الجزيرة    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    موعد استطلاع هلال ذي القعدة و إجازة عيد الأضحى 2024    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    لاعب فاركو يجري جراحة الرباط الصليبي    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مج.ازر في غزة راح ضحيتها 29 شهيدا    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفلام الحركة تهزم الكوميديا بالضربة القاضية
نشر في صوت البلد يوم 02 - 01 - 2018

جاء حجم الانتاج السينمائي المصري، خلال عام 2017 ملائماً لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية، ومقارنة مع سنوات أخرى سابقة، إذ تزايد حجم الإنتاج في السوق المصرية، فيما سيطرت الصبغة الكوميدية على معظمها، فمن بين نحو أربعين فيلماً طرحت في دور العرض المصرية، كان نحو عشرين منها في قالب كوميدي لكن الإقبال الجماهيري والإيرادات ذهبت إلى أفلام الأكشن والدراما.
تناول بعض تلك الأفلام قضية الإرهاب، لا سيما أنها الرائجة هذه الأيام بفعل الأعمال الإرهابية التي استهدفت مصر خلال السنوات الأخيرة، ومنها فيلم «الخلية» لأحمد عز والذي دارت أحداثه حول ضابط عمليات خاصة يقوم بالتصدي لأحد الإرهابيين. وكذلك فيلم محمد رمضان «جواب اعتقال» والذي تناول انضمام أحد الشباب إلى صفوف إحدى الجماعات الإرهابية، معتقداً أنها جهاد في سبيل الله. لكن تلك الأفلام لم تقدم معالجة عميقة لتلك الظاهرة، بل وظفتها لاستكمال العناصر الجاذبة
وانضم فيلم «دعدوش» إلى تلك القائمة، وتدور أحداثه في إطار كوميدي ساخر داخل معسكر إرهابي، حيث يتم تجنيد الشباب وإقناعهم بالانضمام للجماعة، والقيام بالعمليات الإرهابية، إلا أن العمل قدم معالجة أكثر سطحية وبدا أنه استغلال للرواج الجماهيري لتنظيم «داعش» وقام ببطولته هشام إسماعيل الذي اشتهر ونجح في بعض الأدوار التلفزيونية والسينمائية المساعدة مع الفنان أحمد مكي، فيما فشل في تحقيق النجاح المرجو حينما أسندت له البطولة المطلقة، ولم يصادف «دعدوش» النجاح وحقق إيرادات بلغت نحو 563.427 جنيه مصري فقط.
انتصار أفلام الحركة
إذاً، على رغم سطوة أفلام الكوميدية، ذهبت الإيرادات الكبرى، إلى أفلام الدراما والحركة التي كان لها الغلبة، وتصدرها وفقاً للإيردات التي أعلنت فيلم أحمد السقا «هروب اضطراري» والتي بلغت 55.551.644 جنيه مصري، وتلاه فيلم «الخلية» والتي بلغت نحو 54.510.353 جنيه مصري، بينما حقق الفيلم التاريخي «الكنز» مبلغ 19.090.421 جنيه مصري.
وفي المقابل، حقق فيلم «خير وبركة» الذي قام ببطولته نجما المسرح المصري علي ربيع ومحمد عبدالرحمن إيرادات بلغت 9.982.946 مليون جنيه، على رغم أنها كانت التجربة الأولى لهما في البطولة المطلقة، ليتفوقا على إيرادات نجم الكوميديا محمد هنيدي في فيلمه «عنتر ابن ابن ابن شداد»، والتي بلغت 7.389.648 مليون جنيه، وجاء بعده فيلم أحمد عيد «ياباني أصلي» بمبلغ 7.369.117 جنيه. بينما حقق فيلم «بث مباشر» لسامح حسين مبلغ 1.366.030 جنيه فقط. وعلى رغم أن فيلم «الشيخ جاكسون» طرح للعرض في الربع الأخير من 2017 إلا أن إجمالي إيراداته حتى الآن بلغت نحو 7.783.200 جنيه مصري.
ولئن كان للمطربين حضور واضح في دور العرض المصرية عبر أفلامهم وبينهم تامر حسني في الفيلم الكوميدي الرومانسي «تصبح على خير»، بينما حضر حمادة هلال بأدواره النمطية المتكررة من خلال «شنطة حمزة»، فإن هذا الحضور لم يكن على حجم المتوقّع.
كما فشل فيلم خالد سليم «كارت ميموري» وهو من الأفلام التي طرحت أخيراً، في تحقيق الإيرادات المنتظرة والتي بلغت نحو 117.102 جنيه فقط، وبعد غياب استمر نحو خمس سنوات عن السينما عاد المطرب مصطفى قمر من خلال فيلم «فين قلبي»، ويبقى نجاح المطربين الذي يسند لهم بطولة الأفلام محدوداً.
السينما المستقلة
بسبب ضعف الإنتاج السينمائي، وعجز شباب السينمائيين عن خوض تجاربهم الأولى، خلقت السينما المستقلة باباً رحباً لمساعدتهم في شق طريقهم نظراً إلى كلفتها الضئيلة، وأيضاً التحرر من اشتراطات المنتجين التي قد تمنعهم من تقديم رؤيتهم السينمائية.
ومن ثم صارت «السينما المستقلة» هي ملاذ أولئك المخرجين في ظل ركود السوق السينمائية وخضوعه لمعايير تجارية بحتة. ولجأ بعضهم للبحث عن جهات مانحة لإنتاجها، والبعض الآخر قد يلجأ إلى الكاميرا الديجتال.
على رغم أن تلك الأفلام لم تحظ بعد باهتمام كل شرائح الجمهور المصري، ربما لكونها ذات سمة نخبوية، لكنها حققت نجاحاً مشهوداً على صعيد المهرجانات الدولية وجاء على رأسها فيلم «أخضر يابس»، وهو التجربة الأولى للمخرج محمد حماد والذي حصد عدداً كبيراً من الجوائز في المهرجانات الدولية. لكنه لم يحقق عند عرضه سوى 111.127 جنيه مصري.
ولمع هذا العام عدد من أسماء صناع تلك السينما وبينهم المخرج محمود لطفي عبر فيلم «صيف تجريبي»، وكذلك كوثر يونس عبر فيلمها «هدية من الماضي»، والتي رصدت من خلاله عبر «كاميرا رقمية» تجربة حب سابقة في حياة والدها.
وعلى الصعيد الرسمي، أبدت الدولة اهتمام ملموساً بالسينما المستقلة، إذ وقع نقيب المهن السينمائية المصرية ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب مسعد فودة، مع رئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائري أحمد شنة، اتفاقية تقضي بتنظيم مهرجان سينمائي للأفلام المستقلة وأفلام الشباب في مصر والجزائر والدول العربية، في ما يعد اتجاهاً جديداً للاهتمام بها.
المهرجانات
وفي خريطة المهرجانات المصرية، للمرة الأولى يعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن عدم مشاركة فيلم مصري في مسابقته الرسمية، إذ غابت للمرة الأولى عن المنافسة الرسمية والدولية في دورته التاسعة والثلاثين، بينما جاء المشاركة المصرية في مهرجان دبي الأخير على استحياء، فلم يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالدورة ال14 سوى فيلم واحد هو «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي، حيث فازت المصرية منحة البطراوي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.
بينما شارك فيلمان مصريان على هامش المهرجان ضمن قسم «ليال عربية»، هما «طلق صناعي» و «بلاش تبوسني». فيما شهد عام 2017 انطلاق الدورة الأولى من مهرجان أسوان لسينما المرأة والذي ضم أفلاماً تتناول قضايا المرأة، وأخرى من صناعتها.
وشهد هذا العام ظهوراً جديداً للمهرجانات الخاصة على خط المنافسة مع المهرجانات التي ترعاها الدولة وتصدّرها «مهرجان الجونة السينمائي» الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس وحقق نجاحاً لافتاً واستطاع استقطاب نجوم عالميين، والخروج في شكل مغاير، ربما هذا النجاح هو ما دفع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لتطوير دورته عبر استقطاب رعاة جدد هي قناة «دي إم سي»، فبدت دورة هذا العام مختلفة عبر استضافة نجوم عالميين وبينهم هلاري سوانك ونيكولاس كيدج.
فيما سادت حالة من التخبط والفشل الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الأفريقي الآسيوي للسينما والفنون والسياحة، وهو أحد المهرجانات الخاصة وترأسته الفنانة سهير المرشدي، ليفشل فشلاً ذريعاً بسبب سوء الإدارة والتنظيم، وينتهي قبل أن يبدأ.
العائدون إلى الحلبة
شهدت هذا العام عودة المخرج السينمائي خالد يوسف إلى بلاتوهات السينما بعد غياب امتد سبع سنوات، بفعل انشغاله بالسياسة، منذ آخر أفلامه «كف القمر». وقد انتهى أخيراً من تصوير فيلم «كارما».
وشهد هذا العام عودة نجم الكوميديا محمد هنيدي للساحة السينمائية إلا أنها كانت متواضعة، بينما جاءت 2017 بمثابة ميلاد فني جديد للفنان الكوميدي محمد سعد عبر فيلم «الكنز»، والذي انسلخ خلالها عن جلده وأدواره المبتذلة التي لم تعد تحظى بالنجاح الجماهيري السابق، وربما طمست موهبته في فترة من الفترات.
وأطل من جديد الفنان الكوميدي أحمد آدم عبر «القرموطي في خط النار» بعد غياب لسنوات، إذ كان آخر أفلامه «شعبان الفارس» عام 2008، إلا أنها أتت بدورها عودة متواضعة دون إضافة.
وترقب الجمهور خوض المطرب عمرو دياب لتجربة سينمائية عبر فيلم «الشهرة» عقب إعلانه التوقيع مع المنتج تامر مرسي، وكان مقرراً طرح الفيلم خلال موسم عيد الفطر أو عيد الأضحى، وكان السيناريست محمد حفظي قد أكد ل»الحياة» أنه انتهى فعليا من كتابة هذا العمل إلا أن الفيلم لم يخرج للنور، ولم يتم البدء على صناعته، ليظل هو العمل السينمائي المؤجل للمطرب الشهير إلى أجل غير مسمى.
الراحلون
وأخيرا، أبى عام 2017 أن ينقضي من دون أن يفجع الجمهور المصري برحيل محبوبته شادية (86 عاماً)، والتي عرفت ب «دلوعة السينما المصري» واعتزلت خلال حقبة الثمانينات لتتوارى عن الأنظار رافضة الظهور إلى الأبد. كما فقدت السينما عدداً من مبدعيها وبينهم المخرج محمد راضي الذي عرف بإخراجه الأفلام الحربية التي تتناول بطولات الجيش المصري وبينها «أبناء الصمت» و «العمر لحظة» و «حائط البطولات».
كما رحل المخرج محمد كامل القليوبي في شباط (فبراير) هذا العام، وهو أكاديمي وكاتب سيناريو ومخرج، أثرى الحياة الفنية بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، ومن أبرز أفلامه التي أخرجها «خريف آدم»، «اتفرج يا سلام»، «أحلام مسروقة»، وهو مؤلف أفلام «ثلاثة على الطريق» و «البحر بيضحك ليه».
وكذلك ودع المصريون الكاتب محفوظ عبدالرحمن الذي كتب عدداً من الأعمال السينمائية لا سيما التاريخية منها بينها فيلم «القادسية»، و «ناصر56»، و «حليم».
كما رحلت الفنانة كريمة مختار التي اشتهرت بأداء الأم المصرية ومنها «الحفيد» و «أميرة حبي أنا»، و «الشيطان يعظ»، وأخيرها «ساعة ونصف». وودع الوسط الثقافي والسينمائي الناقد سمير فريد (73 عاماً) أحد أبرز النقاد العرب، وقد بلغت مؤلفاته السينمائية نحو 50 إصداراً تم ترجمة بعضها.
انتصار أفلام الحركة
إذاً، على رغم سطوة أفلام الكوميدية، ذهبت الإيرادات الكبرى، إلى أفلام الدراما والحركة التي كان لها الغلبة، وتصدرها وفقاً للإيردات التي أعلنت فيلم أحمد السقا «هروب اضطراري» والتي بلغت 55.551.644 جنيه مصري، وتلاه فيلم «الخلية» والتي بلغت نحو 54.510.353 جنيه مصري، بينما حقق الفيلم التاريخي «الكنز» مبلغ 19.090.421 جنيه مصري.
وفي المقابل، حقق فيلم «خير وبركة» الذي قام ببطولته نجما المسرح المصري علي ربيع ومحمد عبدالرحمن إيرادات بلغت 9.982.946 مليون جنيه، على رغم أنها كانت التجربة الأولى لهما في البطولة المطلقة، ليتفوقا على إيرادات نجم الكوميديا محمد هنيدي في فيلمه «عنتر ابن ابن ابن شداد»، والتي بلغت 7.389.648 مليون جنيه، وجاء بعده فيلم أحمد عيد «ياباني أصلي» بمبلغ 7.369.117 جنيه. بينما حقق فيلم «بث مباشر» لسامح حسين مبلغ 1.366.030 جنيه فقط. وعلى رغم أن فيلم «الشيخ جاكسون» طرح للعرض في الربع الأخير من 2017 إلا أن إجمالي إيراداته حتى الآن بلغت نحو 7.783.200 جنيه مصري.
ولئن كان للمطربين حضور واضح في دور العرض المصرية عبر أفلامهم وبينهم تامر حسني في الفيلم الكوميدي الرومانسي «تصبح على خير»، بينما حضر حمادة هلال بأدواره النمطية المتكررة من خلال «شنطة حمزة»، فإن هذا الحضور لم يكن على حجم المتوقّع.
كما فشل فيلم خالد سليم «كارت ميموري» وهو من الأفلام التي طرحت أخيراً، في تحقيق الإيرادات المنتظرة والتي بلغت نحو 117.102 جنيه فقط، وبعد غياب استمر نحو خمس سنوات عن السينما عاد المطرب مصطفى قمر من خلال فيلم «فين قلبي»، ويبقى نجاح المطربين الذي يسند لهم بطولة الأفلام محدوداً.
السينما المستقلة
بسبب ضعف الإنتاج السينمائي، وعجز شباب السينمائيين عن خوض تجاربهم الأولى، خلقت السينما المستقلة باباً رحباً لمساعدتهم في شق طريقهم نظراً إلى كلفتها الضئيلة، وأيضاً التحرر من اشتراطات المنتجين التي قد تمنعهم من تقديم رؤيتهم السينمائية.
ومن ثم صارت «السينما المستقلة» هي ملاذ أولئك المخرجين في ظل ركود السوق السينمائية وخضوعه لمعايير تجارية بحتة. ولجأ بعضهم للبحث عن جهات مانحة لإنتاجها، والبعض الآخر قد يلجأ إلى الكاميرا الديجتال.
على رغم أن تلك الأفلام لم تحظ بعد باهتمام كل شرائح الجمهور المصري، ربما لكونها ذات سمة نخبوية، لكنها حققت نجاحاً مشهوداً على صعيد المهرجانات الدولية وجاء على رأسها فيلم «أخضر يابس»، وهو التجربة الأولى للمخرج محمد حماد والذي حصد عدداً كبيراً من الجوائز في المهرجانات الدولية. لكنه لم يحقق عند عرضه سوى 111.127 جنيه مصري.
ولمع هذا العام عدد من أسماء صناع تلك السينما وبينهم المخرج محمود لطفي عبر فيلم «صيف تجريبي»، وكذلك كوثر يونس عبر فيلمها «هدية من الماضي»، والتي رصدت من خلاله عبر «كاميرا رقمية» تجربة حب سابقة في حياة والدها.
وعلى الصعيد الرسمي، أبدت الدولة اهتمام ملموساً بالسينما المستقلة، إذ وقع نقيب المهن السينمائية المصرية ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب مسعد فودة، مع رئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائري أحمد شنة، اتفاقية تقضي بتنظيم مهرجان سينمائي للأفلام المستقلة وأفلام الشباب في مصر والجزائر والدول العربية، في ما يعد اتجاهاً جديداً للاهتمام بها.
المهرجانات
وفي خريطة المهرجانات المصرية، للمرة الأولى يعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن عدم مشاركة فيلم مصري في مسابقته الرسمية، إذ غابت للمرة الأولى عن المنافسة الرسمية والدولية في دورته التاسعة والثلاثين، بينما جاء المشاركة المصرية في مهرجان دبي الأخير على استحياء، فلم يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالدورة ال14 سوى فيلم واحد هو «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي، حيث فازت المصرية منحة البطراوي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.
بينما شارك فيلمان مصريان على هامش المهرجان ضمن قسم «ليال عربية»، هما «طلق صناعي» و «بلاش تبوسني». فيما شهد عام 2017 انطلاق الدورة الأولى من مهرجان أسوان لسينما المرأة والذي ضم أفلاماً تتناول قضايا المرأة، وأخرى من صناعتها.
وشهد هذا العام ظهوراً جديداً للمهرجانات الخاصة على خط المنافسة مع المهرجانات التي ترعاها الدولة وتصدّرها «مهرجان الجونة السينمائي» الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس وحقق نجاحاً لافتاً واستطاع استقطاب نجوم عالميين، والخروج في شكل مغاير، ربما هذا النجاح هو ما دفع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لتطوير دورته عبر استقطاب رعاة جدد هي قناة «دي إم سي»، فبدت دورة هذا العام مختلفة عبر استضافة نجوم عالميين وبينهم هلاري سوانك ونيكولاس كيدج.
فيما سادت حالة من التخبط والفشل الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الأفريقي الآسيوي للسينما والفنون والسياحة، وهو أحد المهرجانات الخاصة وترأسته الفنانة سهير المرشدي، ليفشل فشلاً ذريعاً بسبب سوء الإدارة والتنظيم، وينتهي قبل أن يبدأ.
العائدون إلى الحلبة
شهدت هذا العام عودة المخرج السينمائي خالد يوسف إلى بلاتوهات السينما بعد غياب امتد سبع سنوات، بفعل انشغاله بالسياسة، منذ آخر أفلامه «كف القمر». وقد انتهى أخيراً من تصوير فيلم «كارما».
وشهد هذا العام عودة نجم الكوميديا محمد هنيدي للساحة السينمائية إلا أنها كانت متواضعة، بينما جاءت 2017 بمثابة ميلاد فني جديد للفنان الكوميدي محمد سعد عبر فيلم «الكنز»، والذي انسلخ خلالها عن جلده وأدواره المبتذلة التي لم تعد تحظى بالنجاح الجماهيري السابق، وربما طمست موهبته في فترة من الفترات.
وأطل من جديد الفنان الكوميدي أحمد آدم عبر «القرموطي في خط النار» بعد غياب لسنوات، إذ كان آخر أفلامه «شعبان الفارس» عام 2008، إلا أنها أتت بدورها عودة متواضعة دون إضافة.
وترقب الجمهور خوض المطرب عمرو دياب لتجربة سينمائية عبر فيلم «الشهرة» عقب إعلانه التوقيع مع المنتج تامر مرسي، وكان مقرراً طرح الفيلم خلال موسم عيد الفطر أو عيد الأضحى، وكان السيناريست محمد حفظي قد أكد ل»الحياة» أنه انتهى فعليا من كتابة هذا العمل إلا أن الفيلم لم يخرج للنور، ولم يتم البدء على صناعته، ليظل هو العمل السينمائي المؤجل للمطرب الشهير إلى أجل غير مسمى.
الراحلون
وأخيرا، أبى عام 2017 أن ينقضي من دون أن يفجع الجمهور المصري برحيل محبوبته شادية (86 عاماً)، والتي عرفت ب «دلوعة السينما المصري» واعتزلت خلال حقبة الثمانينات لتتوارى عن الأنظار رافضة الظهور إلى الأبد. كما فقدت السينما عدداً من مبدعيها وبينهم المخرج محمد راضي الذي عرف بإخراجه الأفلام الحربية التي تتناول بطولات الجيش المصري وبينها «أبناء الصمت» و «العمر لحظة» و «حائط البطولات».
كما رحل المخرج محمد كامل القليوبي في شباط (فبراير) هذا العام، وهو أكاديمي وكاتب سيناريو ومخرج، أثرى الحياة الفنية بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، ومن أبرز أفلامه التي أخرجها «خريف آدم»، «اتفرج يا سلام»، «أحلام مسروقة»، وهو مؤلف أفلام «ثلاثة على الطريق» و «البحر بيضحك ليه».
وكذلك ودع المصريون الكاتب محفوظ عبدالرحمن الذي كتب عدداً من الأعمال السينمائية لا سيما التاريخية منها بينها فيلم «القادسية»، و «ناصر56»، و «حليم».
كما رحلت الفنانة كريمة مختار التي اشتهرت بأداء الأم المصرية ومنها «الحفيد» و «أميرة حبي أنا»، و «الشيطان يعظ»، وأخيرها «ساعة ونصف». وودع الوسط الثقافي والسينمائي الناقد سمير فريد (73 عاماً) أحد أبرز النقاد العرب، وقد بلغت مؤلفاته السينمائية نحو 50 إصداراً تم ترجمة بعضها.
جاء حجم الانتاج السينمائي المصري، خلال عام 2017 ملائماً لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية، ومقارنة مع سنوات أخرى سابقة، إذ تزايد حجم الإنتاج في السوق المصرية، فيما سيطرت الصبغة الكوميدية على معظمها، فمن بين نحو أربعين فيلماً طرحت في دور العرض المصرية، كان نحو عشرين منها في قالب كوميدي لكن الإقبال الجماهيري والإيرادات ذهبت إلى أفلام الأكشن والدراما.
تناول بعض تلك الأفلام قضية الإرهاب، لا سيما أنها الرائجة هذه الأيام بفعل الأعمال الإرهابية التي استهدفت مصر خلال السنوات الأخيرة، ومنها فيلم «الخلية» لأحمد عز والذي دارت أحداثه حول ضابط عمليات خاصة يقوم بالتصدي لأحد الإرهابيين. وكذلك فيلم محمد رمضان «جواب اعتقال» والذي تناول انضمام أحد الشباب إلى صفوف إحدى الجماعات الإرهابية، معتقداً أنها جهاد في سبيل الله. لكن تلك الأفلام لم تقدم معالجة عميقة لتلك الظاهرة، بل وظفتها لاستكمال العناصر الجاذبة
وانضم فيلم «دعدوش» إلى تلك القائمة، وتدور أحداثه في إطار كوميدي ساخر داخل معسكر إرهابي، حيث يتم تجنيد الشباب وإقناعهم بالانضمام للجماعة، والقيام بالعمليات الإرهابية، إلا أن العمل قدم معالجة أكثر سطحية وبدا أنه استغلال للرواج الجماهيري لتنظيم «داعش» وقام ببطولته هشام إسماعيل الذي اشتهر ونجح في بعض الأدوار التلفزيونية والسينمائية المساعدة مع الفنان أحمد مكي، فيما فشل في تحقيق النجاح المرجو حينما أسندت له البطولة المطلقة، ولم يصادف «دعدوش» النجاح وحقق إيرادات بلغت نحو 563.427 جنيه مصري فقط.
انتصار أفلام الحركة
إذاً، على رغم سطوة أفلام الكوميدية، ذهبت الإيرادات الكبرى، إلى أفلام الدراما والحركة التي كان لها الغلبة، وتصدرها وفقاً للإيردات التي أعلنت فيلم أحمد السقا «هروب اضطراري» والتي بلغت 55.551.644 جنيه مصري، وتلاه فيلم «الخلية» والتي بلغت نحو 54.510.353 جنيه مصري، بينما حقق الفيلم التاريخي «الكنز» مبلغ 19.090.421 جنيه مصري.
وفي المقابل، حقق فيلم «خير وبركة» الذي قام ببطولته نجما المسرح المصري علي ربيع ومحمد عبدالرحمن إيرادات بلغت 9.982.946 مليون جنيه، على رغم أنها كانت التجربة الأولى لهما في البطولة المطلقة، ليتفوقا على إيرادات نجم الكوميديا محمد هنيدي في فيلمه «عنتر ابن ابن ابن شداد»، والتي بلغت 7.389.648 مليون جنيه، وجاء بعده فيلم أحمد عيد «ياباني أصلي» بمبلغ 7.369.117 جنيه. بينما حقق فيلم «بث مباشر» لسامح حسين مبلغ 1.366.030 جنيه فقط. وعلى رغم أن فيلم «الشيخ جاكسون» طرح للعرض في الربع الأخير من 2017 إلا أن إجمالي إيراداته حتى الآن بلغت نحو 7.783.200 جنيه مصري.
ولئن كان للمطربين حضور واضح في دور العرض المصرية عبر أفلامهم وبينهم تامر حسني في الفيلم الكوميدي الرومانسي «تصبح على خير»، بينما حضر حمادة هلال بأدواره النمطية المتكررة من خلال «شنطة حمزة»، فإن هذا الحضور لم يكن على حجم المتوقّع.
كما فشل فيلم خالد سليم «كارت ميموري» وهو من الأفلام التي طرحت أخيراً، في تحقيق الإيرادات المنتظرة والتي بلغت نحو 117.102 جنيه فقط، وبعد غياب استمر نحو خمس سنوات عن السينما عاد المطرب مصطفى قمر من خلال فيلم «فين قلبي»، ويبقى نجاح المطربين الذي يسند لهم بطولة الأفلام محدوداً.
السينما المستقلة
بسبب ضعف الإنتاج السينمائي، وعجز شباب السينمائيين عن خوض تجاربهم الأولى، خلقت السينما المستقلة باباً رحباً لمساعدتهم في شق طريقهم نظراً إلى كلفتها الضئيلة، وأيضاً التحرر من اشتراطات المنتجين التي قد تمنعهم من تقديم رؤيتهم السينمائية.
ومن ثم صارت «السينما المستقلة» هي ملاذ أولئك المخرجين في ظل ركود السوق السينمائية وخضوعه لمعايير تجارية بحتة. ولجأ بعضهم للبحث عن جهات مانحة لإنتاجها، والبعض الآخر قد يلجأ إلى الكاميرا الديجتال.
على رغم أن تلك الأفلام لم تحظ بعد باهتمام كل شرائح الجمهور المصري، ربما لكونها ذات سمة نخبوية، لكنها حققت نجاحاً مشهوداً على صعيد المهرجانات الدولية وجاء على رأسها فيلم «أخضر يابس»، وهو التجربة الأولى للمخرج محمد حماد والذي حصد عدداً كبيراً من الجوائز في المهرجانات الدولية. لكنه لم يحقق عند عرضه سوى 111.127 جنيه مصري.
ولمع هذا العام عدد من أسماء صناع تلك السينما وبينهم المخرج محمود لطفي عبر فيلم «صيف تجريبي»، وكذلك كوثر يونس عبر فيلمها «هدية من الماضي»، والتي رصدت من خلاله عبر «كاميرا رقمية» تجربة حب سابقة في حياة والدها.
وعلى الصعيد الرسمي، أبدت الدولة اهتمام ملموساً بالسينما المستقلة، إذ وقع نقيب المهن السينمائية المصرية ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب مسعد فودة، مع رئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائري أحمد شنة، اتفاقية تقضي بتنظيم مهرجان سينمائي للأفلام المستقلة وأفلام الشباب في مصر والجزائر والدول العربية، في ما يعد اتجاهاً جديداً للاهتمام بها.
المهرجانات
وفي خريطة المهرجانات المصرية، للمرة الأولى يعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن عدم مشاركة فيلم مصري في مسابقته الرسمية، إذ غابت للمرة الأولى عن المنافسة الرسمية والدولية في دورته التاسعة والثلاثين، بينما جاء المشاركة المصرية في مهرجان دبي الأخير على استحياء، فلم يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالدورة ال14 سوى فيلم واحد هو «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي، حيث فازت المصرية منحة البطراوي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.
بينما شارك فيلمان مصريان على هامش المهرجان ضمن قسم «ليال عربية»، هما «طلق صناعي» و «بلاش تبوسني». فيما شهد عام 2017 انطلاق الدورة الأولى من مهرجان أسوان لسينما المرأة والذي ضم أفلاماً تتناول قضايا المرأة، وأخرى من صناعتها.
وشهد هذا العام ظهوراً جديداً للمهرجانات الخاصة على خط المنافسة مع المهرجانات التي ترعاها الدولة وتصدّرها «مهرجان الجونة السينمائي» الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس وحقق نجاحاً لافتاً واستطاع استقطاب نجوم عالميين، والخروج في شكل مغاير، ربما هذا النجاح هو ما دفع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لتطوير دورته عبر استقطاب رعاة جدد هي قناة «دي إم سي»، فبدت دورة هذا العام مختلفة عبر استضافة نجوم عالميين وبينهم هلاري سوانك ونيكولاس كيدج.
فيما سادت حالة من التخبط والفشل الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الأفريقي الآسيوي للسينما والفنون والسياحة، وهو أحد المهرجانات الخاصة وترأسته الفنانة سهير المرشدي، ليفشل فشلاً ذريعاً بسبب سوء الإدارة والتنظيم، وينتهي قبل أن يبدأ.
العائدون إلى الحلبة
شهدت هذا العام عودة المخرج السينمائي خالد يوسف إلى بلاتوهات السينما بعد غياب امتد سبع سنوات، بفعل انشغاله بالسياسة، منذ آخر أفلامه «كف القمر». وقد انتهى أخيراً من تصوير فيلم «كارما».
وشهد هذا العام عودة نجم الكوميديا محمد هنيدي للساحة السينمائية إلا أنها كانت متواضعة، بينما جاءت 2017 بمثابة ميلاد فني جديد للفنان الكوميدي محمد سعد عبر فيلم «الكنز»، والذي انسلخ خلالها عن جلده وأدواره المبتذلة التي لم تعد تحظى بالنجاح الجماهيري السابق، وربما طمست موهبته في فترة من الفترات.
وأطل من جديد الفنان الكوميدي أحمد آدم عبر «القرموطي في خط النار» بعد غياب لسنوات، إذ كان آخر أفلامه «شعبان الفارس» عام 2008، إلا أنها أتت بدورها عودة متواضعة دون إضافة.
وترقب الجمهور خوض المطرب عمرو دياب لتجربة سينمائية عبر فيلم «الشهرة» عقب إعلانه التوقيع مع المنتج تامر مرسي، وكان مقرراً طرح الفيلم خلال موسم عيد الفطر أو عيد الأضحى، وكان السيناريست محمد حفظي قد أكد ل»الحياة» أنه انتهى فعليا من كتابة هذا العمل إلا أن الفيلم لم يخرج للنور، ولم يتم البدء على صناعته، ليظل هو العمل السينمائي المؤجل للمطرب الشهير إلى أجل غير مسمى.
الراحلون
وأخيرا، أبى عام 2017 أن ينقضي من دون أن يفجع الجمهور المصري برحيل محبوبته شادية (86 عاماً)، والتي عرفت ب «دلوعة السينما المصري» واعتزلت خلال حقبة الثمانينات لتتوارى عن الأنظار رافضة الظهور إلى الأبد. كما فقدت السينما عدداً من مبدعيها وبينهم المخرج محمد راضي الذي عرف بإخراجه الأفلام الحربية التي تتناول بطولات الجيش المصري وبينها «أبناء الصمت» و «العمر لحظة» و «حائط البطولات».
كما رحل المخرج محمد كامل القليوبي في شباط (فبراير) هذا العام، وهو أكاديمي وكاتب سيناريو ومخرج، أثرى الحياة الفنية بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، ومن أبرز أفلامه التي أخرجها «خريف آدم»، «اتفرج يا سلام»، «أحلام مسروقة»، وهو مؤلف أفلام «ثلاثة على الطريق» و «البحر بيضحك ليه».
وكذلك ودع المصريون الكاتب محفوظ عبدالرحمن الذي كتب عدداً من الأعمال السينمائية لا سيما التاريخية منها بينها فيلم «القادسية»، و «ناصر56»، و «حليم».
كما رحلت الفنانة كريمة مختار التي اشتهرت بأداء الأم المصرية ومنها «الحفيد» و «أميرة حبي أنا»، و «الشيطان يعظ»، وأخيرها «ساعة ونصف». وودع الوسط الثقافي والسينمائي الناقد سمير فريد (73 عاماً) أحد أبرز النقاد العرب، وقد بلغت مؤلفاته السينمائية نحو 50 إصداراً تم ترجمة بعضها.
انتصار أفلام الحركة
إذاً، على رغم سطوة أفلام الكوميدية، ذهبت الإيرادات الكبرى، إلى أفلام الدراما والحركة التي كان لها الغلبة، وتصدرها وفقاً للإيردات التي أعلنت فيلم أحمد السقا «هروب اضطراري» والتي بلغت 55.551.644 جنيه مصري، وتلاه فيلم «الخلية» والتي بلغت نحو 54.510.353 جنيه مصري، بينما حقق الفيلم التاريخي «الكنز» مبلغ 19.090.421 جنيه مصري.
وفي المقابل، حقق فيلم «خير وبركة» الذي قام ببطولته نجما المسرح المصري علي ربيع ومحمد عبدالرحمن إيرادات بلغت 9.982.946 مليون جنيه، على رغم أنها كانت التجربة الأولى لهما في البطولة المطلقة، ليتفوقا على إيرادات نجم الكوميديا محمد هنيدي في فيلمه «عنتر ابن ابن ابن شداد»، والتي بلغت 7.389.648 مليون جنيه، وجاء بعده فيلم أحمد عيد «ياباني أصلي» بمبلغ 7.369.117 جنيه. بينما حقق فيلم «بث مباشر» لسامح حسين مبلغ 1.366.030 جنيه فقط. وعلى رغم أن فيلم «الشيخ جاكسون» طرح للعرض في الربع الأخير من 2017 إلا أن إجمالي إيراداته حتى الآن بلغت نحو 7.783.200 جنيه مصري.
ولئن كان للمطربين حضور واضح في دور العرض المصرية عبر أفلامهم وبينهم تامر حسني في الفيلم الكوميدي الرومانسي «تصبح على خير»، بينما حضر حمادة هلال بأدواره النمطية المتكررة من خلال «شنطة حمزة»، فإن هذا الحضور لم يكن على حجم المتوقّع.
كما فشل فيلم خالد سليم «كارت ميموري» وهو من الأفلام التي طرحت أخيراً، في تحقيق الإيرادات المنتظرة والتي بلغت نحو 117.102 جنيه فقط، وبعد غياب استمر نحو خمس سنوات عن السينما عاد المطرب مصطفى قمر من خلال فيلم «فين قلبي»، ويبقى نجاح المطربين الذي يسند لهم بطولة الأفلام محدوداً.
السينما المستقلة
بسبب ضعف الإنتاج السينمائي، وعجز شباب السينمائيين عن خوض تجاربهم الأولى، خلقت السينما المستقلة باباً رحباً لمساعدتهم في شق طريقهم نظراً إلى كلفتها الضئيلة، وأيضاً التحرر من اشتراطات المنتجين التي قد تمنعهم من تقديم رؤيتهم السينمائية.
ومن ثم صارت «السينما المستقلة» هي ملاذ أولئك المخرجين في ظل ركود السوق السينمائية وخضوعه لمعايير تجارية بحتة. ولجأ بعضهم للبحث عن جهات مانحة لإنتاجها، والبعض الآخر قد يلجأ إلى الكاميرا الديجتال.
على رغم أن تلك الأفلام لم تحظ بعد باهتمام كل شرائح الجمهور المصري، ربما لكونها ذات سمة نخبوية، لكنها حققت نجاحاً مشهوداً على صعيد المهرجانات الدولية وجاء على رأسها فيلم «أخضر يابس»، وهو التجربة الأولى للمخرج محمد حماد والذي حصد عدداً كبيراً من الجوائز في المهرجانات الدولية. لكنه لم يحقق عند عرضه سوى 111.127 جنيه مصري.
ولمع هذا العام عدد من أسماء صناع تلك السينما وبينهم المخرج محمود لطفي عبر فيلم «صيف تجريبي»، وكذلك كوثر يونس عبر فيلمها «هدية من الماضي»، والتي رصدت من خلاله عبر «كاميرا رقمية» تجربة حب سابقة في حياة والدها.
وعلى الصعيد الرسمي، أبدت الدولة اهتمام ملموساً بالسينما المستقلة، إذ وقع نقيب المهن السينمائية المصرية ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب مسعد فودة، مع رئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائري أحمد شنة، اتفاقية تقضي بتنظيم مهرجان سينمائي للأفلام المستقلة وأفلام الشباب في مصر والجزائر والدول العربية، في ما يعد اتجاهاً جديداً للاهتمام بها.
المهرجانات
وفي خريطة المهرجانات المصرية، للمرة الأولى يعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن عدم مشاركة فيلم مصري في مسابقته الرسمية، إذ غابت للمرة الأولى عن المنافسة الرسمية والدولية في دورته التاسعة والثلاثين، بينما جاء المشاركة المصرية في مهرجان دبي الأخير على استحياء، فلم يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالدورة ال14 سوى فيلم واحد هو «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي، حيث فازت المصرية منحة البطراوي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.
بينما شارك فيلمان مصريان على هامش المهرجان ضمن قسم «ليال عربية»، هما «طلق صناعي» و «بلاش تبوسني». فيما شهد عام 2017 انطلاق الدورة الأولى من مهرجان أسوان لسينما المرأة والذي ضم أفلاماً تتناول قضايا المرأة، وأخرى من صناعتها.
وشهد هذا العام ظهوراً جديداً للمهرجانات الخاصة على خط المنافسة مع المهرجانات التي ترعاها الدولة وتصدّرها «مهرجان الجونة السينمائي» الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس وحقق نجاحاً لافتاً واستطاع استقطاب نجوم عالميين، والخروج في شكل مغاير، ربما هذا النجاح هو ما دفع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لتطوير دورته عبر استقطاب رعاة جدد هي قناة «دي إم سي»، فبدت دورة هذا العام مختلفة عبر استضافة نجوم عالميين وبينهم هلاري سوانك ونيكولاس كيدج.
فيما سادت حالة من التخبط والفشل الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الأفريقي الآسيوي للسينما والفنون والسياحة، وهو أحد المهرجانات الخاصة وترأسته الفنانة سهير المرشدي، ليفشل فشلاً ذريعاً بسبب سوء الإدارة والتنظيم، وينتهي قبل أن يبدأ.
العائدون إلى الحلبة
شهدت هذا العام عودة المخرج السينمائي خالد يوسف إلى بلاتوهات السينما بعد غياب امتد سبع سنوات، بفعل انشغاله بالسياسة، منذ آخر أفلامه «كف القمر». وقد انتهى أخيراً من تصوير فيلم «كارما».
وشهد هذا العام عودة نجم الكوميديا محمد هنيدي للساحة السينمائية إلا أنها كانت متواضعة، بينما جاءت 2017 بمثابة ميلاد فني جديد للفنان الكوميدي محمد سعد عبر فيلم «الكنز»، والذي انسلخ خلالها عن جلده وأدواره المبتذلة التي لم تعد تحظى بالنجاح الجماهيري السابق، وربما طمست موهبته في فترة من الفترات.
وأطل من جديد الفنان الكوميدي أحمد آدم عبر «القرموطي في خط النار» بعد غياب لسنوات، إذ كان آخر أفلامه «شعبان الفارس» عام 2008، إلا أنها أتت بدورها عودة متواضعة دون إضافة.
وترقب الجمهور خوض المطرب عمرو دياب لتجربة سينمائية عبر فيلم «الشهرة» عقب إعلانه التوقيع مع المنتج تامر مرسي، وكان مقرراً طرح الفيلم خلال موسم عيد الفطر أو عيد الأضحى، وكان السيناريست محمد حفظي قد أكد ل»الحياة» أنه انتهى فعليا من كتابة هذا العمل إلا أن الفيلم لم يخرج للنور، ولم يتم البدء على صناعته، ليظل هو العمل السينمائي المؤجل للمطرب الشهير إلى أجل غير مسمى.
الراحلون
وأخيرا، أبى عام 2017 أن ينقضي من دون أن يفجع الجمهور المصري برحيل محبوبته شادية (86 عاماً)، والتي عرفت ب «دلوعة السينما المصري» واعتزلت خلال حقبة الثمانينات لتتوارى عن الأنظار رافضة الظهور إلى الأبد. كما فقدت السينما عدداً من مبدعيها وبينهم المخرج محمد راضي الذي عرف بإخراجه الأفلام الحربية التي تتناول بطولات الجيش المصري وبينها «أبناء الصمت» و «العمر لحظة» و «حائط البطولات».
كما رحل المخرج محمد كامل القليوبي في شباط (فبراير) هذا العام، وهو أكاديمي وكاتب سيناريو ومخرج، أثرى الحياة الفنية بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، ومن أبرز أفلامه التي أخرجها «خريف آدم»، «اتفرج يا سلام»، «أحلام مسروقة»، وهو مؤلف أفلام «ثلاثة على الطريق» و «البحر بيضحك ليه».
وكذلك ودع المصريون الكاتب محفوظ عبدالرحمن الذي كتب عدداً من الأعمال السينمائية لا سيما التاريخية منها بينها فيلم «القادسية»، و «ناصر56»، و «حليم».
كما رحلت الفنانة كريمة مختار التي اشتهرت بأداء الأم المصرية ومنها «الحفيد» و «أميرة حبي أنا»، و «الشيطان يعظ»، وأخيرها «ساعة ونصف». وودع الوسط الثقافي والسينمائي الناقد سمير فريد (73 عاماً) أحد أبرز النقاد العرب، وقد بلغت مؤلفاته السينمائية نحو 50 إصداراً تم ترجمة بعضها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.