شهد عام 2016 انفراجة سينمائية كبيرة، بعد فترة خلل سينمائية طويلة شهدتها السينما المصرية بعد ثورة يناير، ولعل العام الماضى اتسم بالعديد من الصفات، كان أبرزها تنوع الأعمال الفنية المقدمة بشكل كبير عما يسبقه من أعوام، حيث شهدت الأعوام الماضية اهتماماً بالسينما التجارية على حساب السينما الجادة، ولكن عام 2016 كان عودة للعديد من المخرجين الكبار أمثال داوود عبدالسيد ويسري نصر الله ومحمد خان، وكان أيضاً نقطة انطلاقة للعديد من الوجوه الجديدة من المخرجين لرفع اسم مصر عالياً فى المهرجانات الدولية. ترصد «نجوم وفنون» أبرز محطات السينما فى العام الماضى.. حيث عرض 31 فيلماً على مدار العام، بعضها حقق إيرادات كبيرة وبعضها أثار الجدل وأخرى لم تحقق نجاحاً.. وكان أبرزها.. «اشتباك» ضجة داخلية فسرها صناعة بالمؤامرة أثار فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب ضجة كبيرة، منذ عرضه فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى، وكان الأكثر إثارة للجدل فى العام لعدة أسباب، حيث اختاره النقاد ضمن قائمة أفضل 10 أفلام عرضت ضمن فعاليات الدورة ال69 من المهرجان، وكان هذا العرض الأكثر شهرة فى العام، ففى الوقت الذى حظى عرض الفيلم بنجاح كبير فى المجال السينمائى، لكنه لاقى اتهامات عدة بأنه ممول من الخارج لتشويه صورة مصر ومنذ عرضه فى دور السينما ازداد الجدل حوله بين معجب بالرؤية التى يطرحها ويراها حقيقة واقعة، وبين من يعتبره متاجرة بثورة يناير، وكانت المعركة الأبرز أمام صناع الفيلم أنهم قالوا إن الفيلم يواجه هجمة ممنهجة، والمخرج محمد دياب فسرها: إن الفيلم يتعرض لمؤامرة لرفع عرضه من دور السينما، وانسحب الموزع السينمائى هشام عبدالخالق الفيلم قبل عرضه بيومين بشكل مفاجئ دون الكشف عن الأسباب». وجد الفيلم إشادة عالمية، ونال تعليقات من نجوم عالميين أمثال توم هانكس، وغيره، ومثَّل مصر فى أغلب مهرجانات العالم، وتمت ترجمته ل4 لغات وشارك فى 39 مهرجاناً، كان أبرزها «كان»، «دبى»، وعرض على هامش القاهرة السينمائى، زغرب السينمائى الدولى، وحصد 4 جوائز فى الدورة ال27 من أيام قرطاج السينمائية، كما حصل على 3 جوائز فى الدورة ال61 من مهرجان بلدوليد السينمائى بإسبانيا، بالإضافة للجائزة الكبرى فى مهرجان الفيلم العربى بفاماك فى فرنسا، كما شارك الفيلم فى فعاليات الدورة ال60 من مهرجان لندن السينمائى، التابع لمعهد السينما البريطانى، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وفى قسم خاص بالدورة ال38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لأفضل الإنتاجات المصرية فى العامين الأخيرين. وتدور أحداثه داخل شاحنة لوزارة الداخلية كانت قد قبضت على العديد من المواطنين من مؤيدى الإخوان والمتعاطفين معهم، إضافة لآخرين ليس لهم علاقة ولكن فى تلك اللحظة لا يتم التحقق من المقبوض عليهم إلا بعد فترة ويتم تعذيب المواطنين ما بين الإخوانى والسلفى والفلول والبائع المتجول وماسح الأحذية والليبرالى، فكل شرائح المجتمع المصرى ستكون داخل تلك العربة وخلالها تدور حوارات ومناقشات. الفيلم من بطولة النجوم نيللى كريم وهانى عادل وطارق عبدالعزيز وأحمد مالك وأحمد داش وعمرو القاضى وجميل برسوم وميار الغيطى ومن تأليف خالد دياب وإخراج محمد دياب، ومن إنتاج شركة فيلم كلينك بالتعاون مع العديد من شركات الإنتاج العالمية. عودة الكبار.. فى «قبل زحمة الصيف» و«الخضرة والوجه الحسن» شهد هذا العام عودة لكبار المخرجين بعد غياب، كان أولها فيلم «قبل زحمة الصيف» للمخرج الراحل محمد خان، والذى وافته المنية بعد فرحته بالفيلم ورغم أنه مثَّل مصر فى العديد من المهرجانات أيضاً، ونال إشادة نقدية، لكنه واجه نقداً بسبب جرأة الفنانة هنا شيحة للمشاهد الجريئة التى احتواها الفيلم، حيث ظهرت «هنا» فى تريلر الفيلم قبل عرضه بالمايوه وهو ما لم يعتد الجمهور عليه وأثار غضبهم، بالإضافة إلى المشاهد التى احتواها الفيلم. وردت «هنا» على كل الانتقادات التى تعرضت لها عندما ظهرت بالمايوه فى الفيلم قائلة: أؤدى دور سيدة ثرية، وأحداث الفيلم تدور داخل قرية فى الساحل الشمالى، وشخصيات العمل ينتمون لطبقة اجتماعية معينة، وهذه هى ملابسها العادية فى هذه الظروف. ومن الطبيعى أن أظهر بالمايوه، وأنا أجلس على الشاطئ.. «ولا يعنى كنتم عايزينى ألبس جلابية». عرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان دبى السينمائى الدولى العام الماضى، حيث تنافس على الجوائز ضمن فئة «المهر الطويل»، إلا أنه لم يفز بأى جائزة، كما عرض ليلة ختام الدورة الخامسة من مهرجان الأقصر للأفلام الأفريقية، ونافس الفيلم خلالها ضمن مسابقة الأفلام الطويلة. «قبل زحمة الصيف» بطولة ماجد الكدوانى وأحمد داود ولانا مشتاق وهانى المتناوى، بالاشتراك مع خيرى بشارة وسلوى محمد على، من تأليف: محمد خان - غادة شهبندر، وإخراج: محمد خان. «الخضرة والوجه الحسن» من الأفلام التى كانت مفاجأة أيضاً فى نفس العام، فهو عودة للمخرج يسرى نصر الله مع ليلى علوى ومنة شلبى وباسم سمرة وصابرين وأحمد داود ومحمد فراج ومحمد الشرنوبى، فكرة باسم سمرة، والسيناريو والحوار كتبه يسرى نصر الله بالتعاون مع أحمد عبدالله تدور حول حياة مجتمع لم تقترب منه السينما المصرية لهذا الحد، الفيلم يدور حول «يحيى الطباخ» وأولاده «رفعت وجلال» الذين يعملون مع أولادهم فى إعداد وتوريد الأطعمة للمناسبات، وهم عائلة زائعة الصيت فى مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، حتى إن الشارع الذى يقيمون فيه يحمل اسم العائلة «شارع الطباخ» وبيتهم يسمى «لوكاندة الطباخ»، الفيلم حظى بردود فعل قوية، وشارك فى العديد من المهرجانات كان أبرزها مهرجان الإسكندرية، وحظى باهتمام لعودة مخرجه بقوة للسينما. الإيرادات العالية من نصيب «هيبتا» و«لف ودوران» و«حجيم فى الهند» 30 سنة أربع أفلام عرضت فى مواسم مختلفة على مدار العام، كلها حققت نجاحاً كبيراً أبرزها «هيبتا» الذى وصلت إيراداته لأكثر من 70 مليون جنيه، وهو أعلى إيرادات فى هذا العام ، وهو من إخراج هادى الباجورى، ومن بطولة ماجد الكدوانى وياسمين رئيس وعمرو يوسف ونيللى كريم وأحمد بدير، نجحت أغنية الفيلم التى أدتها دنيا سمير غانم أن تحصل على 5 ملايين مشاهدة بعد أيام معدودة من إصدارها على يوتيوب، الفيلم مقتبس من رواية لمحمد صادق بنفس اسم الفيلم، والتى تستعرض مراحل الحب السبع والتى يقوم الدكتور شكرى مختار (ماجد الكدوانى) اختصاص علم النفس بتقديم آخر محاضراته عنها. «جحيم فى الهند» فيلم لم يكن متوقعاً أن يحظى بجمع كل هذه الإيرادات ووصلت إيراداته 51 مليون جنيه، من بطولة محمد عادل إمام وياسمين صبرى وبيومى فؤاد، ومن إنتاج زين الكردى، وإخراج معتز التونى، تدور أحداث الفيلم بإطار كوميدى، حيث يتم توكيل قوات خاصة لإنقاذ السفير المصرى فى الهند بعد اختطافه، وبعد ذلك يكتشف بطل الفيلم أن فرقة الإنقاذ ليست من فرقة القوات الخاصة. فيلم «لف ودوران» من الأفلام التى اكتسحت أيضاً شباك التذاكر فى الموسم الذى عرضت فيه وحظى بنجاح كبير لضعف الأفلام المطروحة معه، بالإضافة إلى نجومية بطله أحمد حلمى وإيراداته تجاوزت ال40 مليون وشاركه البطولة دنيا سمير غانم. «من 30 سنة» كان حالة خاصة فى عرضه، فهو إنتاج منظم الحفلات وليد منصور وجمع عدداً كبيراً من النجوم بطولة أحمد السقا وشريف منير ومنى زكى ونور وميرفت أمين، تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج عمرو عرفة، تم تصوير الفيلم فى المملكة المتحدة، تم عرض الفيلم تاريخ 6 يوليو 2016 واستحوذ على إيرادات العيد، وكان من الأفلام المهمة في العام والجادة. أعمال.. «مرت مرور الكرام» عرض عدد من الأفلام التى حققت إيرادات بمنطق «السبوبة»، حيث جمعت إيراداتها من عرضها على الفضائيات، ومن بينها «اللى اختشوا ماتوا» للنجمة غادة عبدالرازق، وهو الفيلم الذى أنفق عليه 8 ملايين جنيه، ولكنه حصد إيرادات 3.2 مليون جنيه، وفيلم «أبو شنب» للنجمة ياسمين عبدالعزيز، و«عسل أبيض» للممثل سامح حسين، و«أوشن 14» بطولة عدد من شباب «مسرح مصر» ولم ينجح من هذا الفيلم سوى أغنية «آه لو لعبت يا زهر» للمطرب الشعبى أحمد شيبة، وهى الأغنية التى حققت نجاحاً كبيراً على اليوتيوب وحصد بسببها «شيبة» على جائزة أفضل مطرب شعبى فى 2016، ولكن الأغنية وحدها لم تشفع لنجاح فيلم المنتج محمد السبكى، وفيلم «الهرم الرابع» للفنان الشاب أحمد حاتم ومن إخراج بيتر ميمى رغم أنه يعتمد على بطل شاب وليس نجم صف أول، وحصل الفيلم على نجاح مميز لفت به الأنظار، أيضاً عرض عدد من الأفلام لم تحقق نجاحاً، من بينها «بارتى فى حا رتى، وكدبة كل يوم، وكنغر حبنا، وحملة فريزر، وعشان خارجين، تحت الترابيزة، والذى حقق فشلاً ذريعاً وتم رفعه من قاعات العرض فور طرحه لمحمد سعد وصابر جوجل لمحمد رجب، وكلب بلدى لشيكو وهشام ماجد ونعمة، لابتسام تسكت، والثمن، ومن ضهر راجل لآسر ياسين، والمشخصاتى لتامر عبدالمنعم، أيضاً فيلم «حسن وبقلظ» للممثلين أحمد فهمى وعلى ربيع. اختيارات مثيرة للجدل ناهد السباعى كانت عنواناً مثيراً للجدل فى 2017، وعرض لها فيلمان، الأول فى بداية العام فيلم «حرام الجسد» واحتوى على مشاهدة جريئة، وهو ثانى أفلام هذا العام الذى تم تصنيفه كفيلم للكبار فقط بعد فيلم «قبل زحمة الصيف»، إخراج خالد الحجر وآخر العام عرض فيلم «يوم للستات» والذى مثَّل مصر فى مهرجان القاهرة السينمائى من إنتاج وبطولة إلهام شاهين مع مجموعة من النجوم، من بينهم محمود حميدة وهالة صدقى ونيللى كريم وإخراج كاملة أبوذكرى، وعللت ناهد على وصفها بالمثيرة للجدل قالت: نحن فى عام 2016، فلا يعقل ترك الفيلم بالكامل والتركيز على ملابس البطلة أو أشياء بسيطة مثل هذه، يجب انتقاد الأفلام بنوع مختلف». وأضافت: الشخصيتان التى قدمتهما تعرضتا لقهر كبير، وكان يجب التركيز على القضية نفسها، ونحن نعمل صناعة وهذه هى الحرفية بالعمل. «البر التانى» مغامرة ليست فى صالح صاحبها أثارت قضية «الهجرة غير الشرعية» الوجه الجديد محمد على أن يخوض تجربة الإنتاج ورغم ما عاناه فى العمل، إلا أنه ناقش القضية بشكل محترم ونال إشادة من وزارة الهجرة والمصريين بالخارج، ومثَّل مصر بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، من إخراج على إدريس، وتأليف زينب عزيز وبطولة محمد على ومحمد مهران وعمرو القاضى، وأحداثه تدور فى إطار اجتماعى. «على معزة وإبراهيم، أخضر يابس، آخر أيام المدينة».. أفلام للمهرجانات 3 أفلام أثارت ردود فعل طيبة بتمثيلها مصر أمام مهرجانات العالم، وهى تخضع لنوعية الأفلام المستقلة، وكلها نالت جوائز وردود فعل قوية جداً فى الخارج رغم كل ما أثيره عنها فى مصر أولهم «أخضر يابس»، ويحكى فيلم أخضر يابس عن إيمان، تلك الشخصية المحافظة الملتزمة التي دائماً ما تضع نُصب عينيها التقاليد والأعراف الاجتماعية الراسخة، ولكن حدثاً صادماً يجعلها تضرب عرض الحائط بكل قناعاتها السابقة. «أخضر يابس»، من تأليف وإخراج محمد حماد فى أول أعماله الروائية الطويلة، ومن إنتاج خلود سعد، ومحمد الشرقاوى ومحمد حماد، مع المنتج المشارك محمد حفظى (شركة فيلم كلينك). محمد حماد مخرج مصرى له عدد من الأفلام الروائية القصيرة، حيث قام بكتابة وإنتاج وإخراج الفيلم الروائى القصير سنترال (2008)، وفى عام 2010 قام بإنتاج وإخراج الفيلم الروائى القصير أحمر باهت الذى نال عنه العديد من الجوائز الدولية. أيضاً فيلم «على معزة وإبراهيم» هو عمل للمخرج شريف البندارى، يروى الفيلم قصة على شاب عشرينى يحب معزة، ويواجه انتقادات كثيرة من مجتمعه بسبب ذلك، وللتغلب على هذا الوضع تجبره أمه على زيارة أحد المعالجين الروحانيين، حيث يلتقى إبراهيم الذى يعانى من حالة اكتئاب حادة، ويسمع فى أذنه أصواتاً غريبة لا يستطيع فك رموزها. ينطلق على ومعزته وإبراهيم فى رحلة عبر مصر، يحاولان خلالها مساعدة بعضهما البعض للتغلب على محنتهما والعثور على أمل للتمسك بالحياة مرة أخرى. الفيلم من إنتاج محمد حفظى، حسام علوان، بطولة على صبحى وأحمد مجدى وسلوى محمد على وناهد السباعى، وأثار ردود فعل قوية بعرضه فى مهرجان دبى، ونال جائزة أفضل ممثل، ومثَّل مصر فى أغلب المهرجانات الدولية التى أقيمت فى نهاية العام. فيلم «آخر أيام المدينة» إخراج تامر السعيد، وبطولة خالد عبدالله ومريم صالح وعلى صبحى وحنان يوسف وحيدر حلو وليلى سامى، من تأليف رشا سلطى وتامر السعيد، والفيلم تدور أحداثه فى عام 2009، داخل مدينة القاهرة العريقة، تبدأ حياة خالد المخرج الشاب الذى يحاول أن يصنع فيلماً عن تلك المدينة، وما تحمله من أحلام فى الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يُطرد من شقته، والمرأة التى يحبها تريد أن تهاجر خارج مصر، متذكراً فى نفس الوقت أيام طفولته عندما كانت القاهرة مكاناً أكثر إشراقاً، وسبق وشارك الفيلم فى مهرجان برلين السينمائى الدولى بدورته الأخيرة، ومثَّل مصر فى العديد من المهرجانات وقابلته أزمة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.