عام صعب على السينما المصرية وظروف استثنائية حيث لا تمر فترة إلا وتخيم ضجة سياسية جديدة على المشهد وضجيج سياسي يلقى بظلاله على دور العرض وشباك التذاكر يهبط بإيرادات السينما ورغم بداية العام الجيدة، إلا أن كثرة الأحداث السياسية في الشارع المصري اغتالت السينما هذا العام . بلغ عدد الأفلام التي طرحت هذا العام 24 فيلما فقط ، محققة إيرادات وصل مجملها 171 مليون جنيه ، وهو رقم كبير قياسا بما إعتادت السينما تحقيقة إلا أن هذا الرقم تحقق من 4 أفلام على الأكثر كان الأعلى ايرادات بينها هو فيلم المصلحة الذي تجاوزت ايراداته 21 مليون ، بينما أصاب السقوط المروع فيلم لمح البصر الذي لم يتجاوز ايراداته 50 ألف جنيه ، كما أصاب الهبوط معظم ألافلام هذا العام وأبرزها برتيتا لكندة علوش والبار وجوة اللعبة لمصطفى قمر وجدو حبيبي لبشرى ، وبعد الموقعة ، ومصور قتيل لاياد نصار ، تلك الافلام التي لم تتجاوز حيز المليون ، ويعتبر موسم عيد الأضحى هو الأعلى تحقيقا للايرادات نسبيا بين مواسم العام ، إلا أن النهاية شهدت ماسأة كبيرة للإيرادات خاصة في ظل إنسحاب الإستثمارات الخليجية في السينما المصرية والتي كانت إحدى أسباب الإنتعاشة السينمائية حتى قبل قيام ثورة يناير وشهد العام الحالي عدة ظواهر سيطرت على المشهد السينمائي ومنها هيمنة "خلطة السبكي" السينمائية الشهيرة على أغلب الأفلام المنتجة كما ظهرت ثنائيات قوية على الساحة في محاولة جذب الجمهور الغائب عن السينما لحضور الأفلام كما شهدت الأفلام عودة للعديد من النجوم ممن غابوا لسنوات طوال عن المشهد السينمائي ولكن تبقى الظاهرة الأكبر هي الممثل الشاب محمد رمضان بفيلمه الذي حطم الأرقام القياسية "عبده موتة". في ظل هذه الأوضاع سيطرت الخلطة السبكية على معظم أفلام هذا العام والتي تعتمد على الصاعدين من النجوم وتكلفة متواضعة في الانتاج ، ومحتوى كوميدي خفيف ، تلك "الخلطة السبكية" المعروفة التي تضم المطرب الشعبي والراقصة مع الكوميديا وبعض الإيحاءات الجنسية ولمحة إنسانية على الحدث العام للفيلم، "آل السبكي" قدموا هذا العام 8 أفلام من أصل 24 فيلم أي بمعدل ثلث الإنتاج السينمائي المصري هذا العام وهي أفلام "عمرو وسلمى 3، جيم أوفر، حصل خير، ساعة ونص، عبده موتة، تيتة رهيبة، الآنسة مامي، ومهمة في فيلم قديم"، لكن يمكن أن تضيف إليهم 5 أفلام أخرى على الأقل تحمل نفس سمات "خلطة السبكية" ومنها "ركلام وغش الزوجية والبار والأنسة مامي والألماني" وأغلب تلك الأفلام حققت نجاحا كبيرا، الإخفاق الوحيد الذي أصاب "خلطة السبكي" هذا العام كان في فيلم "مهمة في فيلم قديم" والذي فشل في تخطي حاجز المليونين ونصف المليون جنيه. على جانب آخر عادت إلى السينما أفلام نجوم الشباك ، بينما يعود هذا العام الفنان أحمد السقا في فيلمي "بابا" و"المصلحة" ويعود الفنان أحمد عز بفيلمي "حلم عزيز" و"المصلحة، والفنان محمد هنيدي بفيلم "تيتية رهيبة"، وعلى مستوى المطربين قدم المطرب تامر حسني ثالث أجزاء سلسلته الناجحة "عمر وسلمى" وكل تلك الأفلام أستطاعت حصد إيرادات جيدة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
من أبرز العلامات في عام 2012 السينمائية هو الثنائي الذي شهده فيلم "تيتة رهيبة" بين الفنان محمد هنيدي والفنانة سميحة أيوب التي أعيد إكتشافها كوميديا وأعيد تقديمها للسينما بعد غياب لأكثر من عشرين عاما.
الثنائيات السينمائية قدمتها أيضا المنتجة والفنانة إسعاد يونس حينما أستطاعت إنتاج فيلم "المصلحة" الذي جمعت فيه أثنين من أنجح نجوم الشباك في مصر وهما أحمد السقا وأحمد عز في واحد من أنجح الأفلام لعام 2012، الغريب هو أن الفنانين قدما في نفس العام فيلم آخر لكل منهما وهما "حلم عزيز" لعز و"بابا" للسقا .
الفنانين العائدين للسينما بعد غياب خاب ظنهم بالعودة لتحقيق الإيرادات، الفنان حسين فهمي أستعان بعدد كبير من الشباب في فيلمه الجديد "لمح البصر" الذي يعود له بعد غياب عن السينما منذ عام 2003، لكنه فشل في تعدي حاجز ال50 ألف جنيه خلال أسبوعين مما دفع موزعه السينمائي لسحب نسخه من دور العرض، نفس الأمر تكرر مع المطرب مصطفى قمر الغائب عن الساحة السينمائية منذ عام 2008 والذي عاد ليواجه تراجع كبير في إيراداته التي تخطت حاجز النصف مليون جنيه بصعوبة. في أقل من 3 أشهر أستطاع أن يصنع الممثل الشاب محمد رمضان من نفسه ظاهرة جديدة في السينما المصرية، فبعد الإخفاق الذي صاحب عرض فيلم "الألماني" والذي يتناول كواليس حياة البلطجية في المناطق العشوائية بالقاهرة حيث لم تتخطى إيرادات الفيلم حاجز المليوني جنيه، جاء فيلمه الثاني "عبده موتة" ليصعد به إلى صفوف نجوم شباك التذاكر بتحقيقه لرقم قياسي سينمائي جديد وهو أعلى إيراد في يوم واحد في تاريخ السينما المصرية بإيرادات تخطت حاجز مليوني ونصف المليون جنيه، وفي دور أيضا يتناول حياة البلطجية في أحياء القاهرة العشوائية وبنفس تيمة الفيلم الأول حيث مشاهد العنف المتتالية والأغنيات الشعبية التي تعرف بالمهرجانات. على جانب آخر، فشل الكثيرين في تحقيق النجاح في بطولتهم السينمائية الأولى، الفنانة السورية كندة علوش لم توفق في بطولتها السينمائية الأولى "برتيتا" الذي ظلم بالعرض في موسم عيد الأضحى، وهو نفس الأمر الذي تكرر مع الفنان سامح حسين في فيلمه "30 فبراير"، كما واجه فيلم "مصور قتيل" الذي يعد البطولة الأولى للتونسية درة والأردني إياد نصار مشكلة العرض وسط أصعب الظروف السياسية حيث توافق عرضه مع أحداث "الإتحادية"، كما فشل أيضا الممثل الشاب محمد احمد ماهر في تخطي حاجز المليون في بطولته السينمائية الأولى في فيلم "البار"، كما فشل فيلم "الألماني" لمحمد رمضان في تخطي حاجز المليوني جنيه وهو الفيلم الذي يعد البطولة السينمائية الأولى له، كما فشلت الفنانة بشرى في تخطي حاجز المليون و250 ألف جنيه في فيلمها "جدو حبيبي" والذي شاركها البطولة فيه الفنان محمود ياسين والفنانة لبنى عبد العزيز بالإضافة للمطرب أحمد فهمي، وبالنظر إلى الأفلام التي فشلت في تحقيق إيرادات جيدة على الساحة السينمائية عام 2012 سنجد أنها تقترب من نصف الأفلام المشاركة. ويأتي فيلم "الشتا اللي فات" والذي لم يعرض بعد هو كأكثر الأفلام تمثيلا لمصر في المهرجانات العالمية، الفيلم كان قد افتتح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة وهو أمر نادرا ما يحدث في مهرجان "القاهرة" أن يكون فيلم الافتتاح إنتاج مصري، على جانب آخر شارك الفيلم في مهرجان "دبي"، لكن الإنجاز الأكبر للفيلم كان تمثيله لمصر في مهرجان "فينيسيا" أقدم المهرجانات السينمائية في العالم حيث شارك في قسم "آفاق" في المهرجان، الفيلم شارك في مهرجانات عالمية أخرى منها مهرجان "لندن" الذي يعد أكبر تجمع للأفلام الناجحة عالميا على المستوى النقدي والتجاري. على جانب آخر جاء فيلم "بعد الموقعة" ليعيد مصر إلى المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" أهم مهرجان سينمائي في العالم بعد غياب 15 عام فيلم "مصور قتيل" مثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي وخرج هو الآخر بدون أي جائزة، يبقى الفيلم المصري الوحيد الذي حقق جائزة في مهرجان سينمائي له سمعة دولية طيبة هو فيلم "أخي الشيطان" وهو إنتاج مصري بريطاني مشترك ولم يعرض في مصر حتى الآن .