"البحث في الأوراق القديمة" كتاب جديد للروائي مصطفى نصر، يضم بين دفتيه مقالات متنوعة في مختلف المجالات، فيتاول الحديث عن مقاهي الإسكندرية أو يحكي عن هجرة الأجانب من مصر بعد قيام ثورة 1952، ويحكي عن الحفاة في مصر وعمليه الإخصاء التي كانت تتم في الصعيد، وما يحدث من غرائب في حلقة السمك بالأنفوشي، وأصحاب الأضرحة والنذور في الإسكندرية وغيرها من الحكايات. ويذكر مصطفى نصر في مقال له بعنوان "الحمير وعالم الأحلام" قول يحيى حقي في كتابه الجميل "وجدت راحتي مع الحمير": الحمار عينيه ذليلة وحزينة وتكاد تترقرق فيها الدموع، ليس في صوت حيوان آخر مثل هذه الحرقة والتفجع والمرارة. إنها صرخة عذاب واستغاثة وإشهاد الناس في نوبة متفجرة من بكاء بلا دموع تمزق الهواء، ثم تذوب كأنها لم تكن". كيف عانت مصر من أزمة الحمير؟ قال محدثي مندهشاً: ألم تلاحظ أن عدد الحمير قل هذه الأيام؟ واكتشفت بعد ذلك سر اختفاء الحمير. فقد جمع الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات كل الحمير الموجودة في بلده وأرسلها إلى مصر – هدية – لكن بعض التجار الكبار علم أن المحاربين الأفغان الذين يحاربون الروس في حاجة إلى البغال والحمير لكي تتسلق الجبال الوعرة حاملة السلاح والطعام والعتاد، فاشتروا كل ما يجدونه منها، وباعوه لسماسرة الحروب. وبهذا قل عدد الحمير في مصر. وفي مقال “مقاهي الإسكندرية، يذكر الكاتب: من المقاهي المشهورة في الإسكندرية: مقهى فاروق وبترو وإيليت وديليس وتريانون وباسترودس. وهناك مقاهي المشايخ، فمن المعروف أن لكل مهنة شيخ، وكل شيخ مهنة له مقهى يجلس عليها، وكان مقر المقرءين في الإسكندرية وشيخهم في تقاطع شارعي إيزيس وجامع سلطان. وكان يجلس على هذا المقهى؛ المشايخ المشهورون أمثال: عبدالباسط عبدالصمد والمنشاوي ومصطفى إسماعيل وغيرهم. وفي مقال "الجنس والسحر" يقول: في الكونجو أيضا، وفي أبريل 2008، سرت إشاعة، في العاصمة "كنشاسا"، عن انتشار "السحرة لصوص القضيب"، الذين يقومون بتقليص حجم العضو الذكري للضحايا، أو يسرقونه بحيلهم، وذلك لاستخدامه في علاج آخرين من المصابين بمرض «الإيدز». ونجم عن ذلك اندفاع العامة للهجوم على كل من أشيع عنه ذلك، وضربه حتى الموت، وأسفر ذلك عن قتل اثني عشر ساحرا. وفي مقال "الذين يدفنون أحياء": في كثير من الأحيان يوقع طبيب مكتب الصحة على تصاريح الدفن دون أن يكشف على المتوفى، ويفحص الجثة بنفسه؛ خشية أن يدفن المتوفى دون أن يموت وهذا ما يدّعونه على الفنان الراحل صلاح قابيل، فيقولون إن بعد دفنه، فتحوا المقبرة لدفن ميت آخر، فوجدوه جالسا، بمعني أنه أفاق بعد دفنه؛ وحاول الخروج من المقبرة، لكنه لم يستطع فمات في مكانه. وينقلنا المؤلف إلى "حلقة السمك بالأنفوشي" مؤكدا أن لحلقة السمك بحي الأنفوشي أهمية كبيرة لأهالي الإسكندرية، فهي تعرض جميع أنواع السمك للبيع. هؤلاء يشترون السمك من التجار الكبار ليبيعوه خارج الحلقة، فالتجار الصغار الذين يبيعون في الداخل لا بد من دفع الأجرة للتجار الكبار أصحاب المحلات هناك. وهؤلاء يبيعون دون دفع شيء. ويرجع تاريخ حلقة السمك بالأنفوشي إلى عام 1834، والحلقة مقسمة إلى عدة أقسام، تسمى "باكيات"، ويدير كل منها تاجر كبير (معلم). وبعضهم يؤجر محلاته لصغار التجار. وهناك السيد خطاب وهو مؤسس جمعية محبي فريد الأطرش وعاشق لأغانيه، لديه ماكينة تكسير الثلج، فيخرج عماله بقفف الثلج المكسر، ويضعونه فوق طوايل التجار لكي لا يفسد سمكهم. ويشير المؤلف إلى مقال "الأطعمة في حينا الشعبي" قائلاً: يكثر الزبالون في حي غربال، وهم الأغنى، فعملهم يدر عليهم مبالغ كثيرة. في بيوت الزبالين صفائح السمن الصعيدي التي لا تنتهي من البيت. وفي الأعياد المسيحية والإسلامية، يأتي عمالهم بزنابيل ممتلئة بالحلويات، فكل شقة تحرص على إعطاء الزبال كميات من الكعك أو الجاتوه أو البيض الملون في شم النسيl ويقول مصطفى نصر: تذكرت ما كان يحدث في حارتنا عندما كنت صغيرا، فالكثير يربون الخرفان والمعيز، يتركونها تأكل من أكوام الزبالة، ثم يجمعونها في أول الليل في حظائرها، ويأتي رجل من "الغجر" ليقوم بعملية الإخصاء لذكور الخرفان والماعز، لكي يزيد لحومها. ويحكي كلوت بك رئيس مصلحة الصحة في القطر المصري أيام محمد علي، في كتابه "لمحة عامة إلى مصر" - الجزء الأول صفحة 630: عن عملية الاخصاء التي تجري في مصر، فيقول: إن هذه العملية لا تجري الآن إلاَّ في القطر المصري، الذي أصبح المورد الذي تستورد منه الخصيان، ويتم هذا الجرم في مدينتي أسيوط وجرجا، جماعة من المسيحيين، خاصة في قرية زاوية الدير التابعة لأسيوط. يختارون فصل الخريف الصالح – في رأيهم – لنجاح هذه العملية، فيشترون حوالي 300 طفل بين السادسة والتاسعة وسعرهم يقع بين 1500 قرش و3000 قرش. ثم يقطعون العضو الذكري، ولكي يمنعوا تدفق الدماء، يصبون على الجرح زيت مغلي، ثم يدفنون الأطفال من أقدامهم حتى بطونهم في الجبل، فيموت حوالي ربعهم، لكن من يعيش يبيعونه بسعر غال جدا، ليعمل خادماً في حرم القصور. وقد اشترك محمد علي والي البلاد في تجارة العبيد، فمثلما احتكر الزراعة والصناعة والتجارة فقد احتكر تجارة الرقيق لفترة محدودة. يذكر أن كتاب "البحث فى الأوراق القديمة" للكاتب مصطفى نصر، صدر عن وكالة الصحافة العربية (ناشرون) بالقاهرة، ويقع في 224 صفحة من القطع الكبير. "البحث في الأوراق القديمة" كتاب جديد للروائي مصطفى نصر، يضم بين دفتيه مقالات متنوعة في مختلف المجالات، فيتاول الحديث عن مقاهي الإسكندرية أو يحكي عن هجرة الأجانب من مصر بعد قيام ثورة 1952، ويحكي عن الحفاة في مصر وعمليه الإخصاء التي كانت تتم في الصعيد، وما يحدث من غرائب في حلقة السمك بالأنفوشي، وأصحاب الأضرحة والنذور في الإسكندرية وغيرها من الحكايات. ويذكر مصطفى نصر في مقال له بعنوان "الحمير وعالم الأحلام" قول يحيى حقي في كتابه الجميل "وجدت راحتي مع الحمير": الحمار عينيه ذليلة وحزينة وتكاد تترقرق فيها الدموع، ليس في صوت حيوان آخر مثل هذه الحرقة والتفجع والمرارة. إنها صرخة عذاب واستغاثة وإشهاد الناس في نوبة متفجرة من بكاء بلا دموع تمزق الهواء، ثم تذوب كأنها لم تكن". كيف عانت مصر من أزمة الحمير؟ قال محدثي مندهشاً: ألم تلاحظ أن عدد الحمير قل هذه الأيام؟ واكتشفت بعد ذلك سر اختفاء الحمير. فقد جمع الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات كل الحمير الموجودة في بلده وأرسلها إلى مصر – هدية – لكن بعض التجار الكبار علم أن المحاربين الأفغان الذين يحاربون الروس في حاجة إلى البغال والحمير لكي تتسلق الجبال الوعرة حاملة السلاح والطعام والعتاد، فاشتروا كل ما يجدونه منها، وباعوه لسماسرة الحروب. وبهذا قل عدد الحمير في مصر. وفي مقال “مقاهي الإسكندرية، يذكر الكاتب: من المقاهي المشهورة في الإسكندرية: مقهى فاروق وبترو وإيليت وديليس وتريانون وباسترودس. وهناك مقاهي المشايخ، فمن المعروف أن لكل مهنة شيخ، وكل شيخ مهنة له مقهى يجلس عليها، وكان مقر المقرءين في الإسكندرية وشيخهم في تقاطع شارعي إيزيس وجامع سلطان. وكان يجلس على هذا المقهى؛ المشايخ المشهورون أمثال: عبدالباسط عبدالصمد والمنشاوي ومصطفى إسماعيل وغيرهم. وفي مقال "الجنس والسحر" يقول: في الكونجو أيضا، وفي أبريل 2008، سرت إشاعة، في العاصمة "كنشاسا"، عن انتشار "السحرة لصوص القضيب"، الذين يقومون بتقليص حجم العضو الذكري للضحايا، أو يسرقونه بحيلهم، وذلك لاستخدامه في علاج آخرين من المصابين بمرض «الإيدز». ونجم عن ذلك اندفاع العامة للهجوم على كل من أشيع عنه ذلك، وضربه حتى الموت، وأسفر ذلك عن قتل اثني عشر ساحرا. وفي مقال "الذين يدفنون أحياء": في كثير من الأحيان يوقع طبيب مكتب الصحة على تصاريح الدفن دون أن يكشف على المتوفى، ويفحص الجثة بنفسه؛ خشية أن يدفن المتوفى دون أن يموت وهذا ما يدّعونه على الفنان الراحل صلاح قابيل، فيقولون إن بعد دفنه، فتحوا المقبرة لدفن ميت آخر، فوجدوه جالسا، بمعني أنه أفاق بعد دفنه؛ وحاول الخروج من المقبرة، لكنه لم يستطع فمات في مكانه. وينقلنا المؤلف إلى "حلقة السمك بالأنفوشي" مؤكدا أن لحلقة السمك بحي الأنفوشي أهمية كبيرة لأهالي الإسكندرية، فهي تعرض جميع أنواع السمك للبيع. هؤلاء يشترون السمك من التجار الكبار ليبيعوه خارج الحلقة، فالتجار الصغار الذين يبيعون في الداخل لا بد من دفع الأجرة للتجار الكبار أصحاب المحلات هناك. وهؤلاء يبيعون دون دفع شيء. ويرجع تاريخ حلقة السمك بالأنفوشي إلى عام 1834، والحلقة مقسمة إلى عدة أقسام، تسمى "باكيات"، ويدير كل منها تاجر كبير (معلم). وبعضهم يؤجر محلاته لصغار التجار. وهناك السيد خطاب وهو مؤسس جمعية محبي فريد الأطرش وعاشق لأغانيه، لديه ماكينة تكسير الثلج، فيخرج عماله بقفف الثلج المكسر، ويضعونه فوق طوايل التجار لكي لا يفسد سمكهم. ويشير المؤلف إلى مقال "الأطعمة في حينا الشعبي" قائلاً: يكثر الزبالون في حي غربال، وهم الأغنى، فعملهم يدر عليهم مبالغ كثيرة. في بيوت الزبالين صفائح السمن الصعيدي التي لا تنتهي من البيت. وفي الأعياد المسيحية والإسلامية، يأتي عمالهم بزنابيل ممتلئة بالحلويات، فكل شقة تحرص على إعطاء الزبال كميات من الكعك أو الجاتوه أو البيض الملون في شم النسيl ويقول مصطفى نصر: تذكرت ما كان يحدث في حارتنا عندما كنت صغيرا، فالكثير يربون الخرفان والمعيز، يتركونها تأكل من أكوام الزبالة، ثم يجمعونها في أول الليل في حظائرها، ويأتي رجل من "الغجر" ليقوم بعملية الإخصاء لذكور الخرفان والماعز، لكي يزيد لحومها. ويحكي كلوت بك رئيس مصلحة الصحة في القطر المصري أيام محمد علي، في كتابه "لمحة عامة إلى مصر" - الجزء الأول صفحة 630: عن عملية الاخصاء التي تجري في مصر، فيقول: إن هذه العملية لا تجري الآن إلاَّ في القطر المصري، الذي أصبح المورد الذي تستورد منه الخصيان، ويتم هذا الجرم في مدينتي أسيوط وجرجا، جماعة من المسيحيين، خاصة في قرية زاوية الدير التابعة لأسيوط. يختارون فصل الخريف الصالح – في رأيهم – لنجاح هذه العملية، فيشترون حوالي 300 طفل بين السادسة والتاسعة وسعرهم يقع بين 1500 قرش و3000 قرش. ثم يقطعون العضو الذكري، ولكي يمنعوا تدفق الدماء، يصبون على الجرح زيت مغلي، ثم يدفنون الأطفال من أقدامهم حتى بطونهم في الجبل، فيموت حوالي ربعهم، لكن من يعيش يبيعونه بسعر غال جدا، ليعمل خادماً في حرم القصور. وقد اشترك محمد علي والي البلاد في تجارة العبيد، فمثلما احتكر الزراعة والصناعة والتجارة فقد احتكر تجارة الرقيق لفترة محدودة. يذكر أن كتاب "البحث فى الأوراق القديمة" للكاتب مصطفى نصر، صدر عن وكالة الصحافة العربية (ناشرون) بالقاهرة، ويقع في 224 صفحة من القطع الكبير.