فتح الحصار وعمليات إطلاق النيران على قوارب قطاع غرة الفلسطيني، من قبل القوات الإسرائيلية، باباً لتهريب أسماك الإسكندرية، وتحديداً أسماك «حلقة السمك» بمنطقة الأنفوشى لإسرائيل، وسط تكتم من بائعى الحلقة، خاصة بعد تردد بعض الأشخاص المجهولين على باعة الأسماك لتصدير الأسماك لإسرائيل.
بداية قال أوشة أبو ليلة، بائع أسماك: «يتوافد عدد من التجار المصريين من محافظة الإسماعيلية وبورسعيد من حين لآخر لتجميع أطنان الأسماك من أنواع القاروص، والدينيس، والمياس، والبربونى»، مضيفًا: «أحد الأشخاص من محافظة الإسماعيلية دائماً يحضر لطلب كميات كبيرة جداً من الأسماك، ويصل سعر ما يشتريه من كل نوع حوالى 60 ألف جنيه، مثل سمك الدينيس، والذى يصل سعر الكيلو منه إلى 60 جنيهاً، ويقوم بتصديره لإسرائيل زى أى دولة ممكن يصدر لها».
وقال أحد باعة الأسماك بالحلقة: «تقابلت مع العديد من التجار الراغبين فى تهريب الأسماك لإسرائيل، رغم المعاناة التى يعيشها قطاع غزة التى تعانى من قلة انتاج الأسماك بعد ان فرضت إسرائيل قراراً بحظر الصيد على صيادى غزة بعد 2 كيلو متر، وإطلاق الرصاص على من يخالف القرار».
وأضاف: «ساحل غزة يعانى بسبب تلك السياسات من شح واستنفاذ كميات الأسماك لديهم أولا بأول، الأمر الذى دفع الصيادين لهجر مهنة الصيد، وتحولوا لتهريب الأسماك، من مصر خصوصاً من حلقة السمك بالأنفوشي، حيث يقوم الفلسطينيون بتهريب الأسماك عبر أنفاق سيناء، وهو ما دفع إسرائيل لمحاولة استيراد الأسماك من حلقة الأنفوشى لجودة أسماكها».
وأكد إبراهيم سمارة، عضو مجلس إدارة شعبة الأسماك بالغرفة التجارية، وجود عمليات تصدير أسماك لإسرائيل من قبل بعض التجار المصريين، موضحاً أن هذه العمليات لا تتم بصفة مستمرة، خاصة أن إسرائيل اتجهت الفترة الماضية لاستيراد الأسماك من موريتانيا، بسبب ارتفاع أسعار الأسماك بالإسكندرية.
وأضاف: أن سمك «البربوني» هو أكثر الأنواع التى تفضلها إسرائيل، وتشترى عادة 400 كيلو جرام فى الصفقة الواحدة، فضلا عن شراء كميات قليلة من الأنواع الأخرى.
وأرجع أحمد السيد، بائع اسماك، عمليات تصدير الأسماك لإسرائيل إلى الحالة الإقتصادية «السيئة» التى أعقبت إندلاع الثورة، والتى تسببت فى تدهور عمليات البيع والشراء فى الحلقة وجعلها أشبه بأرض فضاء تخلو من التجار والبيع بالجملة، وأصبحت تعتمد فقط على البيع القطاعى لمواطنى الإسكندرية بالكيلو، مؤكداً أن الحلقة كانت قبل الثورة تصدر أسماكها لعدد كبير من البلدان العربية والأجنبية، ولكن بعد الثورة ندر تردد مصدرى الأسماك على الحلقة.