تفوق للجانرز.. تاريخ مواجهات اليونايتد وأرسنال في الدوري الإنجليزي    "قلبه كان حاسس".. منشور غريب من تيمور تيمور قبل وفاته    إلزام المؤسسات التعليمية بقبول 5% من ذوى الإعاقة في المنظومة.. اعرف التفاصيل    البورصة المصرية تربح 14.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلتقي السفير الياباني والممثل الرئيسي لهيئة التعاون الدولي اليابانية «جايكا»    مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتدعو الدول لعدم المشاركة في الجريمة النكراء    وكيل الأزهر ووزير الثقافة.. غدًا تكريم الفائزين في مسابقة (ثقافة بلادي 2)    طقس يوم الاثنين .. حار نهارا ونشاط رياح يلطف الأجواء والعظمى بالقاهرة 35 درجة    حماة الوطن: بدأنا استعدادات مبكرة لخوض انتخابات النواب..وانتقاء دقيق للمرشحين    شرم الشيخ للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" في دورته 10    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    الأمم المتحدة: مقتل 1760 من الباحثين عن المساعدات    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    المجلس الوطني الفلسطيني: إدخال الخيام في غزة «مؤامرة ومقدمة للتهجير»    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    على خطى بالمر.. هل يندم مانشستر سيتي وجوارديولا على رحيل جيمس ماكاتي؟    أزمة الراتب.. سر توقف صفقة انتقال سانشو لصفوف روما    رئيس هيئة قناة السويس يوجه بصرف مليون جنيه دعما عاجلا لنادى الإسماعيلى    مصر تحصد ذهبية التتابع المختلط بختام بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    مدير عام الطب البيطري سوهاج يناشد المواطنين سرعة تحصين حيواناتهم ضد العترة الجديدة    الداخلية تكشف ملابسات تداول منشور تضمن مشاجرة بين شخصين خلافا على انتظار سيارتيهما بمطروح    عاجل| قرار وزاري جديد بشأن عدادات المياه المنزلي والتجاري    أمن قنا يكثف جهوده لضبط مطلقي النيران داخل سوق أبودياب    شئون البيئة بالشرقية: التفتيش على 63 منشآة غذائية وصناعية وتحرير محاضر للمخالفين    نقيب السكة الحديد: 1000 جنيه حافز للعاملين بالهيئة ومترو الأنفاق بمناسبة المولد النبي    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    انطلاق العرض المسرحي «هاملت» على مسرح 23 يوليو بالمحلة    25 باحثا يتناولون تجربة نادي حافظ الشعرية بالدراسة والتحليل في مؤتمر أدبي بالفيوم    أحمد سعد يغني مع شقيقة عمرو «أخويا» في حفله بمهرجان مراسي «ليالي مراسي»    رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة هيئة النيابة الإدارية    136 مجلسا فقهيا لمناقشة خطورة سرقة الكهرباء بمطروح    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة NILE وتنجح في أول تغيير لصمام أورطي بالقسطرة بالسويس    «يوم أو 2».. هل الشعور بألم العضلات بعد التمرين دليل على شيء مفرح؟    مدير تعليم القليوبية يكرم أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    الأونروا :هناك مليون امرأة وفتاة يواجهن التجويع الجماعي إلى جانب العنف والانتهاكات المستمرة في غزة    وزير الصناعة والنقل يتفقد معهد التبين للدراسات المعدنية التابع لوزارة الصناعة    930 ألف خدمة طبية بمبادرة 100 يوم صحة في بني سويف    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    إصلاح الإعلام    ما الذى فقدناه برحيل «صنع الله»؟!    7 بطاركة واجهوا بطش الرومان وقادوا الكنيسة المصرية ضد تيار الوثنية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    «ميلعبش أساسي».. خالد الغندور يهاجم نجم الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    نتنياهو: لا اتفاق مع حماس دون إطلاق الأسرى دفعة واحدة ووقف الحرب بشروطنا    راحة للاعبي الزمالك بعد التعادل مع المقاولون واستئناف التدريبات الاثنين    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    أخبار 24 ساعة.. إطلاق البرنامج المجانى لتدريب وتأهيل سائقى الشاحنات والأتوبيسات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسرح العربي: وفرة إنتاجية يقابلها فقر إبداعي
نشر في صوت البلد يوم 12 - 01 - 2017

لم نشهد خلال العام 2016 الآيل إلى الأفول سوى أعمال قليلة للمسرحيين العرب الكبار، فيما اتسمت معظم تجارب المخرجين الجدد بالضعف والتسطيح والافتقار إلى الكثير من جماليات المسرح وعناصره الإبداعية، عدا بعض التجارب القليلة.
فمن بين ما يزيد عن 600 عرض مسرحي قُدّم على امتداد العالم العربي، من المغرب إلى الخليج، خلال مهرجانات محلية وإقليمية وعربية ودولية ومواسم مسرحية، لا يستوقفنا منها سوى 20 أو 30 عرضا في أفضل الأحوال، فماذا يعني ذلك؟
إنه يعني من دون شك أن التردي الذي يعيشه العالم العربي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، يكتسح مسرحه أيضا رغم وجود نماذج حاولت الإفلات منه.
ومن جانب آخر لا يزال المسرح الجاد في العالم العربي مطلبا نخبويا لفئة محدودة، وعاجزا عن فرض حضوره كحاجة ثقافية حتى في أوساط المثقفين، والدليل على ذلك أن أغلب عروضه تُقدّم في المهرجانات فقط، باستثناء القليل منها الذي يُعرض للجمهور أياما أو أسابيع في بعض الدول التي يوجد فيها حراك مسرحي متواصل على مدار العام مثل مصر وتونس ولبنان.
شكّلت عودة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الثالثة والعشرين، بعد انقطاع دام 5 سنوات، أهم حدث في ما يتعلق بالمهرجانات، وقد تضمنت فعاليات هذه الدورة التي رأسها المخرج والكاتب المسرحي سامح مهران، عروضا عربية وأجنبية وندوة فكرية توزعت على 4 محاور “المسرح وقضايا تكفير التفكير”، “التجريب وتثوير الأبنية الجمالية”، “القضايا العربية في فضاء المسرح الغربي” و”الحركة النقدية والمسرح المقاوم”، شارك فيها نقاد وباحثون من مصر وسوريا والعراق وتونس والمغرب والأردن والجزائر والبحرين والكويت وعُمان والسودان، وآخرون مقيمون في أوروبا.
ورغم أهمية عودة هذا المهرجان، فإن أغلب العروض المصرية والعربية والأجنبية التي بلغ عددها 28 عرضا، لم تكن ذات مستوى يتناسب ومكانة المهرجان، وقد ألقي اللوم على لجنة المشاهدة التي اختارت العروض.
وشهد العام 2016 نحو 50 مهرجانا مسرحيا محليا وإقليميا وعربيا ودوليا، أبرزها إلى جانب مهرجان القاهرة: الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي في الكويت، والدورة الثامنة عشرة لمهرجان قرطاج المسرحي، ومهرجان المسرح العربي في صفاقس، والدورة الثانية عشرة لمهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية، والدورة الحادية عشرة لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، ومهرجان المسرح الدولي في الجزائر، والدورة السادسة والعشرون لأيام الشارقة المسرحية.
وفي مهرجان المسرح العربي للهيئة العربية تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي هذا العام ثمانية عروض، هي “التلفة” لفرقة “أكواريوم” المغربية من إخراج نعيمة زيطان، و”زيد انزيدك” لمسرح “باتنة” الجزائري من إخراج فوزي بن إبراهيم، و”ك أو” للمسرح الوطني التونسي من إخراج نعمان حمدة، و”سيد الوقت” لمسرح الغد المصري من إخراج ناصر عبدالمنعم، و”مدينة في ثلاثة فصول” للمسرح القومي السوري من إخراج عروة العربي، و”مكاشفات” للفرقة الوطنية العراقية من إخراج غانم حميد، و”صدى الصمت” لفرقة المسرح الكويتي من إخراج فيصل العميري، و”لا تقصص رؤياك” لمسرح الشارقة الوطني من إخراج محمد العامري.
وقد فاز بالجائزة عرض “صدى الصمت”، وهو من تأليف الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود.
وشاركت في مهرجان قرطاج لهذا العام عروض مسرحية من نحو 25 دولة عربية وأجنبية بينها: سوريا والعراق والإمارات ومصر والجزائر والمغرب ولبنان والكويت والسودان وتوغو والكاميرون ورواندا ومالي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا والمكسيك وفنزويلا.
وتمثّلت العروض العربية ب”روميو وجولييت” و”عروق الرمل” و”الشقف” من تونس، و”حلم” من سوريا، و”زي الناس” و”يا سم” من مصر، و”حروب” من العراق، و”عنبرة” من لبنان.
ونُظّمت على هامش المهرجان ندوة بعنوان “شكسبير بلا حدود” بدعم من المجلس الثقافي البريطاني في تونس، شارك فيها باحثون ونقاد ومخرجون عرب وغربيون، للبحث في تأثير الكاتب الإنكليزي في المسرح العربي والأفريقي تزامنا مع إحياء الذكرى ال400 لوفاته.
عروض متميزة
من بين المئات من العروض التي قُدّمت في العام 2016 تمكن الإشارة إلى مجموعة من العروض المتميزة، في مقدمتها عرض “المجنون” للمخرج التونسي توفيق الجبالي، تليها بضع تجارب مختارة من أعمال شكسبير للثالوث اللبناني: المخرج جلال خوري والممثلان ميراي معلوف ورفعت طربية، و”صدى الصمت” للكويتي فيصل العمير، و”بينما كنت أنتظر” للسوري عمر أبوسعدة، و”حروب” للعراقي إبراهيم حنون، و”الحب في زمن الحرب” للأردنية مجد القصص، و”صفحة سبعة” للبنانيين عصام بوخالد وفادي أبوسمرا، و”لا تقصص رؤياك” للإماراتي محمد العامري، و”الشقف” للتونسية سيرين قنون والكندي اللبناني الأصل مجدي أبومطر، و”القلعة” للكويتي علي الحسيني، و”سيلفون” للعراقي مؤيد محمد، و”نوم الغزلان” للبنانية لينا أبيض، و”نهيّر خريف” للتونسي محمد علي سعيد، و”الحريق” للعراقي المقيم في فرنسا محمد سيف.
ومن العروض المتميزة أيضا نجد “كل شيء عن أبي” للمغربي بوسلهام الضعيف، و”ستربتيز” للعراقي علاء قحطان، ومونودراما “سلوان” للتونسية ليلى طوبال، و”حصان الدم” للعراقي جبار جودي، و”العرس الوحشي” للأردني عبدالكريم الجراح، و”شيطان البحر” للإماراتي أحمد الأنصاري، و”ظلال أنثى” للأردني إياد شطناوي، و”موسوساراما” للجزائري شوقي بوزيد، وعنبرة” للبنانية علية الخالدي، و”أنت لست غارا” للأردني أشرف طلفاح. وتضاف إلى هذه العروض أيضا بقية العروض التي تنافست على جائزة الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي في الكويت.
وفي عرض “المجنون”، المكيّف عن كتاب “المجنون” الذي أصدره جبران خليل جبران سنة 1918، يروي المخرج التونسي توفيق الجبالي نظرة جبران للحياة، وهي نظرة حكيمة، زاهدة، متواضعة، ومتحررة من المواضيع الاجتماعية وذاهبة عكس تيار مياه القناعات الجامدة والنبوءات الكاذبة.
ويبدأ العرض بتلاوة نصوص حائرة تغوص في فلسفة الوجود وتتساءل عما هو جميل وقبيح، عن الحكمة والجنون، عن الإيمان والزندقة وما خفي من القول وما ظهر منه.
وتأتي هذه النصوص على لسان ثلاث فتيات بأيديهن صحف سلّطت عليها هالة من الضوء كإشارة أولى إلى النور الذي ينبعث من المعرفة، تأويل أو دلالة سرعان ما يأتي ما يقوّضهما.
وتشكّل حكايات قصيرة مجموعة من الإشارات يسمع منها المتلقي حكاية الرجل الذي تساءل عن وجود الآلهة من عدمها، فيتّهم بالزندقة ويرمى به خارج البلدة، وعن القبح والجمال حين التقيا على شاطئ البحر ونزلا للسباحة، فخرج القبح قبل الجمال واستولى على لباسه، ولما خرج الجمال من الماء لم يجد ثيابه، فلبس ثياب القبح لأن حياءه منعه من السير عاريا، كما تسمع حكاية مدهشة عن رجل يرثي كآبته الميتة ولا يفرح لولادة مسرّته.
وقدّم المخرج العراقي جبار جودي في عرضه “حصان الدم” مقاربة إخراجية تأويلية معاصرة لنص شكسبير الشهير “ماكبث”، فيجد المتلقي نفسه في العرض، بكل أجوائه ومفرداته وقسوته، أمام جريمة معاصرة، اغتيال سياسي على الطريقة المخابراتية الحديثة.
وبما أن مسرحية “مكبث” هي مسرحية الحلم والحقيقة، فإن المسافة التي تفصل الحلم عن الحقيقة هي مسافة ضبابية طيفية تهيم فيها شخصيات تلك المسرحية (مكبث، الليدي مكبث، بانكو، مكدف، دنكن) وتتسربل بطموحها الملطخ بتخبطها المستمر بأعمال وأخطاء قدرية فادحة وخطوط ماورائية متشابكة ومتوازية مع خط المسرحية الدرامي المتصاعد.
وانطلاقا من هذا المعنى الماورائي والروحاني انطلقت رؤية المخرج جبار جودي لتصور العوالم الطيفية التي تحركها قوى لا مرئية، وكأن المخرج حاور أرواح النص القادمة من عالم آخر، يضج بصراخ أطياف بشرية معذبة تحركها أحلامها وتطلعاتها التي دفنت في أراض قاحلة، بعد أن سحقها بحوافره المسننة حصان الدم، أو الطاغية بجموحه الفوضوي الخارج عن المعقول.
وأكّدت الكتابات النقدية عن العرض السوري “بينما كنت أنتظر” الذي كتبه محمد العطار وأخرجه عمر أبوسعدة، وعُرض في الدورة السبعين لمهرجان “أفينيو” في فرنسا، أنه عرض جدير بالاهتمام والتقدير، ينبئ عن كاتب مسرحي موهوب ومخرج يدرك أهمية لغة العرض المشهدية والحركية، استطاع أن يكشف ما ينطوي عليه النص من مستويات متعددة من حيث الدلالات والاستعارات.
أول ما يلفت انتباه المتلقي في العرض هو سرير مستشفى فارغ في المستوى الأرضي من الفضاء، يسع سوريا بأكملها وإلى جانبه أمّ سورية بملابس بيضاء تتماشى مع بياض السرير الذي يرقد عليه ابنها “تيم”، الغارق في غيبوبته، وما ينطوي عليه اللون من محو سعى العرض إلى الاشتغال عليه.
بينما تظهر في المستوى العلوي من الفضاء كلمات باللغتين الإنكليزية والفرنسية، تقول إن أحداث المسرحية تدور في دمشق بين عامي 2015 و2016، وعلى الجانب العلوي في يمين المسرح مائدة يجلس إليها شخص يقرأ اسمه “عمر”.
ويتضح للمتلقي في ما بعد أن “تيم” سبق أن عبر بسيارته حاجزا ما، فلاحقته سيارة وأوقفته وانهال عليه من فيها بالضرب المبرح، وها هو في المستشفى، ولن يفيق من غيبوبته حتى نهاية العرض.
ويرد عليه “عمر” راويا هو الآخر تعرضه لفعل مشابه حينما لاحقته المخابرات، وأخذته إلى أقبيتها الجهنّمية وجعلته في حالة غيبوبة مشابهة، لكن المخرج تجنّب وضع “عمر” على سرير في المستوى العلوي من الفضاء، وكأن سريرا واحدا يسع سوريا كلها، ولهذا حرص على إبقائه شاغرا معظم الوقت، بعدما أدى “عمر” دوره في رواية الأحداث المهمة لفهم ما جرى وما يجري.
وهكذا بلور التشابك في قصتي الشخصيتين ما آل إليه الوضع السوري بعد سنوات من اندلاع الثورة، وأتاح للعرض أن يجسد تلك المآلات ويعرّيها على الخشبة وينتقدها بلا هوادة.
واصلت الدوريات المسرحية ك”المسرح العربي” عن الهيئة العربية للمسرح، و”كواليس” عن جمعية المسرحيين في الإمارات، و”الحياة المسرحية” السورية، و”دراسات الفرجة” عن المركز الدولي لدراسات الفرجة في طنجة المغربية، و”المسرح” عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، و”الخشبة” العراقية، صدورها رغم عدم انتظام بعضها أحيانا واضطرار هيئات تحريرها إلى إصدار أعداد مزدوجة لأسباب فنية.
كما أصدرت مجلة “الجديد” الثقافية اللندنية عددا خاصا بالمسرح تحت عنوان جامع “الكتابة المسرحية: أصوات المجتمع” احتوى على 17 نصا مسرحيا لكتاب عرب من مختلف الدول العربية.
إصدارات مسرحية
أصدرت دور النشر أكثر من 40 كتابا تتضمن نصوصا ودراسات ومقالات نقدية، منها “المنعطف السردي في المسرح” لمجموعة من الباحثين عن المركز الدولي لدراسات الفرجة، “المسرح والتخييل الحر” لعواد علي عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وكتابان لعصام أبوالقاسم، الأول بعنوان “المسرح والتواصل”، والثاني بعنوان “المسرح العربي وتحدّيات الراهن” عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.
وصدر أيضا “المسرح الصامت بين المفهوم والتقنية” لأحمد محمد عبدالأمير عن دار الأيام في عمّان، و”موت وحياة المسرح” ليوسف الريحاني عن سلسلة “هامش” في تطوان المغربية، و”التوليد الدلالي للمخرج المؤلف في المسرح المعاصر– جواد الأسدي أنموذجا” لصميم حسب الله عن الهيئة العربية للمسرح، و”حوارات في المسرح العربي” لعبدالجبار خمران عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش و”المسرح في الإمارات: صورة الواقع وأسئلة المستقبل” ليوسف عيدابي عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.
ونظمت الهيئة العربية للمسرح في العام 2016 مسابقتها الدورية للنصوص المسرحية بشقيها: النص الموجه للكبار والنص الموجه للأطفال، وتلقت الهيئة عددا كبيرا من المشاركات، تأهل منها 157 نصا للكبار و151 نصا للأطفال، وترشحت للتنافس 5 نصوص للكبار هي “أريد رأسي” لسعيد حامد شحاتة (مصر)، “آلهة العرب” للبوصيري عبدالله (ليبيا)، و”زمن اليباب” لهزاع البراري (الأردن)، و”غائب لا يعود” لمحمود محمد القليني (مصر)، و”مصرايم” لأسامة عبدالفتاح نورالدين (مصر)
كما ترشحت 4 نصوص للأطفال هي “جحا ديجيتال” لكنزة مباركي (الجزائر)، و”داريْن تبحث عن وطن” لمصطفى محمد عبدالفتاح (سوريا)، و”صفر واحد”” لدحو فروج (الجزائر)، و”صورة سيلفي” لمحمد محمد أحمد مستجاب (مصر)
وسيكون الحسم في تراتبية النص الأول والثاني والثالث خلال ندوة محكمة تنظم ضمن الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي التي ستعقد في الجزائر من 10 إلى 19 يناير 2017، بحضور كتاب النصوص وأعضاء لجنتي التحكيم وجمهرة من النقاد والمسرحيين العرب.
وفي سياق محاولة مواصلة النقاش المرتبط بفنون الفرجة، الذي أطلقه المركز الدولي لدراسات الفرجة منذ أكثر من عقد من الزمن، نظمت ضمن فعاليات مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية ندوة للبحث في موضوع “المنعطف السردي في المسرح: عودة فنون الحكي”، وجاء اقتراح هذا الموضوع للنقاش نظرا إلى ازدهار العروض السردية والمسرحيات التي ترتكز حول أسلوب المونولوغ في الآونة الأخيرة، حيث يعود السرد إلى المسرح، ويأخذ المونولوغ الأسبقية على الديالوغ، وهو ما قد يعيد التفكير في بنية الدراما، والنظر في ممكنات الفعل القصصي، والسعي إلى تحقيق علاقة جديدة بين السرد والتمثيل المسرحي.
وفقد المسرح العربي عام 2016 عددا من أبرز كتّابه ومخرجيه وممثليه يأتي في طليعتهم العراقي يوسف العاني، المغربي الطيب الصديقي، التونسي المنصف السويسي، اللبناني منير أبودبس، والمصري سيد زيان.
لم نشهد خلال العام 2016 الآيل إلى الأفول سوى أعمال قليلة للمسرحيين العرب الكبار، فيما اتسمت معظم تجارب المخرجين الجدد بالضعف والتسطيح والافتقار إلى الكثير من جماليات المسرح وعناصره الإبداعية، عدا بعض التجارب القليلة.
فمن بين ما يزيد عن 600 عرض مسرحي قُدّم على امتداد العالم العربي، من المغرب إلى الخليج، خلال مهرجانات محلية وإقليمية وعربية ودولية ومواسم مسرحية، لا يستوقفنا منها سوى 20 أو 30 عرضا في أفضل الأحوال، فماذا يعني ذلك؟
إنه يعني من دون شك أن التردي الذي يعيشه العالم العربي، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، يكتسح مسرحه أيضا رغم وجود نماذج حاولت الإفلات منه.
ومن جانب آخر لا يزال المسرح الجاد في العالم العربي مطلبا نخبويا لفئة محدودة، وعاجزا عن فرض حضوره كحاجة ثقافية حتى في أوساط المثقفين، والدليل على ذلك أن أغلب عروضه تُقدّم في المهرجانات فقط، باستثناء القليل منها الذي يُعرض للجمهور أياما أو أسابيع في بعض الدول التي يوجد فيها حراك مسرحي متواصل على مدار العام مثل مصر وتونس ولبنان.
شكّلت عودة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الثالثة والعشرين، بعد انقطاع دام 5 سنوات، أهم حدث في ما يتعلق بالمهرجانات، وقد تضمنت فعاليات هذه الدورة التي رأسها المخرج والكاتب المسرحي سامح مهران، عروضا عربية وأجنبية وندوة فكرية توزعت على 4 محاور “المسرح وقضايا تكفير التفكير”، “التجريب وتثوير الأبنية الجمالية”، “القضايا العربية في فضاء المسرح الغربي” و”الحركة النقدية والمسرح المقاوم”، شارك فيها نقاد وباحثون من مصر وسوريا والعراق وتونس والمغرب والأردن والجزائر والبحرين والكويت وعُمان والسودان، وآخرون مقيمون في أوروبا.
ورغم أهمية عودة هذا المهرجان، فإن أغلب العروض المصرية والعربية والأجنبية التي بلغ عددها 28 عرضا، لم تكن ذات مستوى يتناسب ومكانة المهرجان، وقد ألقي اللوم على لجنة المشاهدة التي اختارت العروض.
وشهد العام 2016 نحو 50 مهرجانا مسرحيا محليا وإقليميا وعربيا ودوليا، أبرزها إلى جانب مهرجان القاهرة: الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي في الكويت، والدورة الثامنة عشرة لمهرجان قرطاج المسرحي، ومهرجان المسرح العربي في صفاقس، والدورة الثانية عشرة لمهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية، والدورة الحادية عشرة لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، ومهرجان المسرح الدولي في الجزائر، والدورة السادسة والعشرون لأيام الشارقة المسرحية.
وفي مهرجان المسرح العربي للهيئة العربية تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي هذا العام ثمانية عروض، هي “التلفة” لفرقة “أكواريوم” المغربية من إخراج نعيمة زيطان، و”زيد انزيدك” لمسرح “باتنة” الجزائري من إخراج فوزي بن إبراهيم، و”ك أو” للمسرح الوطني التونسي من إخراج نعمان حمدة، و”سيد الوقت” لمسرح الغد المصري من إخراج ناصر عبدالمنعم، و”مدينة في ثلاثة فصول” للمسرح القومي السوري من إخراج عروة العربي، و”مكاشفات” للفرقة الوطنية العراقية من إخراج غانم حميد، و”صدى الصمت” لفرقة المسرح الكويتي من إخراج فيصل العميري، و”لا تقصص رؤياك” لمسرح الشارقة الوطني من إخراج محمد العامري.
وقد فاز بالجائزة عرض “صدى الصمت”، وهو من تأليف الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود.
وشاركت في مهرجان قرطاج لهذا العام عروض مسرحية من نحو 25 دولة عربية وأجنبية بينها: سوريا والعراق والإمارات ومصر والجزائر والمغرب ولبنان والكويت والسودان وتوغو والكاميرون ورواندا ومالي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا والمكسيك وفنزويلا.
وتمثّلت العروض العربية ب”روميو وجولييت” و”عروق الرمل” و”الشقف” من تونس، و”حلم” من سوريا، و”زي الناس” و”يا سم” من مصر، و”حروب” من العراق، و”عنبرة” من لبنان.
ونُظّمت على هامش المهرجان ندوة بعنوان “شكسبير بلا حدود” بدعم من المجلس الثقافي البريطاني في تونس، شارك فيها باحثون ونقاد ومخرجون عرب وغربيون، للبحث في تأثير الكاتب الإنكليزي في المسرح العربي والأفريقي تزامنا مع إحياء الذكرى ال400 لوفاته.
عروض متميزة
من بين المئات من العروض التي قُدّمت في العام 2016 تمكن الإشارة إلى مجموعة من العروض المتميزة، في مقدمتها عرض “المجنون” للمخرج التونسي توفيق الجبالي، تليها بضع تجارب مختارة من أعمال شكسبير للثالوث اللبناني: المخرج جلال خوري والممثلان ميراي معلوف ورفعت طربية، و”صدى الصمت” للكويتي فيصل العمير، و”بينما كنت أنتظر” للسوري عمر أبوسعدة، و”حروب” للعراقي إبراهيم حنون، و”الحب في زمن الحرب” للأردنية مجد القصص، و”صفحة سبعة” للبنانيين عصام بوخالد وفادي أبوسمرا، و”لا تقصص رؤياك” للإماراتي محمد العامري، و”الشقف” للتونسية سيرين قنون والكندي اللبناني الأصل مجدي أبومطر، و”القلعة” للكويتي علي الحسيني، و”سيلفون” للعراقي مؤيد محمد، و”نوم الغزلان” للبنانية لينا أبيض، و”نهيّر خريف” للتونسي محمد علي سعيد، و”الحريق” للعراقي المقيم في فرنسا محمد سيف.
ومن العروض المتميزة أيضا نجد “كل شيء عن أبي” للمغربي بوسلهام الضعيف، و”ستربتيز” للعراقي علاء قحطان، ومونودراما “سلوان” للتونسية ليلى طوبال، و”حصان الدم” للعراقي جبار جودي، و”العرس الوحشي” للأردني عبدالكريم الجراح، و”شيطان البحر” للإماراتي أحمد الأنصاري، و”ظلال أنثى” للأردني إياد شطناوي، و”موسوساراما” للجزائري شوقي بوزيد، وعنبرة” للبنانية علية الخالدي، و”أنت لست غارا” للأردني أشرف طلفاح. وتضاف إلى هذه العروض أيضا بقية العروض التي تنافست على جائزة الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي في الكويت.
وفي عرض “المجنون”، المكيّف عن كتاب “المجنون” الذي أصدره جبران خليل جبران سنة 1918، يروي المخرج التونسي توفيق الجبالي نظرة جبران للحياة، وهي نظرة حكيمة، زاهدة، متواضعة، ومتحررة من المواضيع الاجتماعية وذاهبة عكس تيار مياه القناعات الجامدة والنبوءات الكاذبة.
ويبدأ العرض بتلاوة نصوص حائرة تغوص في فلسفة الوجود وتتساءل عما هو جميل وقبيح، عن الحكمة والجنون، عن الإيمان والزندقة وما خفي من القول وما ظهر منه.
وتأتي هذه النصوص على لسان ثلاث فتيات بأيديهن صحف سلّطت عليها هالة من الضوء كإشارة أولى إلى النور الذي ينبعث من المعرفة، تأويل أو دلالة سرعان ما يأتي ما يقوّضهما.
وتشكّل حكايات قصيرة مجموعة من الإشارات يسمع منها المتلقي حكاية الرجل الذي تساءل عن وجود الآلهة من عدمها، فيتّهم بالزندقة ويرمى به خارج البلدة، وعن القبح والجمال حين التقيا على شاطئ البحر ونزلا للسباحة، فخرج القبح قبل الجمال واستولى على لباسه، ولما خرج الجمال من الماء لم يجد ثيابه، فلبس ثياب القبح لأن حياءه منعه من السير عاريا، كما تسمع حكاية مدهشة عن رجل يرثي كآبته الميتة ولا يفرح لولادة مسرّته.
وقدّم المخرج العراقي جبار جودي في عرضه “حصان الدم” مقاربة إخراجية تأويلية معاصرة لنص شكسبير الشهير “ماكبث”، فيجد المتلقي نفسه في العرض، بكل أجوائه ومفرداته وقسوته، أمام جريمة معاصرة، اغتيال سياسي على الطريقة المخابراتية الحديثة.
وبما أن مسرحية “مكبث” هي مسرحية الحلم والحقيقة، فإن المسافة التي تفصل الحلم عن الحقيقة هي مسافة ضبابية طيفية تهيم فيها شخصيات تلك المسرحية (مكبث، الليدي مكبث، بانكو، مكدف، دنكن) وتتسربل بطموحها الملطخ بتخبطها المستمر بأعمال وأخطاء قدرية فادحة وخطوط ماورائية متشابكة ومتوازية مع خط المسرحية الدرامي المتصاعد.
وانطلاقا من هذا المعنى الماورائي والروحاني انطلقت رؤية المخرج جبار جودي لتصور العوالم الطيفية التي تحركها قوى لا مرئية، وكأن المخرج حاور أرواح النص القادمة من عالم آخر، يضج بصراخ أطياف بشرية معذبة تحركها أحلامها وتطلعاتها التي دفنت في أراض قاحلة، بعد أن سحقها بحوافره المسننة حصان الدم، أو الطاغية بجموحه الفوضوي الخارج عن المعقول.
وأكّدت الكتابات النقدية عن العرض السوري “بينما كنت أنتظر” الذي كتبه محمد العطار وأخرجه عمر أبوسعدة، وعُرض في الدورة السبعين لمهرجان “أفينيو” في فرنسا، أنه عرض جدير بالاهتمام والتقدير، ينبئ عن كاتب مسرحي موهوب ومخرج يدرك أهمية لغة العرض المشهدية والحركية، استطاع أن يكشف ما ينطوي عليه النص من مستويات متعددة من حيث الدلالات والاستعارات.
أول ما يلفت انتباه المتلقي في العرض هو سرير مستشفى فارغ في المستوى الأرضي من الفضاء، يسع سوريا بأكملها وإلى جانبه أمّ سورية بملابس بيضاء تتماشى مع بياض السرير الذي يرقد عليه ابنها “تيم”، الغارق في غيبوبته، وما ينطوي عليه اللون من محو سعى العرض إلى الاشتغال عليه.
بينما تظهر في المستوى العلوي من الفضاء كلمات باللغتين الإنكليزية والفرنسية، تقول إن أحداث المسرحية تدور في دمشق بين عامي 2015 و2016، وعلى الجانب العلوي في يمين المسرح مائدة يجلس إليها شخص يقرأ اسمه “عمر”.
ويتضح للمتلقي في ما بعد أن “تيم” سبق أن عبر بسيارته حاجزا ما، فلاحقته سيارة وأوقفته وانهال عليه من فيها بالضرب المبرح، وها هو في المستشفى، ولن يفيق من غيبوبته حتى نهاية العرض.
ويرد عليه “عمر” راويا هو الآخر تعرضه لفعل مشابه حينما لاحقته المخابرات، وأخذته إلى أقبيتها الجهنّمية وجعلته في حالة غيبوبة مشابهة، لكن المخرج تجنّب وضع “عمر” على سرير في المستوى العلوي من الفضاء، وكأن سريرا واحدا يسع سوريا كلها، ولهذا حرص على إبقائه شاغرا معظم الوقت، بعدما أدى “عمر” دوره في رواية الأحداث المهمة لفهم ما جرى وما يجري.
وهكذا بلور التشابك في قصتي الشخصيتين ما آل إليه الوضع السوري بعد سنوات من اندلاع الثورة، وأتاح للعرض أن يجسد تلك المآلات ويعرّيها على الخشبة وينتقدها بلا هوادة.
واصلت الدوريات المسرحية ك”المسرح العربي” عن الهيئة العربية للمسرح، و”كواليس” عن جمعية المسرحيين في الإمارات، و”الحياة المسرحية” السورية، و”دراسات الفرجة” عن المركز الدولي لدراسات الفرجة في طنجة المغربية، و”المسرح” عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، و”الخشبة” العراقية، صدورها رغم عدم انتظام بعضها أحيانا واضطرار هيئات تحريرها إلى إصدار أعداد مزدوجة لأسباب فنية.
كما أصدرت مجلة “الجديد” الثقافية اللندنية عددا خاصا بالمسرح تحت عنوان جامع “الكتابة المسرحية: أصوات المجتمع” احتوى على 17 نصا مسرحيا لكتاب عرب من مختلف الدول العربية.
إصدارات مسرحية
أصدرت دور النشر أكثر من 40 كتابا تتضمن نصوصا ودراسات ومقالات نقدية، منها “المنعطف السردي في المسرح” لمجموعة من الباحثين عن المركز الدولي لدراسات الفرجة، “المسرح والتخييل الحر” لعواد علي عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وكتابان لعصام أبوالقاسم، الأول بعنوان “المسرح والتواصل”، والثاني بعنوان “المسرح العربي وتحدّيات الراهن” عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.
وصدر أيضا “المسرح الصامت بين المفهوم والتقنية” لأحمد محمد عبدالأمير عن دار الأيام في عمّان، و”موت وحياة المسرح” ليوسف الريحاني عن سلسلة “هامش” في تطوان المغربية، و”التوليد الدلالي للمخرج المؤلف في المسرح المعاصر– جواد الأسدي أنموذجا” لصميم حسب الله عن الهيئة العربية للمسرح، و”حوارات في المسرح العربي” لعبدالجبار خمران عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش و”المسرح في الإمارات: صورة الواقع وأسئلة المستقبل” ليوسف عيدابي عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.
ونظمت الهيئة العربية للمسرح في العام 2016 مسابقتها الدورية للنصوص المسرحية بشقيها: النص الموجه للكبار والنص الموجه للأطفال، وتلقت الهيئة عددا كبيرا من المشاركات، تأهل منها 157 نصا للكبار و151 نصا للأطفال، وترشحت للتنافس 5 نصوص للكبار هي “أريد رأسي” لسعيد حامد شحاتة (مصر)، “آلهة العرب” للبوصيري عبدالله (ليبيا)، و”زمن اليباب” لهزاع البراري (الأردن)، و”غائب لا يعود” لمحمود محمد القليني (مصر)، و”مصرايم” لأسامة عبدالفتاح نورالدين (مصر)
كما ترشحت 4 نصوص للأطفال هي “جحا ديجيتال” لكنزة مباركي (الجزائر)، و”داريْن تبحث عن وطن” لمصطفى محمد عبدالفتاح (سوريا)، و”صفر واحد”” لدحو فروج (الجزائر)، و”صورة سيلفي” لمحمد محمد أحمد مستجاب (مصر)
وسيكون الحسم في تراتبية النص الأول والثاني والثالث خلال ندوة محكمة تنظم ضمن الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي التي ستعقد في الجزائر من 10 إلى 19 يناير 2017، بحضور كتاب النصوص وأعضاء لجنتي التحكيم وجمهرة من النقاد والمسرحيين العرب.
وفي سياق محاولة مواصلة النقاش المرتبط بفنون الفرجة، الذي أطلقه المركز الدولي لدراسات الفرجة منذ أكثر من عقد من الزمن، نظمت ضمن فعاليات مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية ندوة للبحث في موضوع “المنعطف السردي في المسرح: عودة فنون الحكي”، وجاء اقتراح هذا الموضوع للنقاش نظرا إلى ازدهار العروض السردية والمسرحيات التي ترتكز حول أسلوب المونولوغ في الآونة الأخيرة، حيث يعود السرد إلى المسرح، ويأخذ المونولوغ الأسبقية على الديالوغ، وهو ما قد يعيد التفكير في بنية الدراما، والنظر في ممكنات الفعل القصصي، والسعي إلى تحقيق علاقة جديدة بين السرد والتمثيل المسرحي.
وفقد المسرح العربي عام 2016 عددا من أبرز كتّابه ومخرجيه وممثليه يأتي في طليعتهم العراقي يوسف العاني، المغربي الطيب الصديقي، التونسي المنصف السويسي، اللبناني منير أبودبس، والمصري سيد زيان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.