الطرق السريعة خطر دائم يروع الامنين ويحصد أرواح المواطنين بسبب عشوائية تخطيط انشاء هذه الطرق وعدم التدقيق في إجراءات السلامة بالنسبة لها فبعض منها يعيبه الضيق الشديد مما يعوق المرور بسهولة والبعض الآخر تهالكت أجزاؤه وأغفل المسئولون مهمة صيانته الامر الذي تسبب في أزمات مرورية أسفرت عن موت المواطنين جزاء حوادث الطرق المتكررة وعدم انتظام العمل بهذه الكباري وتعطل الإنارة في جانب كبير منها حيث ينذر ذلك بكوارث مفجعة قد تخلف الكثير من الضحايا والارواح. ويؤكد د. مجدي صلاح نور الدين استاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة ان التصميم الهندسي للطريق الدائري مبني علي اساس انه طريق حر لا يضم تقاطعات مع أي حركة مرور سطحية وبالتالي لا تتوقف عليه السيارات وتصعد وتخرج من خلال مطالع ومنازل محددة وقد ظهرت المشكلة مع انتشار البناء العشوائي علي الاراضي الزراعية المحيطة بالطريق وتم حفر سلالم علي الميل الجانبي للطريق وعمل فتحات من خلال السور للصعود الي الدائري واستقلال وسائل المواصلات وهذا الميل الجانبي مصمم لحماية اجناب الطريق من التآكل وبالتالي فان صغر هذه السلالم يؤثر علي صلاحية هذا الميل الجانبي مما يشكل خطورة علي المدي البعيد. ويضيف د. مجدي ان الحل الامثل لذلك هو انشاء كباري للمشاة اعلي الطريق الدائري وإضافة عرض جانبي للطريق يخصص لوقوف الميكروباص بشكل آمن. ويري أن الاهمال لا يقتصر علي ذلك انما هناك اجزاء غير موجودة من السور وأجزاء خرسانية محطمة من الحواجز الفاصلة بين جانبي الطريق وهو ما يزيد من الحوادث بالاضافة الي انتشار الباعة الجائلين وتوقف عربات النقل الثقيل والملاكي بجانبها دون أي رقيب. ويدلل د. مجدي علي الاهمال بأن هناك جزءا كبيرا من مطلع الدائري من اللأوتوستراد في الاتجاه القادم من المعادي الي الجيزة ظل بدون سور لأكثر من عام وهو ما تم اصلاحه منذ شهور قليلة. أما محور 26 يوليو فتنتشر علي السور المحيط به الفتحات الخاصة بالمشاة والاجزاء التالفة او المنزوعة من السور وانار الحوادث السابقة رغم تجديده منذ عامين فقط بتكلفة تتعدي المائة مليون جنيه. ويتساءل د. مجدي اين صيانة الطرق والكباري في مصر؟ فهي كالجسد الحي لابد من معالجتها بشكل فوري عند حدوث اي مشاكل بها لكن هذه الصيانة في مصر "فريضة غائبة" والطبيعي ان انشاء اي طريق يستلزم ميزانية محددة للصيانة لكن الاهمال يؤدي الي هذه الاوضاع السيئة. وعلي سبيل المثال تم تجديد محور 26 يوليو بعد تسع سنوات من انشائه وتركه دون صيانة مما ادي الي تردي حالته وارتفاع تكلفة تجديده. ويضيف ان من مشكلات الطرق توزيع المسئولية علي اكثر من جهة فالجهاز المركزي للتعمير التابع لوزارة الاسكان والتعمير قام بانشاء محور 26 يوليو وآلت اعمال التشغيل والصيانة للهيئة العامة للطرق والكباري التابعة لوزارة النقل في حين ان مراقبة الطريق تقع تحت مسئولية ادارة المرور. وتؤكد د. ليلي رضوان استاذة هندسة الطرق والمرور بهندسة القاهرة علي ان بنية الاسوار غالبا ما تكون ضعيفة نتيجة ارتفاع تكلفتها لضمان المتانة وبالتالي فلابد ان تصمم هذه الاسوار باسلوب يجعلها تمتص صدمة السيارة وتقلل من احتمال سقوطها وفي هذه الحالة قد يحدث تلف في السور لكنه لا يسقط بشكل كامل. وتطالب د. ليلي بوجود صيانة دورية للطرق والكباري وهو ما يقلل من الحوادث التي تؤدي بارواح العديد من البشر وهو الامر الذي يزعج فئات الشعب المختلفة خاصة مع تزايد ضحايا هذه الطرق من عام لآخر. ويري د. محمود ابراهيم بهندسة المنصورة ان صيانة وترميم الطرق والكباري لها دور كبير في تحقيق السيولة المرورية ويقلل الحوادث وكذلك الرقابة الشديدة علي هذه الطرق لمنع اي مخالفات واقترح انشاء مؤسسة خاصة للطرق والكباري تتولي مهمة اعمال البناء في تلك الكباري وتقوم باعمال الصيانة اللازمة لها بالاضافة الي التنسيق الكامل مع ادارة المرور وبحث التدابير اللازمة لتحسين الخدمة علي الطرق السريعة بما يحقق امن وسلامة المواطنين واصحاب السيارات والمركبات المختلفة من جهة وتقليل حجم الكوارث وحوادث الطرق من جهة اخري.