عمدة "هوداك" برومانيا يكرم طلاب جامعة سيناء الفائزين بالجائزة الذهبية في مهرجان الفلكلور الدولي    تنفيذ 87 مشروعًا خدميًا وتنمويًا خلال أسبوع لخدمة 400 ألف مواطن بالوادي الجديد    وفاة العشرات بسبب سوء التغذية في ولاية جنوب كردفان السودانية    الدوري الإنجليزي، توتنهام يواصل تقدمه على مانشستر سيتي بعد 75 دقيقة    بمشاركة فريق مصري.. تعرف على المشاركين في البطولة العربية للأندية لليد    "مكافحة الإدمان": 2500 شاب وفتاة جدد تقدموا للانضمام إلى رابطة متطوعي الصندوق    نائب وزير السياحة وأمين المجلس الأعلى للآثار يتفقدان أعمال ترميم المواقع بالإسكندرية    مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر ومطروح تتضمن التعاون العلمي والأكاديمي وتبادل الخبرات    الإتجار في السموم وحيازة خرطوش.. جنايات شبرا تقضي بسجن متهمين 6 سنوات    وزير الصحة الفلسطيني: فقدنا 1500 كادر طبي.. وأطباء غزة يعالجون المرضى وهم يعانون من الجوع والإرهاق    الصحة تقدم 314 ألف خدمة طبية مجانية عبر 143 قافلة بجميع المحافظات خلال يوليو    قيادي بمستقبل وطن: تحركات الإخوان ضد السفارات المصرية محاولة بائسة ومشبوهة    إزالة لمزرعة سمكية مخالفة بجوار "محور 30" على مساحة 10 أفدنة بمركز الحسينية    إسلام جابر: لم أتوقع انتقال إمام عاشور للأهلي.. ولا أعرف موقف مصطفى محمد من الانتقال إليه    إسلام جابر: تجربة الزمالك الأفضل في مسيرتي.. ولست نادما على عدم الانتقال للأهلي    تفعيل البريد الموحد لموجهي اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بالفيوم    استقالات جماعية للأطباء ووفيات وهجرة الكفاءات..المنظومة الصحية تنهار فى زمن العصابة    إطلاق نار على الحدود بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية    مصر القومي: الاعتداء على السفارات المصرية امتداد لمخططات الإخوان لتشويه صورة الدولة    صور.. 771 مستفيدًا من قافلة جامعة القاهرة في الحوامدية    مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية    50 ألف مشجع لمباراة مصر وإثيوبيا في تصفيات كأس العالم    "قصص متفوتكش".. رسالة غامضة من زوجة النني الأولى.. ومقاضاة مدرب الأهلي السابق بسبب العمولات    وزير الدفاع الأمريكي يجيز ل2000 من الحرس الوطني حمل السلاح.. ما الهدف؟    وزير خارجية باكستان يبدأ زيارة إلى بنجلاديش    وزارة النقل تناشد المواطنين عدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه أثناء غلقها    «لازم إشارات وتحاليل للسائقين».. تامر حسني يناشد المسؤولين بعد حادث طريق الضبعة    «المركزي لمتبقيات المبيدات» ينظم ورشة عمل لمنتجي ومصدري الطماطم بالشرقية    وفاة سهير مجدي .. وفيفي عبده تنعيها    مؤسسة فاروق حسني تطلق الدورة ال7 لجوائز الفنون لعام 2026    قلق داخلي بشأن صديق بعيد.. برج الجدي اليوم 23 أغسطس    غدا.. قصور الثقافة تطلق ملتقى دهب العربي الأول للرسم والتصوير بمشاركة 20 فنانا    تم تصويره بالأهرامات.. قصة فيلم Fountain of Youth بعد ترشحه لجوائز LMGI 2025    تكريم الفنانة شيرين في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته ال41    موعد إجازة المولد النبوي 2025.. أجندة الإجازات الرسمية المتبقية للموظفين    كيف تكون مستجابا للدعاء؟.. واعظة بالأزهر توضح    منال عوض تناقش استعدادات استضافة مؤتمر الأطراف ال24 لحماية بيئة البحر الأبيض المتوسط من التلوث    وزير العمل يتفقد وحدتي تدريب متنقلتين قبل تشغيلهما غدا بالغربية    رئيس «الرعاية الصحية»: تقديم أكثر من 2.5 مليون خدمة طبية بمستشفيات الهيئة في جنوب سيناء    الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت 59 مليون خدمة طبية مجانية خلال 38 يوما    فحص وصرف العلاج ل247 مواطنا ضمن قافلة بقرية البرث في شمال سيناء    نور القلوب يضىء المنصورة.. 4 من ذوى البصيرة يبدعون فى مسابقة دولة التلاوة    ضبط وتحرير 18 محضرا فى حملة إشغالات بمركز البلينا فى سوهاج    8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    محاضرة فنية وتدريبات خططية في مران الأهلي استعدادًا للمحلة    محافظ أسوان يتابع معدلات الإنجاز بمشروع محطة النصراب بإدفو    طقس الإمارات اليوم.. غيوم جزئية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    مصر تستضيف النسخة الأولى من قمة ومعرض "عالم الذكاء الاصطناعي" فبراير المقبل    تحرير 125 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    ورش تدريبية للميسرات العاملات بمركزي استقبال أطفال العاملين ب«التضامن» و«العدل»    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    إعلام فلسطينى: مصابون من منتظرى المساعدات شمال رفح الفلسطينية    حسن الخاتمة.. وفاة معتمر أقصري أثناء أدائه مناسك الحج    تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    «مياه الأقصر» تسيطر على بقعة زيت فى مياه النيل دون تأثر المواطنين أو إنقطاع الخدمة    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل ينجح التجديد في معرض البحرين الدولي للكتاب ؟
نشر في صوت البلد يوم 04 - 04 - 2016

اختتمت فعاليات معرض البحرين الدولي السابع عشر للكتاب، والذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار في مملكة البحرين في الفترة من 24 مارس لغاية 3 أبريل 2016، حرصا على تواصل القارئ مع أحدث الإصدارات في شتى مجالات المعرفة وسعيا إلى تأصيل حب القراءة وبناء مجتمع قارئ. ويشتمل المعرض على أجنحة متعددة ومتخصصة في الكتب العربية والأجنبية وكتب الأطفال والكتب التعليمية والإلكترونية، إضافة إلى إقامته لأنشطة ثقافية متنوعة طيلة أيامه.
سببت المشكلة غير المعلنة بين هيئة الثقافة والآثار ووزارة التجارة البحرينية نقل مقر معرض البحرين الدولي للكتاب السابع عشر من أرض المعارض والمؤتمرات إلى متحف البحرين الوطني، حيث أقامت الهيئة خيمة قبيل افتتاح المعرض بوقت قصير لتحتضن دور النشر المشاركة بالتعاون مع الصالة الثقافية وصالة المؤتمرات في المتحف التي احتضنت بعض الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض الذي فتح أبوابه للزوار من 24 مارس حتى 3 أبريل.
هذا الانتقال كان سيكون جيدا وسلسا لولا تساقط الأمطار التي كشفت ضعف التجهيزات في الخيمة، حيث أفسدت التسريبات بعض الكتب وملأت الممرات بالماء، لا سيما تلك التي تقع في الأطراف.
الإيجار والمبيعات
تسعى الهيئة إلى أن يكون المعرض -المقام كل سنتين- بصمة ثقافية في المشهد الثقافي البحريني، والعربي، وأن تنافس من خلاله المعارض الدولية الأخرى في المنطقة، لذلك اهتمت أن يكون متزامنا مع فعاليات “وجهتك البحرين”، بالإضافة إلى فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر المتنوّعة بين المسرح والموسيقى والغناء والفلكلور والأمسيات الشعرية والثقافية.
رغم أن الهيئة تقدّم تسهيلاتها الكبيرة للدور المشاركة، وتحاول أن تخفف عليها قدر إمكانياتها من إيجار الأجنحة (800 دولار للجناح الواحد)، حيث اعتبره الناشرون مبلغا معقولا مقارنة بإيجار معرض الأيام أو الرياض أو الكويت التي تصل إلى 1400 دولار، إلا أنه كان بإمكان الهيئة تخفيض هذا المبلغ إلى حد أدنى من ذلك، لا سيما وأن ملكية أرض المعرض أصبحت هذا العام تعود للهيئة نفسها، وانها لن تتحمل سوى تكلفة الخيمة فحسب.
ويرى المتابعون بأنه ربما لو عملت الهيئة بهذه الخطوة لأصبح بإمكان الناشرين أن يخفضوا بدورهم من أسعار الكتب التي تشتكي مبيعاتها من عدم الإقبال، فالقوة الشرائية تضعف سنة بعد سنة بسبب الحالة الاقتصادية المتدنية التي بدأت تلتهم أفراد الشعب البحريني والخليجي شيئا فشيئا، بينما بقية أسعار الكتب تتصاعد.
بلغ عدد دور النشر والجهات المشاركة في المعرض 322 جهة، جاءت على النحو التالي “البحرين (48 جهة)، والسعودية (16 جهة)، ومصر (65 جهة)، والأردن (27 جهة)، ولبنان (52 جهة)، وسوريا، رغم ظروف الحرب (29 جهة)، والإمارات (41 جهة)، والكويت (20 جهة)، وبريطانيا (5 جهات)، وتونس (جهتان)، والسودان (جهتان)، والمغرب (جهتان)، واليمن (جهتان)، وفلسطين المحتلة (جهتان)، وألمانيا (جهتان)، والعراق (جهتان)، بينما شاركت كل من قطر وعُمان وكندا وتركيا والجزائر بجهة واحدة لكل دولة.
الأردن ضيف شرف
من الواضح أن أصحاب دور النشر تعلموا الدرس جيداً، وأتقنوا مزاج الرقيب البحريني والخليجي بصفة عامة، فالكتاب الموجود في مصر ولبنان والعراق قد لا تجده على الرف البحريني والخليجي.
وعليه، غابت الكثير من العناوين التي لا تتناسب مع طبيعة المرحلة السياسية، نظراً إلى اختلاف الاستراتيجيات والتحالفات الدولية التي عسكرت المنطقة العربية لمعسكرين طائفيين، الأمر الذي انعكس على توافر الكتب وغيابها بناء على توجه الكاتب السياسي والأيديولوجي، فغابت مثلاً كتب عبدالباري عطوان، وأيضاً الكتب التي كانت في يوم من الأيام تنتمي إلى تيار المقاومة اللبنانية بشقّيه اليساري واليميني، بالإضافة إلى منع بعض الكتب البحرينية، حيث منع -على سبيل المثال- كتاب “مواطئ وطن: شهادات إبداعية في التجارب البحرينية” الصادر عن دار فراديس، وهو كتاب اشتغلت عليه قرابة سنتين. وفي سؤال للناشر موسى الموسوي عن أسباب منعه أشار بأنه متفاجئ.
يأتي الأردن ضيف شرف في المعرض، وقد نظمت الهيئة له برنامجاً ثقافياً مع مجموعة رم الموسيقية، حيث استحضرت الفرقة موروثاً موسيقياً محلياً وعربياً بقيادة الموسيقي طارق الناصر.
ويقدم برنامج ضيف الشرف مجموعة من المحاضرات والندوات تبدأ مع وزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ حول الثقافة في الأردن تاريخا وحاضرا، هذا إضافة إلى محاضرة لباسم الطويسي بعنوان “الإعلام العربي وثقافة التطرف” وغيرها.وتعزيزاً للتواصل الحضاري والثقافي بين البلدين، فإن برنامج الأردن استطاع أن يخلق مساحة تلتقي فيها الثقافات والحضارات البحرينية والأردنية، إذ يستضيف البرنامج أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء أردنيون وبحرينيّون أمثال الشاعر الأردني لؤي أحمد الذي قابل الشاعر البحريني إبراهيم بوهندي، والشاعرة مها العتوم التي شاركت أمسيتها برفقة الشاعر البحريني علي الشرقاوي، كما عرض فيلم “ذيب” لمخرجه ناجي أبونوّار والحاصل على جائزة أفضل عمل روائي من الأكاديمية البريطانية للسينما عام 2016. وقد أوضحت وزيرة الثقافة الأردنية السيدة مامكغ أن مشاركتهم تجذّر العلاقات التاريخية بين البلدين.
ركن قاسم حداد
خصصت الهيئة ركناً في المعرض لمنجز الشاعر البحريني قاسم حداد الأدبي والثقافي محاولة توفير ما استطاعت من كتبه ومخطوطاته القديمة والجديدة، كما احتفلت الهيئة بتوقيع حداد لآخر إصداراته، حيث وقع الأحد 27 مارس كتابه الجديد “يوميات بيت هاينريش بول”. وسبقت حفل التوقيع كلمة ألقاها قاسم شكر فيها الهيئة لاهتمامها بنشر الثقافة والمعرفة والكتب، كما شكر كل من أسهم في إصدار كتابه الذي أنجزه خلال إقامته الأدبية في ألمانيا عبر منحة من مؤسسة “هاينرش بول” طوال سنة 2013.
وجاء في إعلام الهيئة الخاص بركن قاسم حداد “قاسم حداد الذي يعي حبّ الكتابة”، الذي قال “لو توقفت عن الحب كنت متّ حينها”، مازال مستمراً يوظب الكون كما لو أنه فكرة، كلما نضجت، صار يكتب عنها، كلما ظن أنها ستنسى يكتشف أنها قيد الذاكرة/ الكتابة، غير أنه من الملتبس الآن: من كان يكتب الآخر؟. قاسم الذي أحببنا، الرجل الذي أزهر الشعر في يديه لو “حصة في الولع” في فتنة هذا المكان، حيث يزيح المعرض عن زاوية شاعرنا الجميل، عرّاب المحبة، وصانع الكتابة، في جناح هيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث ركن “قاسم حداد” المخصص لنتاجات شاعرنا وأديبنا”.
البرنامج الثقافي
خلا البرنامج الثقافي من أسماء شبابية بحرينية، وجاء هادئاً متنوعاً، تغلب عليه البساطة والحميمية، وتنوّعت الفعاليات بين بحرينية وأردنية وعربية، واشتملت على أمسيات موسيقية وشعرية وتوقيعات للكتب وتدشينات لبعض الإصدارات الثقافية. وقد خصصت الهيئة في وقت سابق ثلاث جوائز ضمن المعرض، وهي جائزة البحرين للكتاب وفاز بها كتاب “قرية الدوايمة” للباحث حسن أبوصبيح، وجائزة محمد البنكي لشخصية العام الثقافية، وجائزة لؤلؤة الخليج (سيعلن عنها في 3 أبريل)، ويتم الإعلان عن الفائزين في جناح الهيئة في وقتها المقرر.
بدأت جائزة البحرين للكتاب في 2011 بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، وتبلغ قيمتها 50 ألف دولار أميركي. وعن الجائزة قالت وزيرة الثقافة مي الخليفة “اخترنا أن تكون الجائزة في نسختها لهذا العام مكرسة للحفاظ على الأوطان وذاكرتها الإنسانية والحضارية لأننا في مملكة البحرين نسعى لحفظ تراثنا المحلي والعربي ونستضيف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي”.
ومن جهته أوضح صلاح فضل رئيس لجنة تحكيم الجائزة في بيان أسباب الاختيار “هذا الكتاب الفائز استخدم التقنيات الحديثة في التوثيق وجمع المعلومات عن نموذج بليغ للقرى الفلسطينية التي دمرها الاحتلال خلال عام النكبة 1948”.
اختتمت فعاليات معرض البحرين الدولي السابع عشر للكتاب، والذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار في مملكة البحرين في الفترة من 24 مارس لغاية 3 أبريل 2016، حرصا على تواصل القارئ مع أحدث الإصدارات في شتى مجالات المعرفة وسعيا إلى تأصيل حب القراءة وبناء مجتمع قارئ. ويشتمل المعرض على أجنحة متعددة ومتخصصة في الكتب العربية والأجنبية وكتب الأطفال والكتب التعليمية والإلكترونية، إضافة إلى إقامته لأنشطة ثقافية متنوعة طيلة أيامه.
سببت المشكلة غير المعلنة بين هيئة الثقافة والآثار ووزارة التجارة البحرينية نقل مقر معرض البحرين الدولي للكتاب السابع عشر من أرض المعارض والمؤتمرات إلى متحف البحرين الوطني، حيث أقامت الهيئة خيمة قبيل افتتاح المعرض بوقت قصير لتحتضن دور النشر المشاركة بالتعاون مع الصالة الثقافية وصالة المؤتمرات في المتحف التي احتضنت بعض الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض الذي فتح أبوابه للزوار من 24 مارس حتى 3 أبريل.
هذا الانتقال كان سيكون جيدا وسلسا لولا تساقط الأمطار التي كشفت ضعف التجهيزات في الخيمة، حيث أفسدت التسريبات بعض الكتب وملأت الممرات بالماء، لا سيما تلك التي تقع في الأطراف.
الإيجار والمبيعات
تسعى الهيئة إلى أن يكون المعرض -المقام كل سنتين- بصمة ثقافية في المشهد الثقافي البحريني، والعربي، وأن تنافس من خلاله المعارض الدولية الأخرى في المنطقة، لذلك اهتمت أن يكون متزامنا مع فعاليات “وجهتك البحرين”، بالإضافة إلى فعاليات مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر المتنوّعة بين المسرح والموسيقى والغناء والفلكلور والأمسيات الشعرية والثقافية.
رغم أن الهيئة تقدّم تسهيلاتها الكبيرة للدور المشاركة، وتحاول أن تخفف عليها قدر إمكانياتها من إيجار الأجنحة (800 دولار للجناح الواحد)، حيث اعتبره الناشرون مبلغا معقولا مقارنة بإيجار معرض الأيام أو الرياض أو الكويت التي تصل إلى 1400 دولار، إلا أنه كان بإمكان الهيئة تخفيض هذا المبلغ إلى حد أدنى من ذلك، لا سيما وأن ملكية أرض المعرض أصبحت هذا العام تعود للهيئة نفسها، وانها لن تتحمل سوى تكلفة الخيمة فحسب.
ويرى المتابعون بأنه ربما لو عملت الهيئة بهذه الخطوة لأصبح بإمكان الناشرين أن يخفضوا بدورهم من أسعار الكتب التي تشتكي مبيعاتها من عدم الإقبال، فالقوة الشرائية تضعف سنة بعد سنة بسبب الحالة الاقتصادية المتدنية التي بدأت تلتهم أفراد الشعب البحريني والخليجي شيئا فشيئا، بينما بقية أسعار الكتب تتصاعد.
بلغ عدد دور النشر والجهات المشاركة في المعرض 322 جهة، جاءت على النحو التالي “البحرين (48 جهة)، والسعودية (16 جهة)، ومصر (65 جهة)، والأردن (27 جهة)، ولبنان (52 جهة)، وسوريا، رغم ظروف الحرب (29 جهة)، والإمارات (41 جهة)، والكويت (20 جهة)، وبريطانيا (5 جهات)، وتونس (جهتان)، والسودان (جهتان)، والمغرب (جهتان)، واليمن (جهتان)، وفلسطين المحتلة (جهتان)، وألمانيا (جهتان)، والعراق (جهتان)، بينما شاركت كل من قطر وعُمان وكندا وتركيا والجزائر بجهة واحدة لكل دولة.
الأردن ضيف شرف
من الواضح أن أصحاب دور النشر تعلموا الدرس جيداً، وأتقنوا مزاج الرقيب البحريني والخليجي بصفة عامة، فالكتاب الموجود في مصر ولبنان والعراق قد لا تجده على الرف البحريني والخليجي.
وعليه، غابت الكثير من العناوين التي لا تتناسب مع طبيعة المرحلة السياسية، نظراً إلى اختلاف الاستراتيجيات والتحالفات الدولية التي عسكرت المنطقة العربية لمعسكرين طائفيين، الأمر الذي انعكس على توافر الكتب وغيابها بناء على توجه الكاتب السياسي والأيديولوجي، فغابت مثلاً كتب عبدالباري عطوان، وأيضاً الكتب التي كانت في يوم من الأيام تنتمي إلى تيار المقاومة اللبنانية بشقّيه اليساري واليميني، بالإضافة إلى منع بعض الكتب البحرينية، حيث منع -على سبيل المثال- كتاب “مواطئ وطن: شهادات إبداعية في التجارب البحرينية” الصادر عن دار فراديس، وهو كتاب اشتغلت عليه قرابة سنتين. وفي سؤال للناشر موسى الموسوي عن أسباب منعه أشار بأنه متفاجئ.
يأتي الأردن ضيف شرف في المعرض، وقد نظمت الهيئة له برنامجاً ثقافياً مع مجموعة رم الموسيقية، حيث استحضرت الفرقة موروثاً موسيقياً محلياً وعربياً بقيادة الموسيقي طارق الناصر.
ويقدم برنامج ضيف الشرف مجموعة من المحاضرات والندوات تبدأ مع وزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ حول الثقافة في الأردن تاريخا وحاضرا، هذا إضافة إلى محاضرة لباسم الطويسي بعنوان “الإعلام العربي وثقافة التطرف” وغيرها.وتعزيزاً للتواصل الحضاري والثقافي بين البلدين، فإن برنامج الأردن استطاع أن يخلق مساحة تلتقي فيها الثقافات والحضارات البحرينية والأردنية، إذ يستضيف البرنامج أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء أردنيون وبحرينيّون أمثال الشاعر الأردني لؤي أحمد الذي قابل الشاعر البحريني إبراهيم بوهندي، والشاعرة مها العتوم التي شاركت أمسيتها برفقة الشاعر البحريني علي الشرقاوي، كما عرض فيلم “ذيب” لمخرجه ناجي أبونوّار والحاصل على جائزة أفضل عمل روائي من الأكاديمية البريطانية للسينما عام 2016. وقد أوضحت وزيرة الثقافة الأردنية السيدة مامكغ أن مشاركتهم تجذّر العلاقات التاريخية بين البلدين.
ركن قاسم حداد
خصصت الهيئة ركناً في المعرض لمنجز الشاعر البحريني قاسم حداد الأدبي والثقافي محاولة توفير ما استطاعت من كتبه ومخطوطاته القديمة والجديدة، كما احتفلت الهيئة بتوقيع حداد لآخر إصداراته، حيث وقع الأحد 27 مارس كتابه الجديد “يوميات بيت هاينريش بول”. وسبقت حفل التوقيع كلمة ألقاها قاسم شكر فيها الهيئة لاهتمامها بنشر الثقافة والمعرفة والكتب، كما شكر كل من أسهم في إصدار كتابه الذي أنجزه خلال إقامته الأدبية في ألمانيا عبر منحة من مؤسسة “هاينرش بول” طوال سنة 2013.
وجاء في إعلام الهيئة الخاص بركن قاسم حداد “قاسم حداد الذي يعي حبّ الكتابة”، الذي قال “لو توقفت عن الحب كنت متّ حينها”، مازال مستمراً يوظب الكون كما لو أنه فكرة، كلما نضجت، صار يكتب عنها، كلما ظن أنها ستنسى يكتشف أنها قيد الذاكرة/ الكتابة، غير أنه من الملتبس الآن: من كان يكتب الآخر؟. قاسم الذي أحببنا، الرجل الذي أزهر الشعر في يديه لو “حصة في الولع” في فتنة هذا المكان، حيث يزيح المعرض عن زاوية شاعرنا الجميل، عرّاب المحبة، وصانع الكتابة، في جناح هيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث ركن “قاسم حداد” المخصص لنتاجات شاعرنا وأديبنا”.
البرنامج الثقافي
خلا البرنامج الثقافي من أسماء شبابية بحرينية، وجاء هادئاً متنوعاً، تغلب عليه البساطة والحميمية، وتنوّعت الفعاليات بين بحرينية وأردنية وعربية، واشتملت على أمسيات موسيقية وشعرية وتوقيعات للكتب وتدشينات لبعض الإصدارات الثقافية. وقد خصصت الهيئة في وقت سابق ثلاث جوائز ضمن المعرض، وهي جائزة البحرين للكتاب وفاز بها كتاب “قرية الدوايمة” للباحث حسن أبوصبيح، وجائزة محمد البنكي لشخصية العام الثقافية، وجائزة لؤلؤة الخليج (سيعلن عنها في 3 أبريل)، ويتم الإعلان عن الفائزين في جناح الهيئة في وقتها المقرر.
بدأت جائزة البحرين للكتاب في 2011 بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، وتبلغ قيمتها 50 ألف دولار أميركي. وعن الجائزة قالت وزيرة الثقافة مي الخليفة “اخترنا أن تكون الجائزة في نسختها لهذا العام مكرسة للحفاظ على الأوطان وذاكرتها الإنسانية والحضارية لأننا في مملكة البحرين نسعى لحفظ تراثنا المحلي والعربي ونستضيف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي”.
ومن جهته أوضح صلاح فضل رئيس لجنة تحكيم الجائزة في بيان أسباب الاختيار “هذا الكتاب الفائز استخدم التقنيات الحديثة في التوثيق وجمع المعلومات عن نموذج بليغ للقرى الفلسطينية التي دمرها الاحتلال خلال عام النكبة 1948”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.