طرح الناشط السياسي وائل غنيم مبادرة جديدة تحمل عنوان "حوار المستقبل"، تشمل جلسات نقاش بين المختلفين فكريا وعقائديا للوصول لنقاط اتفاق وتفادي الصراعات الحالية، مؤكدا خلال مبادرته : "مش هنتحاسب على الماضي". واقترح عمل جلسات نقاش بين المختلفين فكريا و عقائديا ، و توثيقها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" ، مؤكدا أن هناك العديد من الدول لجأت لفكرة الحوار للتغلب على الصراعات فيها . وقال "غنيم"، في تدوينة له، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، اليوم الأربعاء، "مصر في لحظة صعبة، إحنا منقسمين و شايفين أن المعركة صفرية مع اللي مختلفين معاه ، كلنا عايزين نصفي حسابات الماضي و نعوض حقوق الناس اللي اتظلمت و ماتت بس محدش عنده تصور إزاي ممكن نعمل ده و إزاي نرفع الظلم عن اللي عايشين منهم ، و هل نقدر نتفق على مبادئ نعيش مع بعض عليها في المستقبل في دولة عدل تسعنا جميعا على اختلافنا؟ ". وأضاف "غنيم"، "أغلب النقاشات الحالية في مواقع التواصل الاجتماعي هي شخصنة للصراعات وتنفيس عن شحنات الغضب عن طريق السخرية والشماتة والرغبة في الانتقام من اللي كل واحد شايفهم سبب في اللي مصر وصلتله، ووقتنا ضايع في الكلام عن أعراض المشكلة مش عن طرق علاجها، وجزء كبير من المشكلة أن كل واحد بيخاطب الناس اللي متفقة معاه فكريا وسياسيا، ومش مهتم بالكلام مع المختلف معاه". وأضاف "غنيم" : "اللي مخلي الوضع أصعب هو غياب القيادة والرؤية اللي ممكن توصل لحل، والكلمات اللي زي: المصالحة والتوافق والمراجعات بتُعتبر عند ناس كتير شتايم، وللأسف أصبح من الصعب تصور أن الحل ممكن يكون في إيد القيادات والنشطاء السياسيين اللي بينهم وبين بعض أزمات ثقة غير مسبوقة وبينهم وبين الناس حواجز أسهمت فيها أخطاؤهم على مدار السنوات اللي فاتت (بما فيهم شخص المتكلم)". وتابع، "إيه العمل؟ الحقيقة أنا معرفش الحل، ومعنديش تصور واضح لإزاي نخرج من الأزمة، لكن بعد عدة نقاشات مع بعض الأصدقاء اللي بيني وبينهم تواصل إنساني برغم اختلافنا الفكري والسياسي، مقدرش أمنع نفسي من التساؤل: هل ممكن الوعي الجمعي للناس اللي بينهم روابط إنسانية يساعد للوصول لحل؟"، و"دي مش فكرة جديدة، حصلت قبل كده في كتير من الدول اللي حصل فيها صراعات وانقسامات مجتمعية، وضروري أوضح أن ده مش طرح بديل عن وجوب رفع الظلم ومواجهته أيا كان ضحاياه، لكن هو طرح معني بإزاي نلاقي حل جذري يمنع حدوث الظلم في المستقبل".