هل هذا ضرب من الخيال؟ هل سيصل يوم نري فيها تاكسيات طائرة تتحرك في سماء القاهرة، لتنقل الناس من مكان إلي آخر، تجنبا لزحمة المرور؟ ربما يصل يوم لن نسمع فيه حكايات وطرائف سائقي التاكسي، سنكون محرومين من قصصهم المتنوعة، التي تصب جميعها في تنكرهم للمهنة، وتبريراتهم المستمرة بأن قيادة "التاكسي" ليست مهنتهم الأصلية، بل قادهم إليها سوء الحال. لذا ربما سنصعد ذات يوم إلي طائرة مروحية صغيرة، يقودها طيار شاب، لينقلنا من ضفة النهر إلي الأخري. هل هذا ضرب من الخيال؟ هل سيصل يوم نري فيها تاكسيات طائرة تتحرك في سماء القاهرة، لتنقل الناس من مكان إلي آخر، تجنبا لزحمة المرور؟ وفي مدينة مثل القاهرة تتميز بالإزدحام الشديد في حركة السير، ربما يكون التاكسي الطائر حلا ينبغي فعلا التفكير به، خاصة في نقل حالات الإسعاف الخطيرة، والتي لن تحتمل الوصول إلي المستشفي خلال ساعة أو اكثر. ولعل ما نتحدث عنه ليس مستحيلا تماما، في زمن الانتقالات السريعة، لكنه يبدو حتي الآن مندرجا تحت ما يسمي بالطرفة. وفي تجربة هي الأولي من نوعها في مصر، أعلن وائل المعداوي رئيس إحدي شركات الطيران في لقاء معه عبر التليفزيون المصري أن شركته تعاقدت علي 5 طائرات "تربو" مروحية للعمل ك "تاكسي طائر" للتغلب علي زحام الشوارع في مصر، وتيسير سهولة التنقل بين المحافظات والمدن الجديدة، البعيدة عن وسط البلد المزدحم. وأوضح المعداوي أنه سيتم تجهيز طائرتين للعمل كطائرات إسعاف لإضافة نشاط جديد ضمن أنشطة الشركة. وعلي الرغم من أن الأمر يبعث علي الدهشة، أن يحدث هذا في مدينة مثل القاهرة يزيد عدد سكانها علي العشرين مليونًا، فإن الأكثر دهشة حين أعلن وائل المعداوي أن تكلفة "التاكسي الطائر" للتنقل بين المحافظات والمدن الجديدة ستكون بنفس تكلفة الأتوبيس العادي الأمر الذي يجعله في متناول عامة الشعب، فالأمر ليس مقصوراً علي الأغنياء فقط. ومن هنا تكمن غرابة الأمر، وبعيدا عن نقاش التكلفة المادية، يبدو من غير المنطقي، أن عدد طائرات التاكسي المتوفرة حتي الآن هي خمس طائرات، وأنها ستكون في خدمة ال20 مليون الذين يسكنون القاهرة، مع العلم بأن الحديث عن التاكسي الطائر شمل المحافظات ايضا. لكن في مطلق الاحوال، وحتي إن كان التاكسي الطائر كما يبدو حتي الآن نوعا من فانتازيا الشركات، إلا أننا نأمل في يوم من الايام أن يتم تنفيذه علي أرض الواقع، وألا يكون مجرد مشروع مقتصر علي شركة طيران واحدة، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنفذ شركة بشكل منفرد هكذا مشروع، يحتاج إلي جهود متعاونة بين عدة شركات لتحقيقه، كي يصبح أمرا واقعا. لكن من ضمن الطرائف التي تتعلق بالتاكسي، فقد أظهر استطلاع سنوي للرأي قام به موقع "هوتيلز دوت كوم" حول سيارات الأجرة في العالم، أن السائقين في لندن هم الأفضل، لأنهم يعرفون وجهتهم في المقام الأول، كما أنهم يتعاملون بلطف وكياسة، مع زبائنهم. وأوضحت الدراسة أن سيارات الأجرة في العاصمة البريطانية، علي الرغم من أنها الأغلي علي مستوي العواصم الأوروبية الأخري فإنها تتفوق علي منافسيها علي مستوي العالم لتتصدر القائمة للعام الثالث علي التوالي، لأنها حصلت علي 59 في المئة من أصوات المسافرين في عدة فئات. ومن المهم أن نعرف أن تعيين سائق التاكسي في لندن لا يتم بسهولة، بل بعد أن يخضع السائق لاختبار صارم في معرفة الطرق كي يحصل علي رخصة القيادة. أما نيويورك فقد جاءت في المرتبة الثانية، إذ تتوفر فيها التاكسيات بسهولة، وكانت المفاجأة أن سائقي روما، هم الأسوء، كذلك سائقي باريس هم الأكثر وقاحة• وعلي ما يبدو أننا في حاجة لإجراء هذا المسح الميداني لسائقي التاكسي علي المستوي العربي، لمعرفة من هم السائقون الأفضل في العواصم العربية، هذا علي الرغم من أنهم يبدون متشابهين جدا، بداية من الحكايات المشتركة، وصولا إلي عدم خبرتهم الكافية بالشوارع والطرقات• لذا سيكون من الصعب المفاضلة بينهم.