اذا كانت الدولة تمتلك 2 مليون مخبر بواقع مخبر لكل 40 مصريا، فعلي أقل التقدير يجب أن تمتلك في المقابل عددًا من المراكز الثقافية يحفظ ماء الوجه لمن يدعي الاهتمام بالثقافة. وهذا ما دفع بعض المخلصين والقائمين علي الحركة الثقافية إلي إنشاء مراكز ثقافية تأخذ بزمام المبادرة وتفتح الباب لاحتضان المواهب الشابة قبل أن تقتلها يد الإهمال والتجاهل. ومن هذه المراكز الثقافية بيت الشاعر وبيت الشعر والتي سعت "صوت البلد" لمعرفة مدي تأثيرها في الحركة الثقافية وتفاعل الجمهور والمبدعين معها. قال جمال الشاعر رئيس القناة الثقافية ومؤسس بيت الشاعر الثقافي إنه أسس ذلك البيت لتقديم خدمة ثقافية متكاملة في جميع المجالات من رسم وغتاء وفن تشكيلي وسينما وشعر وتصوير وذلك بهدف تشجيع المبدعين وإعادة اكتشاف رأس مال مصر الثقافي مرة أخري. واستطاع من خلال بيت الشاعر أن يدعم حوارًا بين الشرق والغرب فقد زار المكان العديد من المؤسسات الأجنبية منها مؤسسة جراند باليه الفرنسية، وعدد من الفنانين الفرنسيين والعرب الذين شاركوا وعرضوا لوحاتهم، إلي جانب إقامة العديد من الندوات لمفكرين مثل سيد يس، وعبدالعزيز حجازي، وأسامة الباز، وأمسيات شعرية لجمال بخيت، وروجيه عزيز، وفرق موسيقية وفنية من العالم منها كورال هامبورج من ألمانيا. ونجح بيت الشاعر في اكتشاف بعض المواهب مثل مصطفي الحاج الذي يغني بالطريقة النوبية وقرر بيت الشاعر أن ينتج له أسطوانة. وعن رأيه في إنشاء بيت الشعر، قال: إن مصر بها 80 مليون مواطن وعددالمركزالثقافية الفعالة في مصر قليل جدًا، فلكل عشرة مللايين مواطن مركز ثقافي وأنه يرحب بأي مركز ثقافي جديد يسعي ليقدم رسالة ثقافية خاصة وأن مصر بحاجة إلي عشرات الآلاف من المراكز الثقافية . ويري أن المؤسسات الحكومية والمستقلة في حالة تنافس، ولابد أن تشجع وزارة الثقافة جميع البيوت الثقافية وإعطاء فرصة للشباب الموهبين لتقديم إبداعهم وأن يساهموا في التنمية الإبداعية في مصر. وقال الشاعر فريد أبو سعدة إن هناك اختلافًا بين بيت الشعر وبين الشاعر فبيت الشعر خاص بالشعر فقط ويسعي إلي دوة الشعراء من جميع البلاد، وتشرف عليه الدولة لذلك نكون له توجهات وتصورات خاصة، ولابد أن يلتزم الشعراء والمثقفون بالشروط التي يضعها بيت الشعر لذلك لا يرغب العديد من الشعراء في الانضمام إليه. ويري أن بيت الشعر جاء متأخرًا بسبب الروتين المصري ويتمني أن يقوم بدوره في متابعة الحركة الشعرية. أما عن بيت الشاعر فيقول إنه يهتم بالثقافة بما فيها الشعر ويري أن بيت الشاعر وبيت الشعر كلاهما مكمل لبعضهما البعض وأنهم اتفقا في شيء واحد وهو مراعاة الحركة الثقافية في مصر وتنشيطها وتيسيير أمور الحركة الثقافية والمثقفين. ويري الشاعر فارس خضر أنه لا داعي من وجود بيت الشعر إذا كان سيؤدي نفس الأداءات الكفيفة التي تقدمها لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة، ويري أن هناك آفاقًاواسعة للشعر ولا يجب أن تقف سعند حقبة معينة وأن يكون أعضاؤه علي قناعة حقيقية إن المنهج الشعري المصري لم يقف عند جيل الستينيات ولا يوجد أحد يمتلك اليقين الشعري الكامل.. ويري أن بيت الشعر يمكن أن يقوم بالعديد من الإنجازات إذا تخلي من العقلية الشمولية الرجعية القامعة وإذا سار علي نهج لجنة الشعر فسيصبحون عبارة عن موتي يتحدثون لموتي.