يشهد القطاع السياحي حالة من الارتباك بسبب قدوم شهر رمضان الذي سيتسبب في نهاية الموسم نهاية الشهر الجاري والذي كان يمتد حتي نهاية سبتمبر وهو ما سيعرض الاقتصاد المصري لخسائر فادحة تصل إلي 50 % من إيرادات السياحة السنوية مما دفع أصحاب الشركات والفنادق والقري السياحية لرفع خدماتها إلي أضعاف لتعويض خسائرها وخاصة أن نسبة التعاقدات تراجعت بسبب الشهر الكريم. ولا تختلف الأسعار في الوحدات بمدينة الإسكندرية عن أسعار وحدات الساحل الشمالي، وإن كانت تزداد في بعض الوحدات التي توجد في مناطق مميزة بالإسكندرية، وتقل هذه الأسعار للوحدات في منطقة العجمي، حيث تصل سعر الوحدة المفروشة إلي 300 جنيه في شهر يونيو، ويرتفع إلي 500 جنيه لليوم، في شهر يوليو، وحتي الفترة قبل قدوم شهر رمضان، وتنخفض إلي 350 جنيهاً خلال شهر رمضان. وعلي الجانب الآخر أكد خبراء السياحة أنه علي الرغم من قدوم شهر رمضان الكريم لمدة 8 سنوات متتالية في فصل الصيف الذي اعتاد فيه المصيفون علي ارتياد المصايف إلا أن ذلك لن يؤثر علي الموسم السياحي لأن وزراء السياحة حاولت أن تجذب السياح سواء كانوا مصريين أو أجانب رافعة في ذلك شعار "مصر روحها في رمضان" وذلك حتي يطمئن السائح علي قدرته علي قضاء وقت ممتع في مصر، كما أكد البعض الآخر أن السائح الأجنبي لن يتأثر بهذا الأمر لأنه لا يرتبط بالطقوس الدينية لرمضان، بل من الممكن أن تقوم هذه الطقوس بجذب السائح، ومن جانبه قال عمرو العزبي، رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية: إن الموسم السياحي الصيفي هذا العام سيتخلله شهر رمضان "لمدة 6 سنوات مقبلة أيضا" الأمر الذي دعا إلي تخطيط الهيئة في تكثيفها للحملات الترويجية الموجهة إلي الأسواق العربية سواء المطبوعة والمرئية واللافتات في عدد كبير من الدول العربية حيث تبث الحملات الإعلانية لمصر عبر 21 قناة فضائية ومحلية بالدول العربية. من جانبه أكد أحمد النحاس، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن قصر فترة الصيف لن تكون هذا العام فقط بسبب دخول شهر رمضان ولكنها ستستمر علي مدار 8 سنوات مما سيكون له تأثير علي السياحة في مصر. وأضاف النحاس أن التأثير لن يكون كبيراً خاصة أن عدد السائحين الذي سينخفض سيكون من السياح العرب الذين يفضلون البقاء في بلادهم أثناء شهر رمضان، مما يؤكدأن تأثير قصر فترة الصيف سيكون ضعيفاً. ومن جانبه قال حسين بدران، مستشار وزير السياحة والاتحاد المصري للغرف السياحية لشئون تنمية الموارد البشرية والتدريب: أن سوق السياحة المصري سيتأثر هذا العام بالانخفاض بسبب قصر فترة الصيف وذلك بسبب دخول شهر رمضان أثناء الصيف إلا أن التأثير لن يكون كبيراً علي المصايف والسواحل التي لن تتأثر وذلك لأن السياح الأجانب غير مرتبطين بشهر رمضان. وأضاف بدران أن تأثير الانخفاض سيكون علي القاهرة التي يقصدها العرب الذين سيتناقص عددهم هذا الصيف وعلي مدار ما يقرب من 8 سنوات. كما نفي بدران أن يتأثر سوق العمل بسبب الانخفاض المتوقع، وعلي الجانب الآخر أكد د. صلاح جودة، مدير مركز الدراسات الاقتصادية، أن إيرادات السياحة في الصيف ما لا يقل عن 900 مليون دولار سنويا إلا أنه بسبب قصر فترة الصيف فلن تزيد بأي حال من الأحوال علي 460 مليون دولار وهذا يدل علي أن واردات السياحة ستنخفض ل 50 %. وأضاف أن تأثر مؤسم السياحة لعدة أسباب منها أن عادات وتقاليد المصريين خلال شهر رمضان تختلف عن الصيف في غيره، وذلك لأن رمضان يكون للعبادة..وأضاف أن الإقبال في رمضان علي السينما والمسرح يقل لتكالب التليفزيون بالمسلسلات والبرامج، بالإضافة إلي التزاور علي اعتبار أن السينما والمسرح من بين إيرادات السياحة في مصر. وعلي الجانب الآخر قمنا باستطلاع آراء بعض الأسر المصرية عن رأيها في الذهاب للمصيف أثناء شهر رمضان قال أحمد الهواري، مدرس ورب أسرة: إن شهررمضان شهر عبادة وصلاة فكيف نذهب إلي مصيف والمسلمون كلهم ينتظرون هذا الشهر للاستغفار مستبعدا أن يفكر أحد، خاصة لو كان مسلما بالذهاب للمصيف في هذا التوقيت. وأعرب محمود يوسف عن اندهاشه من السؤال قائلا بالتأكيد: "لا طبعا"، لكن من الممكن أن أخرج أنا وأولادي بعد صلاة التراويح للتنزه في أي حديقة لكن المصيف سيكون غير ممتع لأن فترة النهار حتي آذان المغرب ستضيع في الإقامة في البيت وبالتالي فلا فائدة من المصيف إن لم نذهب إلي البحر في الصباح.