كرداسة التي كانت قبلة السياح وذاع صيتها في الأسواق الأوروبية والعربية والخليجية في انتاج المشغولات والعبايات والسجاد والنقش اليدوي علي النحاس تدهور بها الحال وتعاني الآن من حالة ركود أثرت علي هذه الصناعات النادرة والتي تدر عائداً اقتصادياً ضخماً ووصل الأمر إلي حد إغلاق بعض الورش والاستغناء عن العمالة بل وتغيير النشاط!! أصحاب المحلات أكدوا أنهم يمرون بفترة صعبة تحتاج لنظرة من وزير السياحة لوضع كرداسة علي الخريطة السياحية ووضعها علي قائمة البرامج لحماية صناعة مصرية مميزة من الانهيار. يقول نبيل الشاهد صاحب محل عبايات ان منطقة كرداسة كانت علامة من علامات السياحة حتي 5 سنوات مضت تقريبا عندما بدأنا نعاني من حالة ركود شديدة بالأسواق بسبب ارتفاع أسعار الخامات بالاضافة إلي تدهور الطريق المؤدي للمنطقة بشكل واضح وقلة الخدمات والمواصلات التي تجعل من الصعوبة الوصول إلي قرية نالت شهرة كبيرة عند العرب والأجانب والنتيجة هي تعرضنا لخسائر فادحة حتي اننا ندفع ايجار المحل والعمال بصعوبة!! يضيف خالد غزال.. صاحب محل عبايات ان موسم العمل في كرداسة وحركة نشاط البيع والشراء تتركز في شهري يوليو وأغسطس وقت تواجد العرب وطوال العام ننتظر دخول الزبون والبيع بأي سعر بدلا من الركود!! وفي الشهور الأخيرة تضاعفت المشكلة بسبب أزمة شركات الغزل التي ساهمت في ارتفاع الأسعار.. هذا إلي جانب ان اقامة المعارض في المحافظات منعت الزبون من البحث عن أسواق أخري. أضاف عبدالنبي زيدان.. مسئول بأحد المحلات ان عدم وضع كرداسة ضمن البرامج السياحية ساعدت علي حالة الركود وكان الزبون يأتي بشراء العبايات المطرزة يدوياً أو السجاد المرسوم بالنقوش العربية والفرعونية المميزة.. لكن الآن الطريق غير ممهد ويحتاج لتأمين للأفواج السياحية لصعوبة الوصول إلي المنطقة.. لذلك يطالب أصحاب المحلات وزير السياحة بدراسة مطالبهم ووضع كرداسة ضمن الخريطة السياحية وفي النهاية فان الدخل سيعود علي الاقتصاد الوطني. اتفق معه عبدالله العقباوي صاحب محل قائلاً انه رغم تاريخ كرداسة العريق في الصناعات اليدوية إلا أنها الآن لا تعمل سوي أربعين يوما فقط في السنة وهو موسم السياحة العربية.. وهذا أثر علي حياتنا حتي أننا نوفر مصروفاتنا بصعوبة بالاضافة إلي اغلاق كثير من الورش وتقليل حجم العمالة في ورش أخري!! لذلك نطالب بضرورة النظر إلي سوق كرداسة والعمل علي إحيائه قبل انقراض مهن أصحبت نادرة. أضاف محمد عبدالله بأحد محلات السجاد ان رغم ان السجاد اليدوي يتميز بجودة عالية وألوانه الطبيعية الا أنه لا يجد من يشتريه ولا نعلم ماذا نفعل؟! وعن المشغولات النحاسية والبازارات أكد هاني يوسف صاحب محل ان بضاعة كرداسة تباع بنصف الثمن في خان الخليلي والفنادق والمولات نتيجة حالة الركود المتواصلة بالاضافة إلي ان ارتفاع الجمارك علي الوزن في المطار جعل الزبون يتردد في الشراء المشغولات النحاسية لثقل وزنها وهذه عوامل تضرب السياحة وتحتاج للتخطيط لجذب الزبون للشراء وإعداد برامج جيدة للتسوق لتنشيط بضاعتنا التي تتميز بها عن أي بلد آخر.