والناقد عمر شهريار، والشاعر شعبان يوسف، وأدار الجلسة الروائي سيد الوكيل. أشار الناقد شهريار إلي أن المتتالية هي الشكل المناسب تماما لهذه السرديات المتجاورة التي يجمعها رابط واضح هو الذات الساردة، وكيف أن الكاتبة استطاعت تقسيم هذه السرديات إلي ثلاثة أقسام رئيسية، هي: خطوات خمس لممر ضيق، وذكريات قديمة وحديثة لذلك الجسد المريض، ويوميات أخري لذات المرأة. تعرضت النصوص في القسم الأول لحالات إنسانية وحميمة وموجعة للألم والفقد، جاء السرد فيه طازجا وموجعا حتي إنه لا يفلت القارئ، بل يتغلغل داخله ليظل حيا مؤلما وفي القسم الثاني صنعت الكاتبة مفهوما مغايرا لما يسمي بكتابة الجسد، فقدمت لنا ذاكرة الجسد بشكل حقيقي مليء بالتفاصيل وبعيد كل البعد عن الفجاجة والبورنوغرافيا.. ويتضح في هذا القسم الخطاب النسوي بامتياز، ليقدم لنا هموم الأنثي في كل حالاتها حبا وألما وشغفا، في حين أنها في القسم الأخير مارست ألعابا سردية ومازجت بين الأزمان والضمائر. في حين افتتح د. حسين حمودة مداخلته بأنه وجد نفسه وهو يقرأ العمل أمام نص متعدد الطبقات ما بين الخطاب النسوي الواعي واللغة الشعرية والتجريب الجميل في طرائق السرد واللعب بالزمن ما بين الزمن الآني والفلاش باك والزمن الاستباقي، والإشباع الزمني. وأضاف: نجحت هويدا في أن تقدم لنا الفقد والافتقاد كما ينبغي، فالذات الساردة التي تتسلم مقاليد السرد في النصوص لا تكتفي برصد معاناتها مع جسدها، بل تقوم بعملية من التداعي لكل فَقْدٍ مر بها ابتداء الأول الذي تفقد فيه البنات جزاء حميما منهن انتهاء بآخر فقد أرقدها في حجرة عمليات في مستشفي الأورام، وهنا وجدت نفسها تتحدث بصوت كل النساء وتستعرض فقدهن بلغة شديدة الخصوصية والشاعرية. وذكر أن السرد في متتالية الحجرة 13عبارة عن سيموفونية تعزف علي ألحان الجسد والألم وتصور الفقد والافتقاد، وتنتظر الذي ترغب الذات في أن تكتمل به لكنه ربما لن يأتي. في حين بدأ شعبان يوسف كلامه، قائلا إنه بعد أن قرأ عشق البنات لم يكن يتصور أن تكتب هويدا عملا يتجاوزها، لكنها استطاعت في هذه المتتالية تقديم عالم خاص جدا يختلف عن كل كتابات الألم. وشرح أن تجربة الألم ليست جديدة وتناولها كتاب كثيرون، إلا أن هويدا عرفت كيف تبني عالما خاصا بها وحدها لا يشبه غيرها. واتفق مع د. حسين حمودة حول أن هذه الكتابة عبارة عن سيموفونية متناغمة ومتناسقة.. وقال: كأننا نستمع إلي عمل موسيقي لموزار الذي شغل أحد سرديات الحجرة 31. وأشادت الكاتبة صفاء عبد المنعم بالخطاب الواعي الذي تكشف فيه هويدا العالم السري للمرأة وخصوصية كتابة الجسد في المتتالية، واتفقت مع د. حسين حمودة في الموسيقي التي تملأ المتتالية وشبهتها بكونشرتو لبتهوفن.