شهدت محافظة المنيا مؤخراً محاولة فاشلة من قبل بعض العناصر الإجرامية في النيل من أسقف المنيا وأبو قرقاص الأنبا " مكاريوس " في محاولة ٍ لاغتياله ، وزرع فتيل الفتنة من جديد بين المسلمين والأقباط بالمنيا ، وزعزعة الأمن الذي بات يعود إلى أحضان المحافظة من جديد على يد السيد اللواء " أسامه متولي " مدير أمن المنيا الجديد ورجاله المعاونين في شتى المواقع الشرطية في ربوع المحافظة، ومن دور جريدة " صوت البلد " في كشف الحقائق للقراء فإنها رصدت بعض الخفايا في هذا التحقيق. البداية أطلق مجهولون بقرية " السرو " التابعة لقرية " جريس " أحدى قرى مركز بأبوقرقاص بالمنيا الرصاص تجاه السيارة الخاصة للأنبا " مكاريوس " أسقف عام المنيا وأبوقرقاص ، احتجاجا ً علي قيامه بتفقد أحد منازل القرية الذي يتم تجهيزه كنيسة بدون تراخيص. وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بمديرية أمن المنيا لجريدة " صوت البلد "، أن هناك خلافا ً قديما ً بقرية " السرو " في أعقاب قيام المواطن " سمير لمعي أرمانيوس هابيل " ببيع منزله للمطرانية ، تمهيدا ً لعمل كنيسة بالقرية داخل منزله منذ عدة أشهر ، مما أدي إلي قيام الأهالي في ذلك الحين بالتجمع أمام ذلك المنزل ، وحيث أنه لا توجد موافقات أو تراخيص بالبناء اعترض أبناء القرية وتم توقيع اتفاق بينهم علي عدم استخدام المنزل ، وقامت الشرطة بأخذ التعهد اللازم عليه ، بعدم إقامة أي شعائر دينية دون الحصول علي التراخيص ، وقد تحرر عن تلك الواقعة المحضر اللازم برقم 14616 إداري مركز شرطة أبوقرقاص .إلا أن الأهالي فوجئوا بقيام الأنبا " مكاريوس " وبرفقته العديد من القساوسة بزيارة القرية لأداء واجب العزاء في ذكري ثانوية لنجل صاحب المنزل وتفقده للمنزل المخصص للكنيسة ، فقام مجهولون بإطلاق الرصاص في الهواء ولم تقع أية إصابات . وقد نفى المصدر الأمني أن يكون في الأمر محاولة اغتيال للأنبا " مكاريوس " ، وأكد على أن أسقف المنيا لم يحرر محضرا بالواقعة , وأن قوات من الشرطة مدعومة بأخرى من الجيش المصري قد نفذا حملة أمنية مكبرة بتعليمات من مدير أمن المنيا اللواء " أسامه متولي " بعد ورود إخطارا ً من السيد مأمور مركز شرطة " أبوقرقاص " ، لمداهمة قرية " السرو" التابعة لقرية " جريس " بمركز أبوقرقاص ، لتعقب عدد من المطلوبين في واقعة إطلاق النار على الأنبا " مكاريوس " - أسقف عام المنيا وأبوقرقاص - والأمن يكثف حاليا ًمن تواجده بالقرية فور وقوع الحادث مدعومة ً بقوات من الجيش المصري , وجاري تحديد وضبط المتورطين , وأنه تم تحديد عدد من الجناة ، وأن الأجهزة الأمنية تتعقبهم الآن لإلقاء القبض عليهم ، وبحسب شهود عيان ، فقد أكدوا كذلك سماع دوى لإطلاق النار لحظة وصول قوات الأمن . وقال شاهد عيان بعزبة " السرو " التابعة لقرية " جريس " بمركز أبوقرقاص بالمنيا ، لمحرر جريدة " صوت البلد " : " إن زيارة الأنبا " مكاريوس " – أسقف عام المنيا وأبوقرقاص - للكنيسة الوحيدة والمغلقة منذ 10 سنوات بالقرية , وزيارته لأسرة " سمير لمعي أرمانيوس هابيل " الذي تبرع بمنزل لاستغلاله كمبنى خدمي تابع للمطرانية , لتقديم واجب العزاء له , أثارت حفيظة أهالي القرية ، وظن البعض منهم أن الزيارة بهدف تحويل منزل المواطن إلى كنيسة ، وكذا افتتاح المبني الكنسي المغلق . وقد صرح القس " مكاري " سكرتير عام مطرانية المنيا لمحرر جريدة " صوت البلد "، أن الأنبا " مكاريوس " تفقد المبني الكنسي الصغير المخصص للصلوات بالقرية ، وبدأ وقتها إطلاق الأعيرة النارية في الهواء بشكل كثيف لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبا ً , وبعدها غادر إلي منزل أحد الأقباط لتقديم واجب العزاء , ولم يكن هناك أي تواجد أمني , وبعد ذلك عاد إلي المطرانية عندما استقرت الأمور , غير أنه لم يتهم أحدا بعينه " . وبتفقد سيارة الأنبا " مكاريوس " الخاصة المتوقفة داخل المطرانية , تبين أن السيارة لم تصبها أية طلقات نارية . من جانبه قال الأنبا " مكاريوس " : " إنه خلال قيامة بتأدية واجب العزاء بالقرية ، قام بتفقد كنيسة " الملاك ميخائيل " المغلقة ، وفوجي بقيام مجهولين بإطلاق أعيرة نارية تجاه سيارته ، وحاول سائقها الهرب حتى تمكن من الاحتماء بمني الكنيسة المغلق ، وقام نفس الأشخاص بمحاصرة المبني وإطلاق أعيرة نارية بكثافة مرة أخري ، مما احدث تلفيات بالنوافذ والأبواب ، واستمر إطلاق النيران بكثافة ، وأضاف سيادته أنه عاد إلي مقر مطرانية المنيا ولم يصب بشئ . وأضاف الأنبا " ماكاريوس " في مداخلة هاتفية ببرنامج " العاشرة مساء ً " الذي يقدمه الإعلامي " وائل الإبراشي " على قناة " دريم 2" : " أن قرية السرو " واقعة تحت الحصار وتهديد السلاح ، وقد هاجر الكثير من سكانها مسلمين وأقباط ، مؤكدا ً أن الحادث ليس له علاقة بالفتنة بل هم أرادوا ترويع الأهالي فقط ليس أكثر " .
وفي نفس السياق أدان مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا ، محاولة الاغتيال الخسيسة التي تعرض لها نيافة الحبر الجليل الأنبا " مكاريوس " أسقف عام المنيا وأبوقرقاص ، واصفا ً إياها بأنها فاشية إخوانية وجهادية تسعى لإرهاب رجال الدين المسيحي ، لأنها جماعات لاتجيد سوى القتل والحرق والسلب والنهب وكل الأعمال الإجرامية. وحمل " قلادة " القيادة الأمنية في مصر المسئولية الكاملة لما حدث ، متسائلا ً : " ما معنى أن يستمر إطلاق الرصاص لمدة ساعة ونصف والأسقف محاصر ، مطالبا ً المسئولين بتضميد جراح الأقباط وتعويضهم وعدم التضحية بهم " . وأكد أن هناك عددا ً من رجال الأمن مخترقين ، مناشدا ً الأجهزة الأمنية بالتخلص منهم وسرعة ضبط الجناة وتقديمهم إلى يد العدالة الناجزة . وأضاف رئيس اتحاد المنظات القبطية قائلا ً : " أنه ما زال أقباط مصر يدفعون الثمن دائما ً ، متسائلا: "هل تم تعويض الأقباط عن حرق ممتلكاتهم وحرق متاجرهم وصيدلياتهم "، مطالبا بسرعة اتخاذ قرارت حاسمة تجاه هذه المظالم . وأوضح " قلادة " أن الجهاديين لايعرفوا سوى القتل ، وأن الدين الإسلامي بريء منهم ، فهم جماعات تكفيرية قتالية إرهابية فاشية.