كتاب الف ليلة و ليلة الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقاف، وتأكيدا علي أن الكتاب يمثل تراث و حضارة العرب و الاسلام أعلن سلماوي أن عام 2010 هو عام الف ليلة و ليلة والتراث، مشيرا إلي أن الاتحاد بصدد اقامة ندوات و مؤتمرات و عروض فنية تدعم المعرفة بتراثنا. وتحت عنوان "الف ليلة وليلة ومستويات التلقي" شارك محمد سلماوي، د. جابر عصفور، د. احمد مجاهد، جمال الغيطاني، د. محمد حافظ دياب، قاسم مسعد عليوة، د. السيد فضل، محمد السيد عيد، د. هدي وصفي،د. حامد ابو احمد، د. بهاء عبد المجيد، في مؤتمر تناول علاقة الف ليلة وليلة بالجنس والتراث وحرية التعبير ومناقشة الجانب الاخلاقي وعلاقته بالخيال الدرامي. وحذر الروائي جمال الغيطاني من التعامل مع النصوص التراثية بمنهج الحذف فهذا يعني اننا نلغي تراثنا، وأضاف: اذا لم نلتفت لذلك الان فسوف يطال هذا الحذف النصوص الدينية المقدسة لانها تحتوي علي الحياة اليومية من جنس وشئون المرأة، كما رأي ان المثقفين يواجهون تنظيم يعمل برؤية التفريق ويحرض علي الاغتيال وتهيئة المناخ للعنف ضد المثقفين والثقافة.. ورأي أن السد المنيع في مواجهة الارهاب ليس في المجهودات التي تبذلها الجهات الامنية انما في الحركة الثقافية التي تهيئ الشعب وتعمل علي توعيته. وتمني ان تتم مناقشة قضية نشر التراث بدلا من اللجوء الي النائب العام، وأشار إلي ان هذه المرة تختلف عن المرات السابقة وانه يشعر بالخطر الحقيقي علي الوطن والثقافة والحضارة العربية، وتساءل مستغربا كيف يقدر هذا العمل في الخارج ويضطهد من أهله؟ وأنه في الهند مثلا يوجد 146 فيلما مستوحي من الف ليلة وليلة، وان شخصياتها توجد في الأعمال اليابانية الكارتونية. و قال د. احمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة إن مصادرة الف ليلة وليلة هي مصادرة للتاريخ والفكر والادب والمثل العليا. وأضاف: في عام 1902 سمح الازهر بنشر النسخة الاولي من الكتاب، بينما في عصر العولمة والثورة التكنولوجيا هناك من يرغب في مصادرة كتاب، وردا علي ما قام به المحامون الذين قدموا البلاغ قال إن الكتاب سيصدر في طبعة أخري في جزءين. واتفق معه مصطفي القاضي حول أننا في ظل اتقدم التكنولوجي مازال الناس تفكر بعقلية عقيمة وتلجأ للقضاء، ولكن الاخطر في هذا الموضوع هو معرفة ما الدافع الحقيقي وراء تقديم دعوي لنائب العام. وتطرق د. محمد حافظ دياب للحديث عن الف ليلة وليلة والجنس والتراث مشيرا إلي أن الثقافة الجنسية بدأت مع ظهور الاسلام، وان المجتمع العربي قبل الاسلام كان يعاني من علاقات شاذة وزواج الربط اي أن المرأة تتزوج أكثر من رجل، وأن الاسلام جاء لتنظيم هذه العلاقة، والجنس اندرج في اطار الفكر العام والشريعة الإسلامية وكيف تناول الامام جلال الدين السيوطي في اكثر من كتاب موضوع الجنس، وأن الحكايات في هذا الكتاب تمثل بعض جوانب حياتنا وتعد ذخيرة الثقافة الفارسية والهندية والمصرية والعربية. اما عن الف ليلة وليلة وحرية التعبير فقال قاسم مسعد عليوة: إن البلاغ المنشور علي الانترنت مكتوب بصيغة تحد ووردت بالبلاغ مجموعة من الأكاذيب التي ركزوا عليها منها أن اصدار الف ليلة و ليلة كان مفاجأة وهذا غير صحيح لان لدينا العديد من الاصدارات الي جانب مجوعة من الابحاث والدراسات التي تناولت وعرضت مضمون الكتاب سواء بشكل مسموع او مرئي او مكتوب، إضافة إلي الحديث عن ازدراء الاديان عن طريق ذكر وجود جارية مسيحية، ووصف الجواري بانهم عاهرات بينما الجواري كانت جزء من هذا العصر وفق منظومته الاجتماعية. ورأي ان كل من زعم أن الكتاب ضد اخلاقنا ومبادئنا ووصفه بذخائر الشيطان غير محق ولا يسعي إلا لاثبات وجوده. وقدم عليوة اقتراحا بتفعل قانون في مثل هذه الدعاوي بحيث لا ترفع الا من خلال السلطة المختصة وعدم قبول الدعوي الا اذا رفعت من اشخاص ذات صفة مرتبطة بالقضية، وتغريم كل من خسر دعواه القضائية بغرامة مالية. وتحدثت سوزان عبد العال في مداخلة لها عن وجود نيه مبيتة قبل اصدار الكتاب موضحة انه صدر في 4/5 والدعوة رفعت بعد ذلك ببضعة ايام وهي مدة غير كافية لقراءة 1700 صفحة، وان كتاب الف ليلة وليلة ثالث كتاب مترجم علي مستوي العالم بعد الانجيل واعمال شكسبير. وقال الشاعر سعد الدين وهبه ان قصور الثفافة اصدرت الف ليلة وليلة لانها تسعي للوصول الي خدمة ثقافية لقراء التراث، وفي اعتقاده انهم قليلون، وعاب علي هؤلاء المحامين الذين اقاموا الدعوة لانهم لا يدرون ان الكتاب صدر منه 5000 نسخة وان قراءتهم للكتاب كانت قراءة مغرضة. وتناولت د. هدي وصفي الف ليلة وليلة في الادب الغربي في الادب الفرنسي وقالت ان فرنسا اكثر بلد ارتبط بترجمة الف ليلة وليلة قي القرن ال 19 وان قصصها تحتوي علي نوع من الطرف والبزخ فعملت علي احداث الخيال لدي الغرب، وشهرذات كانت تقدم نوعا من انواع المعرفة للاماكن والشخصيات. وفي الادب الانجليزي ظهرت ترجمتها في القرن ال 18 وصدر منها 8 طابعات تحت اسم "حكايات الليالي العربية المسلية" واصبحت مصدرًا للحكايات. ورأي د. سيد فضل ان الف ليلة وليلة تجلت في الدراما وان هذا النص أرفع من مستوي الحرية التي نعيشها ويحتوي علي براعة وعبقرية النص ففي الهند عام 1814 صدرت لاول مرة باللغة العربية واننا مازلنا حتي الان نحاول منعها. وعن الجانب الاخلاقي في قصص الف ليلة وليلة يري محمد سعد ان الهدف الرئيسي من هذه القصص هو اخذ العبرة والموعظة من خلال نقل تجارب وخبرات السابقين، ولا يجب التعامل مع النص علي انه عدة قطع لانه القارئ يتخيل في هذه انه امام نص جرئ وخارج عن المألوف، انما يجب النظر الي السياق متكاملا لانه في النهاية يظهر العفة ويصل بنا الي انه عمل اخلاقي، وان قصص الف ليلة وليلة تحتوي علي بعض المفرادات الخارجة مثل سروال والعماق والمهارشة لكننا في الوقت نري انها محتشدة الاف العبارات الاخلاقية مثل اوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا، وما ادخرت دمعي الا لشدتي. وفي النهاية اوصي المشاركون في المؤتمر تشريع قانوني يمنع التطاول علي المبدعين ويمنع محاكمة الكتاب علي ابداعتهم الادبية الا بمحاكمة ثقافية.