وحذرت كذلك من تركيز الدراما علي مظاهر العنف ضد المرأة باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية للصراع في الأعمال الدرامية. وقالت الدراسة التي عرضها مشروع العنف ضد المرأة بالمجلس والتي اعتمدت علي تحليل تقارير الرصد الإعلامي التابعة للمجلس في الفترة من أبريل 2005 حتي فبراير 2008: إن الصحافة المرئية الأولي من حيث الاهتمام بقضايا المرأة بصفة عامة وقضايا العنف والتميز بصفة خاصة. وتقول د. إيناس:إن نسبة اهتمام الصحافة بقضايا التميز ضد المرأة بلغت 44% من مجموع ما نشر بجميع وسائل الإعلام بينما جاء التليفزيون بنسبة 34% والراديو 22% كما احتلت الصحافة أيضاً المرتبة الأولي من حيث اهتمامها بقضايا العنف الموجه ضد المرأة بنسبة 70% بينما كانت نسبة اهتمام التليفزيون 21% وأخيراً الراديو9%. وحذرت د. أبو يوسف في سياق الدراسة من المعالجات الإعلامية للجرائم التي ترتكبها المرأة حيث يتم تصويرها علي أنها ظواهر تتسق مع طبيعتها وتؤكد علي عدم عقلانية المرأة وإبرازها بصورة انتقامية وذلك بنسبة2.40% يليها، التعامل مع المرأة كجسد وعنصر جذب في الإعلانات والفيديو كليب بنسبة 8.6 % إن بعض المعالجات الإعلامية التي تؤدي إلي تكريس الصورة الدونية للمرأة والتحقير من شأنها جاءت في المرتبة الأولي بنسبة 68 % أما علي صعيد المشاركة السياسية للمرأة فتقول الدراسة: لقد قدم الخطاب الإعلامي اتجاها منقسماً علي نفسه ما بين مؤيد ومعارض حول عدم قدرة المرأة علي العلم السياسي وذلك لأن طبيعتها لا تمكنها من القيام بهذه العمل. وأضافت الدراسة أنه من بين القضايا اللافتة للنظر تأييد الخطاب الإعلامي للنظرة الدونية للمرأة والتعامل معها كمواطن من الدرجة الثانية في تأكيده علي رفض حق المرأة في الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية.. كما احتلت معالجة قضايا العنف المجتمعي المركز الأول بنسبة 1.66 % مقابل قضايا العنف الأسري التي جاءت بنسبة 9.33 % بينما اتفقت كل من الصحافة والتليفزيون في درجة الاهتمام بمعالجة قضايا العنف المجتمعي وذلك بنسبة 70 % و2.60% علي التوالي بينما جاءت نسب معالجة قضايا العنف الأسري بنسبة 30 % و8.39 % علي التوالي. وتضيف أبو يوسف: لقد أظهر التحليل أن الخطاب الإعلامي يركز علي العنف الأسري المعنوي أكثر من العنف الأسري الجسدي الذي ما زال يعتبر من التابوهات التي يتحرج الإعلام من التعرض لها بالمعالجة حيث جاء العنف الأسري المعنوي بنسبة 1.74 % في مقابل نسبة 9.25 % للعنف الجسدي ، وتمثلت قضايا العنف الأسري المعنوي في إهانة الزوج لزوجته بنسبة 1.20 % من إجمالي قضايا العنف الأسري تلاها التعنت في الطلاق بنسبة 8.15 % ثم قسوة أفراد الأسرة علي الفتيات وسوء معاملتهن بنسبة2.11 % ثم الخيانة الزوجية 4.8 % وبفارق بسيط تصوير المرأة كزوجة مستبدة بنسبة 3.8 %. وعلي صعيد قضايا العنف المادي الجسدي الأسري تصدر ختان الإناث هذا النوع من العنف بنسبة 6.9 تلاه ضرب الزوجات بنسبة 3.9 % ثم الزواج المبكر بنسبة 4.4 % والإجبار علي الإجهاض بنسبة 1.1 %. أما في مجال العمل، فقد ناقش الخطاب الإعلامي التحرش الجنسي في العمل بنسبة 5.5 % وهنا تقول الدراسة: بالرغم من ضعف النسبة فإنه يمكن اعتبارهم بداية لنشر الوعي، التي تعد من المسكوت عنه في الخطاب الإعلامي، ولكنها لم تعالج الفئة الأكثر فقرا في المجتمع مثل العاملات الزراعات والعاملات في المصانع، وتمثلت موضوعات العنف المعنوي في العمل في التهوين من قدرة المرأة علي القيام بأعمال بعينها داخل المجتمع. وفيما يتعلق بالعنف الممارس ضد المرأة في الشارع قالت الدراسة: تمت مناقشة الاغتصاب كعنف مادي بنسبة 1.4 % والتحرش اللفظي (المعاكسات) بنسبة 2.1 %. وتشير الدراسة إلي أنه بالرغم من أهمية الكاريكاتير كأحد أكثر مواد الرأي مقروتية في طرح القضايا ومعالجتها فإن هذا الفن تحديداً يعد من أكثر المواد التي تقدم صورة نمطية مشوهة عن المرأة المصرية.. أما عن العنف ضد المرأة في الدراما فقد أكدت نتائج الدراسة أن الدراما ركزت علي مظاهر العنف ضد المرأة باعتباره أحد المرتكزات الأساسية للصراع في الأعمال الدرامية في الراديو والتليفزيون وعلي الرغم من الإيمان الكامل بحرية الإبداع الا ان تكرار هذه الرؤي تؤدي إلي تنميط الصورة لتغييرها. وكشفت نتائج التحليل الإحصائي أن عدد قضايا المرأة التي تطرقت لها الدراما الإذاعية بلغت 263 قضية منها العنف ضد المرأة بنسبة 48.2 % وقضايا المرأة بصفة عامة بنسبة 43 % ووجود تمييز ضد المرأة بنسبة 8.8 % من إجمالي المسلسلات الدرامية التي تم تحليلها، وانطبقت ذات النتيجة علي الدراما التليفزيونية حيث بلغ عدد قضايا المرأة 643 قضية ومثل العنف ضد المرأة 9.44 وقضايا المرأة بصفة عامة نسبة 42 % وأخيرا المسلسلات التي تبرز وجود تمييز ضد المرأة بنسبة 1.13 %. كما إن قضايا العنف الأسري جاءت بنسبة 8.86 % في حين أن قضايا العنف المجتمعي جاءت بنسبة 2.13 % وقد انطبقت ذات النتيجة علي الدراما التليفزيونية حيث احتلت قضايا العنف الأسري المرتبة الأولي بنسبة 5.69 % في حين أن قضايا العنف المجتمعي احتلت المرتبة الثانية 5.30 %. وأكد التحليل الكيفي أن المرأة غالبا هي المسئولة الوحيدة عن الفشل الأسري وتتردد عبارات في سياق العمل الدرامي كلها تصب في هذا الإتجاه. تقول د. إيناس أبو يوسف: لقد خلصت دراسة المعالجة الإعلامية لقضية العنف ضد المرأة إلي مجموعة من التوصيات تمثلت في ضرورة وضع برنامج تدريبي تأهيلي للقائمين بالاتصال يمتد إلي خمس سنوات يستهدف رفع مهارة العاملين في وسائل الإعلام في معالجة قضايا العنف ضد المرأة من حيث تصحيح المفاهيم.