تعتبر أدوار الإغراء واحدة من ضمن الأدوار التي يقدمها الفنانات في السينما، ولكن على الرغم من تقديم عدد من الفنانات لهذه النوعية من الأدوار إلا أنه دائمًا ما تكون هذه النوعية من الأدوار في بداية المشوار الفني للفنانة، والتي سرعان ما تتبرأ من هذه الأدوار فور وصولها إلى النجومية، وهذا هو ما تفعله الكثير من الفنانات. وقد أعلنت أكثر من فنانة خلال الفترة الأخيرة الماضية ندمها على تقديم هذه النوعية من الأدوار في بداية حياتها الفنية، وأن السبب في ذلك هو قلة خبرتها الفنية، بل إن البعض ألقى باللوم على مخرج العمل، ليبقى السؤال الأهم هل يؤمن الفنانات بأدوار الإغراء كنوع من أنواع الفن؟؟ أم أن هذه الأدوار مجرد وسيلة يتبعونها في بداياتهم الفنية للوصول إلى النجومية؟ وما السبب وراء ابتعادهم عن هذه النوعية من الأدوار فيما بعد؟. وتعتبر الفنانة "سيرين عبد النور" هي آخر الفنانات التي أعلنت عدم رغبتها في تقديم أدوار الإغراء، وقد جاء هذا بعد اتهامها بارتدائها لملابس مثيرة في مسلسلها الأخير "روبي" وتصنيفها على أنها فنانة إغراء. وعلى الرغم من كلام "سيرين" أكثر من مرة أثناء تصويرها للمسلسل وأثناء عرضه بأن هذه الملابس ضرورية لتتناسب مع الشخصية، إلا أنه بعد نجاح المسلسل أكدت "سيرين" أنها اضطرت لارتداء هذه الملابس؛ بسبب الشخصية ولكنها لم تقصد منها عمل أي نوع من أنواع الإغراء؛ لأنها لا تجد نفسها فيه. وأكدت "سيرين" أن اتهامها بالإغراء أثار اندهاشها، خاصة وأنها تحرص على اختيار أدوارها جيدًا. وعن نوعية الأدوار التي تفضل تقديمها، أكدت أنها تحب أن تنوع في أدوارها حتى لا يشعر الجمهور بملل من تكرار الشخصيات التي تؤديها، كما أنها تفضل الأدوار الرومانسية البعيدة عن الإغراء، وتنتمي في ذلك إلى مدرسة الفنانة فاتن حمامة، وسعاد حسني، وشادية، والتي تعجب بهم أكثر من الفنانات نادية لطفي، وهند رستم، حيث لا تجد نفسها في الناحية الإغرائية. ومثلها حاولت الفنانة "حورية فرغلي" تبرئة نفسها من مشاهد الإغراء التي أدتها في فيلم "كلمني شكرًا" خاصة بعد نجاحها الفني في الفترة الأخيرة، وبشكل خاص في مسلسل "المنتقم" الذي يعرض لها حاليًا. وأكدت "حورية" على ندمها للمشاركة في فيلم "كلمني شكرًا" على الرغم من أنه كان أولى تجاربها في السينما، وكان له الفضل في شهرتها فنيًّا، إلا أنها أشارت إلى أن المخرج "خالد يوسف" على الرغم من أنه اكتشفها في الفيلم إلا أنه ظلمها لإظهارها بملابس مثيرة في أحد المشاهد، والتي لم تكن مكتوبة في السيناريو وهو ما ظلمها على المستوى الفني والإنساني. وعن سبب قبولها لهذا الدور، أوضحت حورية أنها كانت مخطئة، حيث أنها كانت في بداية مشوارها الفني ولم تكن لديها الخبرة الكافية في اختيار الأدوار إلا أنها اجتازت هذه المرحلة الآن وأصبحت قادرة على اختيار أدوار جيدة، مؤكدة على أنها لن تقوم بتقديم أدوار إغراء مجددًا. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عدد من الفنانات ندمهن على تقديم أدوار إغراء في بداية مشوارهم الفني، حيث سبق وأن تبرأت الفنانة "هند صبري" من مشاهد الإغراء في أولى أفلامها "مذكرات مراهقة" والذي قدمته مع المخرجة إيناس الدغيدي، مؤكدة على أنها لن تقدم هذه النوعية من الأدوار مرة أخرى وهو ما اتبعته بالفعل في أعمالها الأخرى. أيضًا قدمت الفنانة "منة شلبي" مشاهد إغراء في أولى أفلامها "الساحر"، حيث كانت في بداية مشوارها الفني، لتعتزل بعد ذلك هذه النوعية من الأدوار فور شهرتها. بداية المشوار وعن هذه الظاهرة أوضح الناقد الفني طارق الشناوي أن قبول الفنانات لأدوار الإغراء في بداية مشوارهم الفني هو أمر أصبح طبيعيًا ومتبعًا دائمًا ليس فقط في السينما ولكن في الغناء أيضًا، فنجد الفنانة "نانسي عجرم" على سبيل المثال أنها اتبعت ارتداء ملابس مثيرة في أولى أغنياتها، وأثارت ضجة كبيرة، لتشتهر بعدها وتبدأ في انتقاء ملابسها وأعمالها الفنية وتبتعد عن هذه الملابس المثيرة. وأشار "الشناوي" إلى أن الإغراء في الأفلام القديمة كان له أسلوبه، وما يحدث الآن لا يمكن اعتباره إغراء وإنما هو مجرد إغراء للعين فقط من أجل عمل ترويج ودعاية للعمل الفني، وهذا هو السبب الأساسي وراء تقديم مثل هذه المشاهد. وعن رأي المخرجين في هذه الظاهرة، أوضح المخرج "خالد يوسف" أنه يجب على الفنان تحمل نتيجة ومسئولية اختياراته، وأنه لا يوجد مخرج يجبر فنانًا على قبول دور أو رفض آخر، والدليل هو وجود عدد من الفنانين يرفضون العديد من الأدوار ليتم عرضها على آخرين. وأكد "خالد" أن الإغراء لا غنى عنه في السينما المصرية، وأنه نوع مهم من الفنون، وتجسيد الإغراء يتطلب وجود مهارات معينة عند الفنان، وارتداء الملابس المثيرة ليس هو الإغراء؛ لأنه من الممكن تقديمه من خلال نظرات العين أو طريقة الكلام فقط. ومن ناحية ندم الفنانات على تقديم هذه الأدوار وعدم تكرارها مرة أخرى، أوضح "خالد" أن العديد من الفنانات يتخذن هذه الأدوار كوسيلة لتحقيق الشهرة، وأنهن يتبرأن من هذه الأدوار؛ خوفًا من أن يتم تصنيفهم على أنهم فنانات إغراء، وليقنعوا المنتجين والمخرجين بقدرتهم على أداء أدوار مختلفة.