الرياضة ليست رفاهية للفائز المرتقب فى الانتخابات الرئاسة فى أية دولة، لكنها أمر ضرروري للزعماء والسياسيين أكثر منها للإنسان العادي، من أجل تفادي الآثار الناجمة عن الضغوط الشديدة التي تقع علي كاهلهم، والدليل علي ذلك أن زعماء أكثر بلدان العالم تقدما "لاسيما الدول الخمس الكبري" يحرصون علي ممارسة أنواع مختلفة من الرياضات وليس نوعا واحدا.. أعرفها في السطور المقبلة. علي الرغم من أنه يحكم أقوي دولة في العالم وإحدي أكثر بلدان العالم تقدما في مختلف المجالات، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "50 سنة" يعد أحد أكثر زعماء العالم ممارسة للرياضة، حيث يمارس عدة رياضيات تتراوح بين الألعاب الجماعية مثل كرة السلة وكرة القدم الأمريكية والبسبول، بجانب الألعاب الفردية مثل الجولف والسباحة والغطس والبولينج، وتنس الطاولة، ويحرص أوباما علي ممارسة بعض هذه الرياضيات بشكل منتظم في حديقة البيت الأبيض، ومنها ما يمارسه خلال إجازته السنوية في جزيرة هاواي، مثل الغطس والألعاب الشاطئية وغيرهما. ومن المعروف أن الألعاب الجماعية تضفي علي ممارسها روح التعاون والتشارك والعمل كفريق واحد، والتخطيط الجيد للوصول إلي الهدف، والإصرار علي تحقيقه.. كما أن لعبتي كرة القدم الأمريكية والبيسبول، بجانب اعتمادها علي القوة البدنية لممارسهما، فإنهما تجعلانه يفكر في كيفية الوصول إلي هدفه مع تجنب الصدام مع الآخرين، وتكسبه روح الإصرار والقتالية.. وهي كلها صفات مطلوبة في الساسة من أجل تحقيق المطلوب بأقل الخسائر ودون الدخول في صدامات قدر الإمكان مع الخصوم. كذلك فإن كرة السلة تكسب لاعبها القدرة علي المراوغة والمرونة بجانب الدقة في اتخاذ قرار التسديد في الوقت المناسب.. وهذه الدقة لابد منها أيضا لدي السياسيين.. وهي الصفة نفسها التي تكسبها لعبتا الجولف والبولينج، حيث يتطلب لهما الدقة والتركيز الشديدان. من أشهر الزعماء بممارسة الرياضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "59 سنة" الذي تم انتخابه لفترة رئاسية جديدة خلفا لديمتري ميدفيديف، حيث يشتهر بوتين بممارسة الفروسية، والسباحة، والبلياردو، بجانب الرماية وبعض الألعاب القتالية وعلي رأسها الجودو الذي يقال إنه وصل فيه إلي مراحل متقدمة واتقطت له الكثير من الصور وهو يمارسه. والجودو من الرياضات القتالية، وما لا يعرفه الكثيرون أن هناك اكتشافات تشير إلي أن هذه اللعبة ظهرت في عهد الفراعنة قبل 5000 عام، إلا أن الفضل ينسب لليابانيين في تطويرها بالشكل الحالي، ورغم أن اللعبة توحي بأنها تضفي علي ممارسها روح الحدة والصرامة والشدة والعنف، فإنها علي العكس من ذلك تماما، حيث إنها بجانب إكسابه القوة البدنية والروح القتالية فإنها تتطلب منه أيضا أن يكون مرنا ومراوغا. فمن القواعد الأساسية التي وضعها مؤسسها "كن مرنا حتي لا تكسرك الرياح"، وكذلك تتطلب منه أن يكون سريع الحركة ومباغتا.. وكلها صفات مطلوبة في الرئيس، حيث يجب أن يكون حازما ولديه روح قتالية، وفي الوقت نفسه مرانا ومراوغا، وكذلك يجب أن يتمتع بالقدرة علي اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح وبشكل سريع دون تهاون أو تراخ. أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "41سنة" فأكثر الرياضات التي يحرص علي ممارستها هي الجري للمحافظة علي لياقته، بجانب لعبة الأمراء التنس.. وعلي فترات كرة القدم وتنس الطاولة والبلياردو، لكن مؤخرا اكتشف الكثيرون أنه يمارس الفروسية أيضا، حيث التقطت له صور وهو يقود جوادا ويسير به بأقصي سرعة وكأنه فارس متمرس، ولم لا وهو مازال مفارقا لسن الأربعين منذ عام واحد فقط؟! ولركوب الخيل فوائد كثيرة، وهناك مراكز متخصصة للعلاج به..ومن فوائده النفسية، بجانب الفوائد البدنية، أنه يكسب الثقة بالنفس وتقدير الذات، والسيطرة علي العاطف، والصبر، وحسن تقدير الأمور والحكم عليها، وتخفيف مستوي الضغط الناجم عن الإجهاد، وزيادة التريكز، وكلها صفات لا غني للسياسي عنها. كذلك كان يحرص الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي "47 سنة" علي ممارسة رياضة الجري بانتظام للمحافظة علي لياقته البدنية والذهنية، ويمارس أيضا رياضة ركوب الدراجات بانتظام، بجانب حرصه علي ممارسة السباحة، وتنس الطاولة والبلياردو، ومن فوائد ركوب الدراجات تقليل نسبة الكولسترول في الدم، وتقليل الضغط علي العمود الفقري وتحريك كل عضلاته وتجنب الإصابة بالانزلاق الغضروفي، وتقليل سرعة ضربات القلب، وتنظيم ضغط الدم. لا تزال قائمة الزعماء الرياضيين ممتلئة بالأسماء، ويبرز فيها رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر "53 سنة" والذي يعشق رياضة الهوكي، كما يمارس كرة القدم الأمريكية وتنس الطاولة، ويمارس الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا "62 سنة" كرة القدم، وهي اللعبة نفسها التي يمارسها رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف "52 سنة" ورئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك "55 سنة" ولم يسلم الأمين العام للأمم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون "68 سنة" من الشغف بكرة القدم، حيث إنه يمارسها علي فترات، وكذلك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان "58 سنة" ونائب الرئيس الصيني جين بينغ "58 سن" والرئيس الجنوبي إفريقي جاكوب زوما "70 سنة"، كذلك يحرص الرئيس البوليفي إيفو موراليس "51 سنة" علي ممارسة كرة القدم بشكل منتظم، وكذلك الرئيس الإيراني أحمدي نجاد "55 سنة" والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز "57 سنة"، أما الرئيس الصيني هو جينتاو "70 سنة" فهو يحرص علي ممارسة تنس الطاوة التي تعد بلاده الأكثر تفوقا فيها علي مستوي العالم، وكما هو معروف فإن أغلب هؤلاء الزعماء المذكورين استطاعوا قيادة بلادهم لتكون ضمن البلدان المتقدمة أو الأكثر نموا خلال السنوات الأخيرة.