-هل جاء تكريمك متأخراً؟ بداية أود أن أشكر إدارة المهرجان برئاسة د. عزت أبو عوف ووزير الثقافة فاروق حسني علي هذا التكريم، أما عن تأخّره، فهو رأي الناس والنقاد الذين رأوا أحقّيتي به، نظراً لما قدمته من أعمال ما زالت محفورة بذاكرة الجماهير. وأرفض أن يكرَّم الفنان بعد وفاته أو حتي في أواخر أيامه، لأن تكريمه في قمة نضجه وعطائه الفني يعد بمثابة دفعة قوية الي مزيد من الإنجازات، والجمهور هو الرابح الوحيد في تلك الحالة، لأنه حتماً سيسعد بهذا العطاء. -تم تكريمك في العديد من المهرجانات .. - ماذا يعني تكريمك في بلدك؟ تكريمي في بلدي له طعم مختلف تماماً، لا أستطيع وصفه، أما تكريمي من منظّمة "الصحة العالمية" عن مجمل أعمالي التي حاربت في مضمونها تجارة المخدرات مثل "الباطنية" وغيرها من القضايا والمشاكل في مصر ، فهو الأحب إلي لأنني شعرت بالفعل أن مجهود السنين الماضية لم يضع وأنني قدمت أعمالاً محترمة، والحمد لله أفلامي كلّها حملت أهدافاً نبيلة. - قبل أيام من انطلاقة المهرجان عانت إدارته كثيراً من عدم وجود فيلم مصري يشارك في فاعلياته، فمن برأيك المسؤول عن تلك الأزمة ؟ بصراحة، أري أن الأزمة تتطلب منا الانتماء وتكاتف الجميع من منتجين ومخرجين ووزاره الثقافة كي لا نقع في هذا المأزق مجدداً، لأن هذا المهرجان يحمل اسم بلدنا بعيداً عن أي حسابات مادية أخري، ولكن في الوقت نفسه لا بد من أن تدعمه الدولة مادياً ليظهر بشكل جيد ويستطيع الاستمرار في المنافسة علي ساحة المهرجانات الدولية . -بعد مشوارك السينمائي الطويل، كيف تقيمين مستوي الأفلام السينمائية حاليا؟ الفن السينمائي لا يحتاج إلي تقييم ، بدليل مشكلة إيجاد فيلم مصري يصلح للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ما يعني أن صناعة السينما تعاني من أزمة حقيقية يحب العمل علي الخروج منها . -يقال إن الأزمة الاقتصادية هي السبب في عدم إنتاج أفلام جيدة؟ بالعكس، ليست للمسألة أي علاقة سواء بالأزمة الاقتصادية أو بإنفلونزا الخنازير ولا بالمنتجين، لأن لدينا جهات إنتاج عدة لا تبخل علي أفلامها، غير أن الأزمة الحقيقية تكمن في أننا لا نملك سيناريو جيداً، وغالبية الأعمال السينمائية التي نشاهدها خالية من المضمون حتي لو كانت جيدة علي مستوي الصورة أو الإخراج، لهذا ننساها فور خروجنا من دور العرض. -هل لهذا السبب ابتعدت نادية الجندي من السينما ؟ أنا أبحث دائماً في أعمالي عن رسالة ومضمون وهدف أقدّمه للجمهور، وإذا لم أعثر عليه فلماذا أقدّم عملاّ لا يضيف إلي، بل ينتقص مني ومن تاريخي، الفني خصوصاً أن جمهوري ينتظر أن يري شيئاً جيداً عندما يحمل الفيلم اسمي. -مادام أنه لا يوجد سيناريو جيد، فلماذا لا تفكّري في الاستعانة بفكرة الورشة خصوصاً أنها لاقت أخيراً نجاحاً؟ هذا ما سأفعله في الأيام المقبلة، لدي أكثر من فكرة سأختار منها الأقوي، وبالفعل عقدت جلسات عمل مع كاتب متميز وسننفّذها. -هل تقبلين بأن تشاركك بطولة أفلامك ممثلات الجيل الجديد مثل مني زكي ومنة شلبي وغيرهما؟ ولم لا، فقد سبق وقدمت الكثير من النجوم وفي مقدّمهم الراحل أحمد زكي، ومن ثم لا توجد مشكلة في أن يشاركوني العمل. - ماذا عن مشروع تقديم سيرة الراحلة تحية كاريوكا من خلال عمل درامي تقومين ببطولته ؟ كانت تربطني علاقة صداقة قوية بالفنانة الراحلة تحية كاريوكا، وعندما شاهدتني أجسّد شخصية ناهد رشاد، صديقتها، أُعجبت بي جداً، فطلبت مني أن أقدّم حياتها في عمل درامي، وبالفعل اتفقت مع السيناريست مصطفي محرم علي كتابة السيناريو، ومع المنتج كامل أبو علي، غير أننا فوجئنا باعتراض من الورثة، ووصلتنا أيضاً إنذارات عدة لوقف المشروع، علي رغم أننا كنا سنقدم الجانب الإنساني فحسب في حياة هذه الفنانة العملاقة، والتي هي في النهاية شخصية "عامة" وتاريخها الفني ليس ملكاً لأحد. -هل تنوين كتابة مذكراتك؟ بالطبع سأكتب مذكراتي بنفسي، كي لا يحرِّفها البعض، ولكن في الوقت المناسب. فلدي الكثير الذي يجب أن يعرفه الجمهور. هل تعتقدون أننا فى هذه الحقبة الزمنية العصيبة التى نمر بها يهمنا أن نقرا مذكرات الفنانات والفنانين؟كفانا مضيعة للاوقات .وانتى يا سيدتى بدلا من كتابة مذكراتك أو تكريم غيرك نريد ان نراكى فى الاحياء العشوائية بين الفقراء و المحتاجين بين اصحاب الامراض الذين لا يملكون قوت يومهم و هذه الرسالة لكل الفنانين .كفانا ضحكا على انفسنا