شهدت مصر تحولاً جذرياً في كافة مؤسسات الدولة منذ سقوط الرئيس السابق "حسني مبارك" ولم يكن يتخيل عاقل أن تحدث مظاهرات في وزارة الداخلية أو جهاز المخابرات العامة، ومؤخراً شهدت مصر أول تظاهرة من نوعها للعاملين بجهاز المخابرات العامة، للمطالبة بعودة اللواء مراد موافى لرئاسة الجهاز، بعد أن تم إقالته عقب حادثة رفح التى أسفرت عن سقوط 16 شهيدًا من جنود حرس الحدود. وقال العميد حسين حمودة الخبير الأمنى، إن المظاهرة تمثل "كارثة" لمؤسسة الرئاسة، لأن القائم بمهام مدير المخابرات حاليًا قادم من داخل الجهاز، ودائمًا ما كان يأتى مدير المخابرات من خارج الجهاز، خاصة من المخابرات الحربية أو المؤسسة العسكرية, كما أن التذمر داخل الجهاز والمطالبة بعودة موافى رسالة بأن أعضاء الجهاز خلفه حتى لا يتكلم فى بعض الأمور، مشيراً الي أن جهاز المخابرات على دراية بكل تجاوزات المسئولين السابقين والحاليين، وأنه عندما يأتى نظام جديد من الإخوان الذين عانوا من النظام السابق فهذا يثير مخاوف لدى المخابرات من الملفات السوداء التى إرتكبتها المخابرات أو كانت على علم بها ولم تبلغ الجهات المسئولة. وأضاف اللواء فاروق المقرحي الخبير الأمني، بأن تطهير جهاز المخابرات وصل الي تغيير مدير الجهاز فقط، ولم يصل الي باقى القيادات، موضحاً بوجود تخوفات من قبل بعض القيادات التي قد تقع تحت طائلة القانون مستقبلاً، حيث جآءت وفاة اللواء عمر سليمان مدير الجهاز السابق بمثابة "صدمة" للعاملين، لأنه لو كان موجوداً لكان تحمل المسئولية كاملة، وأصبح كبش الفداء ولكن الآن وكلاء الجهاز هم الذين يتحملون المسئولية، لذلك يقومون بإثارة القلاقل حتى يتم التخويف من إحداث إضطرابات فى المخابرات تؤثر علي عمله الهام والحيوي داخل وخارج البلاد. ومن جانبه تعجب اللواء نبيل فؤاد الخبير الأمني، من تظاهرات رجال المخابرات الذي تحدث لأول مرة فى تاريخ الجهاز، وهى ظاهرة تحتاج للدراسة لأن مدير المخابرات الحالى رجل من كوادر جهاز المخابرات ومن أعمدته من قبل موافى وترقى فيها وليس رجلاً غريبًا عنهم حتى يتظاهروا للمطالبة بإقالتة وعودة موافى القادم من المخابرات الحربية.