وقد انتقل الحجاج سيرا على الاقدام وعلى متن الحافلات، من منى التي قضوا فيها ليلتهم، الى جبل عرفات (20 كلم جنوب شرق مكة) وهو المكان الذي القى فيه النبي محمد خطبة الوداع في عام 632، حيث قضوا يومهم بالصلاة والتسبيح. وعبرت الحاجة المغربية فاطمة عن سعادتها الكبيرة بوصولها الى عرفات قائلة "لا اصدق انني على جبل عرفات. هنا كان الرسول محمد يدعو ربه. هذا احلى يوم في حياتي". ورفع الحاج فيصل (52 عاما) وهو من العرب الفلسطينيين في اسرائيل، يديه الى السماء "اللهم وحد المسلمين وحرر الاقصى.. نحن احوج ما نكون للوحدة". وبدا الحجاج فور غروب الشمس النزول في وقت واحد من جبل عرفات الى مزدلفة، تحيط بهم قوات الامن السعودية، متوجهين الى منى لرمي الجمرات ابتداء من يوم الجمعة الذي يوافق اول ايام عيد الاضحى. وكانت الامطار الغزيرة التي هطلت الاربعاء على مكةوجدة اغرقت مخيم منى، فاضطر العديد من الحجاج الى مغادرة خيمهم. وتساءل الحاج المصري ادهم ابراهيم "لقد غرقت خيمتي.. الى اين اذهب؟" وهو جالس على سجادة صلاة في جبل عرفات. ولم يوضح الدفاع المدني السعودي اذا كان من بين ضحايا السيول حجاج. وبالرغم من دعوة السلطات السعودية الى عدم تسييس الحج، تجمع الاف الايرانيين داخل مخيمهم في عرفات ورددوا هتافات اعلنوا خلالها مجددا "البراءة من المشركين"، وجرى ذلك من دون حوادث. وبدأت هذه التظاهرة التي اصبحت تقليدا سنويا، بالدعاء الذي قدمه الشيخ محمد ريشهري امير بعثة الحج الايرانية وممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. وردد الحجاج الايرانيون هتافات ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل، منها "الموت لاميركا، الموت لاسرائيل". وانتهى التجمع من دون ان يسجل خروج اي حاج ايراني خارج الخيام ومن دون رفع اي لافتات. ولم يكن من السهل تقدير عدد المحتشدين الايرانيين تلبية لدعوة قادة بلادهم، علما ان عدد الحجاج القادمين من ايران بلغ 65 الفا. وتلا ريشهري بيان خامنئي امام المجتمعين، وجاء فيه "نرى اليوم يد اعداء العالم الاسلامي وهي تعمل اكثر من ذي قبل للفرقة بين المسلمين..نحن اليوم احوج للالفة القلبية والوئام والوحدة بين المسلمين". واضاف ان "اعداء الاسلام يعملون في انحاء الاراضي الاسلامية، ففلسطين تعاني الالام والمسجد الاقصى يتعرض للخطر وشعب غزة مضطهد والتطهير العرقي غير مسبوق.. وافغانستان تبتلى تحت وطأة المحتلين.. الوضع الامني في العراق يفقد الشعب حريته.. واقتتال الاخوة في اليمن يضيف للامة الاسلامية طعنة جديدة". وقمعت قوات الامن السعودية في 1987 تظاهرة للحجاج الايرانيين ما اسفر عن سقوط اربعمئة وقتيلين منهم 275 ايرانيا، واثر ذلك قطعت العلاقات بين ايران والسعودية وظل الايرانيون ممنوعين من تادية فريضة الحج حتى العام 1991.