تعلمكم"، والبرنامج هو برنامج "محو الأمية" للكاتب والاذاعي القدير عبدالبديع قمحاوي، فبرنامجه كان شاهدا علي عصر ازدهار الإذاعة المصرية وريادتها بحق وحقيقي مع نظرائه من البرامج الاجتماعية والتعليمية والثقافية والترفيهية التي توجهت نحو المستمعين رجالا ونساء وأطفالا، هدفها تنمية المجتمع المصري والمساهمة في الارتقاء بالمواطنين، فرحم الله هذا العصر لصالح إذاعات الإف إم والفضائيات التي تستهدف الجيوب قبل العقول، وتستهدف الغرائز قبل الضمائر• برنامج محو الأمية للقدير عبد البديع قمحاوي والمنظومة الرائعة للبرامج الأخري مثل برنامج "ربات البيوت" و"علي الناصية" جذب الكثيرين للاستماع إليه والاستفادة منه، ولكن بعد فترة من الزمن تغيرت الاحوال حسب منطق السوق وحسب منطق المسؤولين غير المسؤولين عن أي حاجة، فرأينا أن الأمية في مصر في زيادة ، بل وزيادة حبتين عن مثيلاتها في الدول الأخري، والتي تعتبر أن من لا يستخدم الكمبيوتر هو الأمي، اما عندنا فإن الأمي مازال هو الذي لا يقرأ ولا يكتب• ولمصلحة من وبعد كل هذه السنوات تصل نسبة الأمية إلي 26% من إجمالي عدد السكان أي حوالي 16 مليون نسمة بالتمام والكمال، وهذه الإحصائية ليست من عندي انما هي من عند أصحاب الاختصاص المسؤولين عن محو الأمية، قالها وأعلن عنها الدكتور رأفت رضوان رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار من خلال الندوة التي نظمها مركز الإبداع في الإسكندرية ، بأن نسبة الأمية في مصر وصلت إلي 26% من إجمالي عدد السكان أي ما يوازي نحو 16 مليون نسمة، وأن هؤلاء لا يعرفون القراءة والكتابة، بينما هناك 8 ملايين لا يعرفون سوي كتابة أسمائهم فقط• يا صلاة النبي يعني 16 مليون مصري في عين العدو لا يقرأون ولا يكتبون و8 ملايين مصري برضه لا يعرفون شيئا إلا كتابة اسمهم وربما يخطئون في التهجئة كمان، وجاء وصف الدكتور رضوان لهؤلاء الجمع بأنهم أكبر تجمع سكاني في مصر، وأنهم يمثلون الحزب الأكبر في مصر ويبلغ عددهم نحو 24 مليوناً، وأضاف الرجل بحرج بالغ بقوله أشعر بالحرج الشديد عندما أجد مواطناً أمياً في مصر لا يعرف القراءة والكتابة• وهذا العدد من الأميين يعتبر ع ارا قوميا بامتياز في القرن الحادي والعشرين، عصر المعلومات والانترنت والفيس بوك ومحركات البحث والموبايلات متعددة الاستخدامات، وبالرغم من هذا العار ومن هذا الحرج الشديد الذي أحس به السيد رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار وأشعر به أنا أيضا وربما أنت أيها القاريء العزيزتشعر به كذلك، إلا أن هناك من لا يشعر بهذا الحرج في حكومتنا أدامها الله ذخرا لنفسها فقط، فهي بحق لا توفر جهدا ولا تعبا -أعانها الله- آناء الليل والنهار للمصلحة العامة الشخصية• وهذه النسبة لو كانت في بلد آخر لأنشأوا لها وبسرعة وزارة محندقة خاصة بهذا الجمع العرمرم من الأميين أو نقابة تدافع عن حقوقهم في التعليم، قبل أن تفاجأ الحكومة بسعي هذه الأغلبية بتكوين "حزب الأميين الديمقراطيين الاشتراكيين الوحدويين المصريين" وينالوا الأغلبية في مجلس الشعب، فلا نجد بعد ذلك نائبا يوحد ربه في المجلس الموقر، من الحزب الوطني أو من الأحزاب الأخري أو المستقلين، ويكون شعار الحزب الجديد "ورقة وقلم ومرايا وخلوا بالكو معايا"•