الملوثات بأنواعها، وهذا الاتجاه الجديد نحو اقتصاد يراعي البيئة ويحد من مشاكل الصناعة يجب تبنيه وتشجيعه ومساندته، فالأمور لم تعد تحتمل التراخي والإهمال أو "أنا ومن بعدي الطوفان"، فالسلبية التي ينتهجها البعض ويتخذها منهج حياة آمن من المنغصات، لن تجلب له ولغيره إلا المشكلات• في الوقت الذي ينادي فيه بالاقتصاد الأخضر في أروقة المنظمات المعنية وفي بعض الشركات والدول مازالت الحكومة غير قادرة علي التخلص من القمامة التي غمرت -بجانب الأحياء الشعبية- الأحياء الراقية في الجيزة وفي القاهرة ولا تسأل عن المحافظات الأخري فكلها ذات هم واحد وقمامتها واحدة وطرمخة الحكومة موزعة بالتساوي علي الكل ماعدا أحياء لا يسكنها إلا علية القوم• ومشكلة القمامة أو الزبالة ليست مشكلة شعب بل مشكلة حكومة ومحليات لم يعد مسئولوها وموظفوها يعنيهم شيئا، وماذا يعني بالنسبة لهم لو تكدست الزبالة وشكلت أثرا تاريخيا يكون من ضمن المزارات الأثرية التي وجدت في القرن الواحد والعشرين علي أيدي حفدة بناة الأهرام، ولم يشكل وجودها بهذا الحجم وصمة عار تاريخية في جبين الحكومة والمسئولين عنها أمام السائحين والزوار وحتي أمام المصريين أنفسهم• يتعلل البعض أن مشكلة الزبالة وتكدسها سببه إعدام الخنازير وعدم وجود حافز للأخوة الزبالين لجمع القمامة ونقلها إلي أماكن بعيدة، وماذا تفعل الدول التي تنعدم فيها الخنازير وبالرغم من ذلك تبدو شوارعها وأحياؤها جميلة ونظيفة كأنها مغسولة بالماء والصابون الذي يوزعونه حاليا علي طلبة المدارس لتجنب الإصابة بإنفلونزا الخنازير• بجانب مشكلة تكدس الزبالة في الأحياء والشوارع فإن الاستهانة بثروة مصر الخضراء من أشجار الشوارع وليس أولاد الشوارع مهددة من كل أحد ومن أي شخص أو هيئة، ففي الأسبوع الماضي قامت سفارة الصين بقطع ثلاثة أشجار عمرها أكثر من مئة عام من أجل فتح أبواب جديدة وبزعم أنها استأذنت من الحي لقطعها، وكأن الحي لا يعلم أن هذه الأشجار ليست ملكا له ولا لأي سفارة أو هيئة حتي يعطي الإذن بالقطع لكل من أراد أن يوسع بابا أو يبني دورا علي حساب ذبح الأشجار العملاقة ذات التاريخ والمساهمة في الحد من التلوث وعنوان حضارة الشعوب وتمدنهم•