انعكس الزخم السياسي الذي عاشته مصر عقب اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير علي المشهد الثقافي وانطلاق العديد من الفعاليات الثقافية والندوات لتوعية المواطنين بتلك الفترة الانتقالية بما فيها من استفتاء حول مواد الدستور والانتخابات، كما تعرضت المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية لتعريف المواطنين بمتغيرات تلك الفترة، ووجهت فعالياتها لمختلف شرائح المجتمع، إلا أن لسان حال الشارع يؤكد علي أنه رغم هذا الكم الهائل من الفعاليات - سواء التابعة لمؤسسات رسمية أو غير رسمية - إلا أن المحصلة النهائية صفر. فشهد المجلس الاعلي للثقافة نشاطًا ادبيًا مكثفًا ومتنوعًا، فقد عقد عدة ندوات تتعلق بإبداعات نجيب محفوظ؛ خلال الصالون الاسبوعي الذي يحمل اسمه، وعقد ندوة لتأبين رائد الخيال العلمى نهاد شريف، وندوة لمناقشة كتاب "التمكين.. سياسة التنمية البديلة"، و"ثورة 25 يناير والاسكان"، و"طب الاعماق والعلاج"، و"الفلسفة والثورة"، و"آثار مصر الإسلامية فى العصرين الإخشيدى والفاطمى"، و"الشخصية المصرية بين الخضوع والثورة"، فى سلسلة الندوات التى تقيمها تحت مسمى "قراءات فى التاريخ المصرى". كما خصصت الهيئة العامة لقصور الثقافة، عددًا كبيرًا من الانشطة الثقافية لدعم الطفل، منها ندوة بعنوان "أهمية تعليم الطفل المشاركة المجتمعية وكيفية اتخاذ القرار"، وندوة "الأسلوب الأمثل فى التعامل مع الطفل"، وورش الرسم علي "الزجاج، الخيش، الحصير"، كما تم عرض مسرحية "أنا المصرى"، بجانب تقديم فقرات غنائية لفريق كورال القصر. كما حفل قصر ثقافة "عين حلوان" بالعديد من الانشطة الثقافية، وتضمن برنامجه الثقافي لقاءات أدبية، أمسيات شعرية، لقاءات ثقافية شارك فيه شباب ثورة يناير ونخبة من الإعلاميين والسياسيين ورجال القضاء. أما الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، فنظمت ندوة "المواطنة فى عيون الشباب"، و"مصر في عيون العالم الان"، كما نظمت امسية شعرية للشاعر جمال الشاعرفي حضور فنان الثورة رامي عصام. فيما قدمت الهيئة العامة للكتاب، انشطة تواكب التطورات التي تشهدها الساحة المصرية؛ ومنها ندوة "قضايا التنمية البشرية والتغيير"، كما قدمت سلسلة ندوات بعنوان "طرائق جديدة فى الإبداع الثقافى - الجماعات المستقلة" ناقشت خلالها مجموعة من الموضوعات والقضايا والمفاهيم التى طورت خيال وذائقة الإنسان المصرى ودفعته نحو التفاعل والتعامل مع التغيير الفردى الخاص والجماعى العام. كما نظمت اللجنة الثقافية باتحاد كتاب مصر سلسلة من الندوات التى تقام حول الشعر وثورة الخامس والعشرين من يناير منها أمسية شعرية بعنوان "شعراء 6 أبريل"، ونظم الاتحاد مؤتمر "شعر العامية المصرية" في دورته الثانية، والذي تناول العديد من الموضوعات منها " قصيدة نثر العامية إلي أين؟، والقصيدة العامية في ثورة يناير، وعلاقة الشعر بالموروث الشعبي". وقدمت مكتبة الإسكندرية زخمًا ثقافيًا هائلًا، بدءًا بمعرض مكتبة الاسكندرية الدولي للكتاب؛ ليكون بمثابة اطلالة ثقافية عالمية علي ارض الاسكندرية، كما نظم منتدي الحوار بمكتبة الاسكندرية بالتعاون مع مبادرة الاصلاح العربي مؤتمر "العالم العربي يتغير"؛ لرصد التحولات والحراك السياسي التي تشهده المنطقة العربية.. إضافة إلي عدد من الندوات للقراءات الشعرية والمسرحية، منها قراءات في مؤلفات الشاعر فؤاد حداد، وقراءة مسرحية "العودة إلى الوطن" للكاتب هارولد بنتر، ومسرحية "المخربشين" للراحل خيري شلبي، وعقدت المكتبة احتفالية لتكريم الشاعر فاروق شوشة، بعنوان "مسيرة عطاء وإبداع"، ونظمت المنتدى السنوي السادس للشباب العربي تحت عنوان "استثمر في الغد، ابدأ اليوم"، لمناقشة قضايا تتعلق بتطوير المهارات واكتساب الخبرات، وقدّم المنتدي رؤية معاصرة لثلاث مدن متوسطية؛ هي: الإسكندرية وفينيسيا وإسطنبول. وعلي مستوي محافظات مصر، فقد نظمت الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث "منتدى الشباب للفكر والإبداع" بإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى، فرع ثقافة الأقصر، محاضرة بعنوان "الثورة وتحديد المسار"، وفي فرع ثقافة المنيا نظم القصر ندوته "الولاء والانتماء"، كما نظم فرع ثقافة سوهاج محاضرة بعنوان "التنمية الثقافية للشباب من كافة الاتجاهات"، إضافة لإقامة فرع ثقافة قنا محاضرة بعنوان "ثقافة التظاهر فى مصر" ببيت ثقافة فرشوط. وأقام إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى احتفالات ثقافية وفنية فى جميع محافظات الإقليم، تتضمن عروضاً فنية لفرقة الموسيقى والغناء وفرق كورا الأطفال، وكذلك ندوات ثقافية وأمسيات شعرية بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، كما قدمت فرقة المنيا للموسيقى العربية عرضاً فنياً فى الاحتفالية التى تقيمها جمعية المحاربين القدامى على مسرح المحافظة. أما المؤسسات الثقافية غير الرسمية، فقد عقدت مكتبة "أ" عدداً من الندوات واللقاءات الثقافية والفنية بفروعها ضمن فاعليات احتفالية "مصر تقرأ"، كما استضافت عددًا كبيرًا من المثقفين والكتاب. واستضافت مكتبة "مصر العامة" ندوة "لغة الحوار بين التيارات السياسية بعد 25 يناير"، لمناقشة اتجاهات التيارات السياسية علي الساحة السياسية، ومدى تأثيرها على تغيير الفكر السياسى لدى الشباب المصرى فى الآونة الأخيرة. وتنوعت فعاليات ساقية "الصاوي"، ما بين سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية، وتقديم عروض مسرحية وغنائية. فقد أقامت الساقية عدة فعاليات للاحتفاء بمئوية نجيب محفوظ، كما نظمت مسابقة في شعر الفصحي والرواية القصيرة، كما فتحت ابوابها لجميع القوي والتيارات السياسية لعرض اتجاهاتهم وآرائهم وبرامجهم الانتاخبية، اضافة الي اقامة عدة ندوات للمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية. وشهد العام المنقضي تعليق عدد من الانشطة الثقافية في العديد من المؤسسات وذلك بسبب الاحداث التي شهدها ميدان التحرير، وتضامنا مع احداث ميدان التحرير التي راح ضحيتها مئات الجرحي.