أزمة جديدة تواجه المجلس الإنتقالي الليبي هذه الايام تتمثل في سكان اهالي تاورجاء المتهمين بقتل واغتصاب سكان مصراتة بناء على تعليمات الزعيم الليبي المقتول معمر القذافي. حيث يتم التعامل معهم بقسوه من قبل اهالي مصراته وباقي المدن الليبية بجانب ان البعض يطلب ضرورة الانتقام منهم ، ويشكل هذا الاختبار الأصعب أمام عملية المصالحة الوطنية بالنسبة لحكومة يتعين عليها القيام بدمج عدد من أنصار القذافي، بما فيهم الموجودين في مدينتي سرت وبني وليد، إذا أرادت إنجاح الثورة. وهو ما علق عليه ايمانويل جيجناك، رئيس مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا، بقوله أن "هذا المبدأ مهم للغاية...فلن يتمكن هذا البلد من الوقوف في ظل وجود مجتمعات مهمشة بداخله". كانت أقلية تاورجاء ذات البشرة الداكنة، المنحدرة من العبيد الذين تم جلبهم إلى ليبيا في القرنين 18 و 19 ، تقيم حتى وقت قريب في بلدة ساحلية تحمل نفس الإسم تقع على بعد 250 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس. ومع صعود الثوار إلى السلطة، اتخذ أهل تاورجا موقفاً دفاعياً، وأصبحت بلدتهم خاوية، أبوابها مترعة ومنازلها محروقة. وتم تغيير إسم البلدة على اللافتة الموجودة بالطريق المؤدي إليها إلى ‘مصراتة الجديدة'. وقد أصبح سكانها يعزفون عن العودة إليها. ويحذر عمال الإغاثة من أن احتمال أن يتسبب استمرار المضايقات والهجمات الإنتقامية ضد هذه الأقلية في إعادة إشعال الصراع من جديد.