قال زعماء آلاف المؤيدين السابقين لمعمر القذافي الذين فروا من بلدتهم بسبب هجمات انتقامية إنهم سيعودون إلى البلدة في خظوة تنطوي على مخاطر حدوث مواجهة بينهم وبين جيرانهم. وتعرضت بلدة الطوارقة التي تقع على مسافة نحو 250 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس للنهب وأجبر سكانها على الفرار في واحدة من أسوأ حالات الانتقام من الموالين للقذافي منذ الإطاحة بالزعيم الليبي قبل ثلاثة أشهر.
وقرر شيوخ البلدة خلال اجتماع عقد في طرابلس أن السكان الذين قالوا إن عددهم 30 الفا يقيمون في مخيمات وأماكن مؤقتة للإقامة بأنحاء ليبيا سيبدأون العودة في 20 ديسمبر.وذكر العاملون في منظمات الإغاثة الدولية أنهم سيقدمون كل مساعدة ممكنة لإعادة السكان النازحين من الطوارقة.
وقال لوران جروبوا المسؤول عن الحماية بمفوضية الأممالمتحدة للاحئين "يكون الوضع دائما صعبا على السكان الذين واجهوا أعمال عنف والذين فقدوا منازلهم ونزحوا إلى مكان آخر. خطتنا.. ليست خطتنا بل ينبغي أن تكون خطة اللبيين.. أعتقد أن الحكومة الجديدة اتخذت خطوة سليمة بالاستماع إلى مخاوف السكان. سنواصل مساعدة هؤلاء السكان في الجوانب الإنسانية بالخدمات والمساندة".
ويتهم سكان مصراتة أهالي الطوارقة بالتواطؤ في حصار مدينتهم الذي فرضته قوات موالية للقذافي وقتل خلاله مئات المدنيين والمقاتلين.وأطلقت صواريخ ونيران مدفعية كانت متمركزة في الطوارقة على المناطق السكنية في مصراتة. كما حارب بعض أهالي الطوارقة في المدينة ضمن وحدات موالية للقذافي. ويزعم سكان مصراتة أن رجال الطوارقة اغتصبوا نساء في مدينتهم.
وربما يكون التحامل الراسخ أيضا من عناصر العداء فسكان الطوارقة بشرتهم داكنة اللون بينما ينتمي كل سكان مصراتة 'لى الغالبية العربية ذات البشرة الأفتح لونا.وتقول منظمات دولية لحقوق الإنسان إن بعض أهالي الطوارقة ربما ارتكبوا جرائم أثناء القتال في مصراتة لكن الأعمال الانتقامية منذ ذلك الحين شملت آلاف الأبرياء.
وقالت امرأة من أهالي الطوارقة النازحين تدعى سلمى يوسف "أخي الأول مات.. والثاني مات.. مات تحت التعذيب. أخذوا الأطفال.. ايش كده (هذا)."وأضافت "ماتوا.. لم يفعلوا شيئا. لا هم متطوعين ولا عسكريين... في مصراتة. الأول (لاقى حتفه) في مصراتة. والثاني له خمسة أيام اليوم. اليوم ثالث يوم في العزاء".
وذكرت سلمى أن أخاها اعتقل في مطار طرابلس بينما كان في طريقه إلى بنغازي وأنه نقل إلى مصراتة حيث لاقى حتفه.وأطفأت الهجمات الانتقامية على الطوارقة بعض بريق الثورة الليبية التي أشاد الغرب بمباديء العدل والتسامح والديمقراطية التي قامت عليها.وحث أحد أهالي الطوارقة الحكومة الليبية الجديدة على المساعدة في عودة سكان البلدة النازحين.
وقال حسين أبو بكر "العودة. العودة هذه يجب أن تتم.. يعني عودة الظوارقة إلى منطقتهم. النقطة الثانية اللي (التي) هو أهل المساجين.. طالما شكلت الحكومة وموجودة الآن دولة أن ينضموا إلى المؤسسات الحكومية. النقطة الثالثة اللي هي المصالحة. المصالحة طبعا متكفلة بها.. يعني شكلت لها لجنة المصالحة الوطنية على كافة ليبيا."وقال أحد سكان الطوارقة إن وفدا من أهالي البلدة سيلتقي برئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحيم الكيب في طرابلس.