والمشروع الذي تبنته السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية أخذ عدة مراحل وأبعاداً ثقافية واجتماعية متعددة، ففي عام 7002 تحول مهرجان القراءة للجميع إلي حملة قومية تمتد طوال العام تحت شعار القراءة للحياة، وذلك بمشاركة الهيئة العامة للاستعلامات، والهيئة العامة لقصور الثقافة والمجلس القومي للشباب•• حيث تم تنظيم عدد كبير من الندوات وإطلاق إصدارات متنوعة، وقد أشادت منظمة اليونسكو بمهرجان القراءة للجميع كتجربة ثقافية رائدة، بل ونادت بتعميمها علي مستوي العالم• وقد بدأت منذ أوائل الشهر الماضي انطلاقة جديدة جديرة بالاهتمام لأنها وهي انطلاقة فاعلة تستمر نحو عشرة أسابيع تؤصل للقراءة وتجعلها قدر الاهتمام برغيف الخبز، وتستمر الحملة حتي نهاية شهر أغسطس وتغطي جميع محافظات مصر، سواء في مواقع مكتبات جمعية الرعاية المتكاملة أو مكتبات مبارك والمكتبات العامة أو مواقع الخيام خلال شهور الصيف، ثم تستمر الفعاليات طوال العام حيث تستأنف بعد انتهاء شهر رمضان في سبتمبر القادم وتستمر الأنشطة السنوية حتي يونيه 0102• يأتي ذلك في إطار دعم مبادرة المليون كتاب ومكتبات الحدائق ومبادرة اقرأ لطفلك والتي تم إطلاقها عام 2002 و استهدفت توجيه أنظار الأمهات والآباء إلي أهمية القراءة للطفل في أعوامه الأولي، فالحملة هدفها حث المجتمع المصري علي القراءة، موجهة الدعوة لكل فئات المجتمع والتركيز علي فكرة مصر السلام وإبراز الدور الذي تلعبه في هذا الإطار، وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي• ونزيد علي القول إن جميع الجهود المخلصة والمكثفة كانت بصماتها واضحة في هذه الحملة، فلقد شارك المجلس القومي للشباب في الحملة ب 53 خيمة في جميع محافظات مصر، مزودة بإصدارات مكتبة الأسرة من كتب ثقافية وعلمية ودينية وأدبية، بالإضافة إلي خدمات الإنترنت المجانية، ويقدم داخل هذه الخيام نسخ مجانية من الكتب للنشء والشباب في إطار مبادرة المليون كتاب، كما يقوم المجلس بتنظيم 121 ندوة داخل مراكز ومعسكرات الشباب تتناول جميعها الصراع العربي الإسرائيلي، ودور مصر والتضحيات التي قدمها الشعب المصري وقت السلام والحرب خلال هذا الصراع• وفي إطار الحملة أصدرت أيضا الهيئة العامة للاستعلامات ولأول مرة في تاريخها كتاباً للمكفوفين بعنوان من رواد الحركة الوطنية، وهو يلقي الضوء علي بعض الشخصيات التاريخية التي أثرت الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية بمصر من خلال استعراض لسبع شخصيات هي : محمد كريم، مصطفي النحاس، أحمد عرابي، عمر مكرم، مصطفي كامل، سعد زغلول، وصفية زغلول• ويعتبر هذا الإصدار بداية سلسلة من الإصدارات التي يتم توجيهها للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة، كما يأتي هذا الإصدار ضمن مجموعة من إصدارات الهيئة التي تشمل إصدارين أساسيين هما مصر والقضية الفلسطينية وسلام الأبطال، بالإضافة لمشاركة الهيئة بعدد من الإصدارات الأخري تهدف إلي التوعية ببعض الظواهر البيئية، وأهمية الحفاظ علي البيئة وتعريف الأطفال بالآلات الموسيقية• وفي إطار الحملة قامت الهيئة العامة للكتاب بطرح قرابة مائتي عنوان متاحة علي شبكة الإنترنت، كما تقوم بتوزيع مليون نسخة مجانية عن عناوين مختارة في إطار مبادرة السيدة سوزان مبارك رئيس مجلس إدارة جمعية الرعاية المتكاملة• لاشك أن هناك نهضة ثقافية تحظي بدعم ورعاية السيدة سوزان مبارك، ومازالت النهضة مستمرة وتواصل نجاحاتها ونتمني•• أن تزيد المبادرات وأن يزداد عدد الإصدارات• أيضا تحية لجمعية الرعاية المتكاملة والتي أصدر العدد السنوي رقم 41 من مجلة القلم السحري ويشرف عليها رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني والفنان عادل البطراوي، بالإضافة إلي ما تقوم به هذه المكتبات من إقامة ندوات حول عظماء مصر مثل سيد درويش وطه حسين ود• علي مصطفي مشرفة، وإقامة أنشطة ثقافية وفنية في مختلف المجالات لاكتشاف المواهب والبراعم الصغيرة وهناك أنشطة متعددة واحتفالات ثقافية ومعسكرات وأتوبيس الفن الجميل ومشروعات ثقافة العمال والشباب، والمرأة وبينالي الطفل المصري وتقيم بوابة إلكترونية علي شبكة الإنترنت بعنوان القراءة للجميع دوت كوم• وما زالت تقوم بتقديم ذخائر الإبداع والمعرفة المصرية والعربية والإنسانية النادرة، وأن تقدم التراث وتقدم أيضا المبدعين الجدد والشباب، مع تقديم المزيد من الموسوعات إلي جانب روافد الإبداع والفكر زاداً معرفياً للأسرة المصرية وعلامة فارقة في مسيرتها الحضارية• فلقد أصبحت مكتبة الأسرة أحد الروافد الرئيسية التي انبثقت من مهرجان القراءة للجميع، ومازالت تواصل تحقيق أهدافها التي بدأتها عام 4991 والتي كانت ترمي إلي تشجيع القراءة علي أوسع نطاق من خلال كتاب جيد المحتوي وسعر رخيص، مع مضمون يبعث الروح القومية والشعور بالفخر بثقافتنا المصرية الحقيقية وإشاعة الأفكار الصادقة التي شكلت مسيرة الحضارة، مع الحرص علي التواصل مع الحضارات الأخري من خلال المترجمات من اللغات الأخري والتي تسهم في تقديم أحدث الإنجازات العلمية والإبداعية الفكرية والأدبية مع ضرورة نشر الوعي بالتراث العربي والإسلامي تأكيدا لهويتنا الإسلامية• لقد نجح المشروع كتجربة رائدة وها هي اليونسكو تطالب بتعميمها علي مستوي العالم، خاصة بعد أن وصل عدد المستفيدين من المشروع إلي أكثر من 12 مليون قارئ، وتم طبع 07 مليون نسخة من إصدارات مكتبة الأسرة وتم توزيعها بسعر زهيد ، كما أنشأ المشروع نحو 81 ألف مكتبة في أنحاء مصر، وانتشرت الأنشطة والمحاضرات والمسابقات الثقافية• ولا يمكن أن نغفل دور الهيئة العامة للكتاب التي نفذت المشروع، وتحية واجبة لكل من ساهم في السمو والارتقاء وتحقيق الثقافة للجميع لتخدم المهتمين في مصر والعالم العربي•